مراجع البحث: علي محمد الصلابي، السيرة النبوية: عرض وقائع وتحليل أحداث، دار ابن كثير، بيروت 1425ه،2004م،صص 417-422 محمد بن علي الشَّوكاني، فتح القدير الجامع بين فني الرِّواية والدِّراية من علم التَّفسير، تحقيق: سعيد محمد اللحام، دار الفكر، 1414ه-1993ه. محمد عبد الرحمان شمس الدين السخاوي، الضوء الامع لأعلام القرن التاسع، دار الجيل، بيروت، 1412ه-1992 عبد الرحمن البر، الهجرة النَّبويَّة المباركة، دار الكلمة، المنصورة – مصر، الطَّبعة الأولى، 1418 هـ 1997 م.
فضائل المدينة المنورة حرم النبي محمد صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة على غير المسلمين، ودعى لأهل المدينة بالبركة، وحفظ الله المدينة من الطاعون والمسيح الدجال، وتناول النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الموضوعات في أكثر حديث نبوي وفي مواضع مختلفة فيما يلي: حرمة المدينة المنورة [ عدل] حديث عبد الله بن زيد عن النبي أنه قال: (إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها، وحرّمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة ودعوت لها، في مدِّها وصاعِها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة). [1] و حديث أنس بن مالك عن النبي، (..... - شـرح كتـاب الحـجّ (50) حبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للمدينة.. فلما أشرف على المدينة قال: "اللهم إني أُحرم ما بين جبليها مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مُدّهم وصاعهم"). [1] و حديث موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد عن عاصم أنه قال: "قلت لأنس أحرم رسول الله المدينة؟" فقال: "نعم ما بين كذا إلى كذا لا يقطع شجرها، من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"). [2] و حديث إبراهيم التيمي عن أبيه التيمي، قال "خطبنا علي بن أبي طالب -على منبر من آجر وعليه سيف فيه صحيفة معلقة- فقال: والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلا كتاب الله، وما في هذه الصحيفة فنشرها فإذا فيها أسنان الإبل، وإذا فيها المدينة حرم من عير إلى كذا فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وإذا فيه ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا وإذا فيها من وإلى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا").
وأشهر هذه الأسماء: (أ) يثرب: قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَاأَهْلَ يَثْرِبَ لاَ مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا ﴾ [الأحزاب: 13]. وقد ورد النَّهي عن تسميتها بهذا الاسم، وأمَّا تسميتها في القرآن «يثرب» فذلك حكاية عن قول المنافقين. (السخاوي، 1992، ج1ص79-86) (ب) طابة: فعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمَّى المدينة يثرب؛ فليستغفر الله؛ فإنَّما هي طابة» وفي روايةٍ: «هي طابة، هي طابة، هي طابة».
6 – فضيلة الموت فيها: فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع أن يموت بالمدينة؛ فليَمت بها، فإنِّي أشفع لمن يموت بها» ، وكان عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه يدعو بهذا الدُّعاء: «اللَّهم ارزقني شهادةً في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم» وقد استجاب الله للفاروق رضي الله عنه، فاستُشهد في محراب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يؤمُّ المسلمين في صلاة الفجر. 7 – هي كهف الإيمان، وتنفي الخبث عنها: الإيمان يلجأ إليها مهما ضاقت به البلاد، والأخباث، والأشرار لا مقام لهم فيها، ولا استقرار، ولا يخرج منها أحدٌ رغبةً عنها إلا أبدلها الله خيراً منه من المؤمنين الصادقين. (البر، 1997، ص 161) فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الإيمان ليأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحيةُ إلى جُحرها» ، وقال صلى الله عليه وسلم: «… والَّذي نفسي بيده! لا يخرج منها أحدٌ رغبةً عنها إلا أخلف الله فيها خيراً منه، ألا إنَّ المدينة كالكير، تُخرِج الخبث، لا تقوم السَّاعة حتى تنفي المدينة شرارها، كما ينفي الكيرُ خبَثَ الحديد».
وكان هذا المسجد لبني معاوية ( 11) من الأوس، وعُرف هذا المسجد باسمهم، لكنّه اشتهر الآن بمسجد الإجابة؛ لأنّ الله تعالى استجاب لنبيّه (ص) فيه، فروي «أنّ رسول الله (ص) أقبل ذات يوم من العالية حتّى إذا مرّ بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين، وصلّينا معه، ودعا ربّه طويلا ثمّ انصرف إلينا، فقال: سألت ربّي ثلاثاً فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بالسّنة ( 12) فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» ( 13). وقال ابن شبه ( 14): «صلّى الرسول (ص) في مسجد بني معاوية ركعتين، ثمّ قام فناجى ربّه ثم انصرف». وقيل: إنّ النبيّ (ص) صلّى فيه عن يمين المحراب قدر ذراعين، وقد اُهتم بهذا المسجد، وجدّد في الأزمنة السابقة مرّات عديدة ( 15) ، وقيل: إنّ المباهلة بين النبيّ محمّد (ص)، ووفد نصارى نجران، وقعت في هذا المسجد، وذلك عندما أمر الله – تعالى – رسوله (ص) بملاعنتهم، لكنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة، ورفضوا الملاعنة ( 16). 1 – آثار المدينة: 82، والدر الثمين: 227. 2 – تحقيق النصرة: 142، وآثار المدينة: 82، والدر الثمين: 227. 3 – تحقيق النصرة: 142، ووفاء الوفا 2: 782، والدر الثمين: 228 – 229.
وقد صلّى النبيّ (ص) فيه ودعا الله أن يبارك للمدينة في مدّها وصاعها ( 7). وكانت إلى الجنوب من هذا المسجد بئر السقيا، التي كان يُستعذب من مائها لرسول الله (ص)، وقد دُفنت ولم يبق لها أثر ( 8). 4- مسجد المنارتين يقع هذا المسجد إلى الغرب من مسجد السقيا، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بكيلومتر واحد، وهو قبل محطة العواجي (الخضر) للبنزين بمائة متر، على يمين الذاهب على طريق مكة القديم. وهو الآن متروك، والمتبقي منه عبارة عن بناء حجري شبه مقفل، ولا يمكن الصلاة فيه؛ لأنه لم يُهيأ لذلك. وقد صلّى النبي(ص) في مكانه، فلذلك بُني هذا المسجد ( 9). قال الأستاذ غالي الشنقيطي في كتابه الدر الثمين ( 10): «وعلى يسار طريق جدّة يوجد مسجد المنارتين، وقد قيل: إنّ النبيّ (ص) صلّى في مكانه فلهذا بني ثَم مسجد، وهو الآن جديد البناء وجميل وكبير تقام فيه الصلوات الخمس». وقد توهّم في ذلك، لأنّ المسجد يقع على يمين طريق جدّة – مكّة، كما أنّه لم يجدّد لحدّ الآن، ولم تقم فيه الصلوات. 5- مسجد الإجابة يقع هذا المسجد إلى الشمال الشرقي من المسجد النبوي، ويبعد عنه بمسافة تقدّر بستمائة وخمسين متراً، ويطلق على اسم الشارع الذي يمرّ بالقرب منه شارع الستين.