ذات صلة أين يقع الأخدود العظيم أين يقع الأخدود قصة أصحاب الأخدود أصحاب الأخدود هم رعيَّةُ آخر ملوك حِميَر؛ وهو زِرعَةُ بن تبان أسعد الحِميَريّ المَعروف بذي نواس، وقد كان هذا الملك يهوديَّاً اعتنقَ عددٌ من رعيّته النصرانيّة، فسار إليهم بجيشٍ من حِميَر؛ حتى يُجبرهم على الرجوع عن دينهم الذي اعتنقوه، وخيّرهم بين القتل، أو الرجوع إلى دينه، فاختاروا القَتل والصَبر على هذا المحنة، فشُقَّت لهم الأَخاديد*، وتمّ رميهم فيها، ثمّ أُضرِمت بهم النيران إلى أن احترقوا وماتوا. وكام المَلك وحاشيته ينظرون إليهم، أمّا في ما يتعلّق بعددهم، فقد قِيل إنّهم كانوا سبعينَ ألفاً، وقِيل عشرين ألفاً، وقِيل اثني عشر ألفاً، [١] وذُكِر أنَّ أَصحاب الأُخدود لا يُقصَد بهم من وُضِعُوا في النار وأُحرِقوا فيها، وإنَّما من شقَّ الأَخاديد وحفرها؛ ولذلك يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ) ؛ [٢] أي لُعِن أصحاب الأخدود بسبب فِعلهم الشنيع، وهو حفر الأخاديد، وإشعال النيران بالمؤمنين. [٣] قصة الغلام والراهب حدّث النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أصحابه عن قصّة ملكٍ من ملوك الزمن الغابر، وهو ملك كانَ لهُ ساحرٌ مُقرَّب، فلمّا تقدَّم العمر بهذا الساحر، طلب من المَلك أن يبعَثَ إليه غُلاماً؛ حتى يُعلِّمه السحر، فأرسل إليه الملك غلاماً ليُعلِّمه، وكان هذا الغلام يذهب باستمرار إلى الساحر، وفي أحد الأيام صادف في طريقه إلى الساحر راهباً، فاستمع إلى كلامه، وأُعجِبَ به، إلّا أنّ الساحر كان يضربه؛ بسبب تَأَخُّره عنه.
[٤] فاستجاب الله دعاءَه؛ إذ انكفأت السفينة بهم فغرقوا وماتوا جميعاً، وخَرَجَ الغُلام سالماً من بينهم، ثمّ أتى الغلام إلى الملك، وبيَّن لهُ استحالة قَتله إلّا بطريقةٍ واحدة، [٤] وهي أن يصلبه على جذعٍ، ثمّ يجمع الناس في صعيد واحد، ويأخذ سهماً من كنانة* الغلام، فيقول: "باسم الله ربّ الغلام"، ثمّ يرمي السهمَ، ففعل الملك ما طلبه الغلام، ورمى الغلام بالسهم، فوقع في صِدغه*، ووضع يده على صِدغه فمات، فصاح الناس: "آمنَّا بربّ الغُلام". [١] قصة أصحاب الأخدود والملك شاهد الذين جمعَهم الملك ما حصل للغلام فآمنوا جميعاً بالله -تعالى-، فاغتاظ الملك لذلك بعد وقوع ما كان يحذَر منه، فأمر بالأخاديد أن تُشَقّ في سِكَك المدينة، وأُلقِي فيها كلّ من آمنَ بربّ الغُلام، وأُضرِمت فيهم النيران؛ بسبب رفضهم الرجوع عن دينهم، [٤] وقد تضمّنت قصّة أصحاب الأخدود موقف المرأةِ المُرضِع التي كانت في زمرة المؤمنين الذين تعرّضوا للامتحان حينما شقّ لهم الملك الكافر الأخاديد، وساومهم على اقتحام النيران، أو الرجوع عن دينهم. [٥] وقد تحدّثت الروايات عن موقف تلك المرأة الصابرة حينما أرادت الرجوع عن موقفها بعد أن أشفقت على نَفسِها ورَضيعها، فإذا بالرضيع يُخاطبها بكلمات بثَّت في نفسها القوّة والصبر على ذلك البلاء، ومن تلك الكلمات قوله: "اصبري يا أمّاه فإنّك على الحقّ"، وفي رواية أخرى أنّه حَثّها على المُضِيّ في أمرها، واقتحام النار، وعدم الجزع.
[٦] ذهاب الغلام إلى الملك مرة أخرى كيف كان حال الغلام بعد محاولة قتله الثَانية؟ وبعد أن غرق الجنود عاد الغلام ساخرًا من الملك ومن أتباعه الجنود الذين لم يستطيعوا تحقيق أمره ورغبته، وبعد يأس الملك من طريقة قتل الغلام جلس قلقًا وغاضبًا كيف السَّبيل للتَّخلص منه.
الملك يتوعد الغلام: بعد ذلك أمر الملك بإرسال الغلام إلى قمة جبل وخيره إما أن يرجع عن دينه أو يلقوه من فوق الجبل، فدعي الغلام ربه وقال "اللهم اكفنيهم بما شئت"، فأهتز الجبل وسقط الجنود. عاد بعد ذلك الغلام إلى الملك، الذي شاط غضبًا، وأمر جنوده بالذهاب به إلى البحر وإلقاءه في وسطه إن رفض العودة لعبادة الملك. قصة أصحاب الأخدود - قصصي. دعا الغلام نفس الدعوة " اللهم اكفنيهم بما شئت " فاهتزت السفينة وزلزلت فغرق الجنود كلهم وماتوا إلا الغلام أنجاه الله ثم عاد مرة أخرى للملك. وفي مرة قال غلام قصة (أصحاب الأخدود) للملك أنك لا تستطيع قتلي حتى تفعل ما أريد فقال ماذا فقال له الغلام أن تجمع الناس في مكان وتقوم بصلبي على جذع وتأخذ سهم وتضعه في القوس وتقول "بسم الله رب الغلام" ثم ترمني به فبذلك تكون قد قتلتني. الملك يحرق أصحاب الأخدود: أمر الملك بجمع الناس وقام بصلب الغلام وقال باسم الله رب الغلام ثم رماه بالسهم فقتله، فصرخ الناس (أصحاب الأخدود) وقالوا آمنا برب الغلام، فقد آمن الناس، فأمر بحفر شق في الأرض وإشعال النار وأمر جنوده بتخيير الناس أن يرجعوا عن دينهم أو إلقائهم أخدود من النار ففعل الجنود هذا لذا سمي أولئك المؤمنين بأصحاب الأخدود، حتى جاء دور امرأة معها صبي تنظر إليها وتخشى عليه وعلى نفسها فأنطق الله الرضيع وقال لها لا تخافي يا أمي فإنك علي حق فكانت المرأة وباقي أهل القرية المؤمنين من (أصحاب الأخدود) الذين رموا في حفرة من النار فقط لأنهم قالوا ربنا الله وأمنوا برب الغلام.
ففعل الملك ما قاله الغلام، فمات الغلام وقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأمر الملك بالأخدود فخُدَّت وأُضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه. ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي صغير، فتقاعست أن تقع فيها خوفاً وحزناً علي ابنها، فنطق الصبي وقال: يا أماه اصبري فإنك علي الحق.