إليك بعض صور الملائكة التي تحار في تخيلها العقول، وتقشعر من رهبتها الأبدان، ويطيش من رهبتها الجنان. الحمد لله الذي خلق كلّ شيء، وإليه يرجع أمر كلّ شيء، والصلاة والسلام على خير الأنام، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد: فقد خلق الله تعالى الملائكة من نور، فهم عباده الطائعون، { لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]. { يسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ} [الأنبياء:20]. 6 مشاهد لملائكة تم تصويرها في الحياة الحقيقية - YouTube. { وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء:27]. ولهم أشكال وأحوال، وأفعال وأعمال، تفوق الوصف، وتعتلي فوق الخيال.
جبريل عليه السلام هو سيد الملائكة ، كان يذكر اسمه في القرآن الكريم بالوحي وعرف بذلك عليه السلام. وجبريل هو رسول الله الى الأنبياء يبلغهم أمر الله وينقل لهم كلام الله بأمانه قال تعالى: " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين". ومن صفاته أنه يملك طولا عظيما وخلقة عظيمة، فما بين شحمة أذنه وكتفه مسيرة خمسمائة عام كنزول الطير، وأيضا له ستمائة جناح لو فرد احدها لغطت ما بين السماء والارض.
* سُوۡرَةُ هُود وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَاهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَـٰمًا قَالَ سَلَـٰمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَہُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ نَڪِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡہُمۡ خِيفَةً قَالُواْ لَا تَخَفۡ إِنَّآ أُرۡسِلۡنَآ إِلَىٰ قَوۡمِ لُوطٍ (٧٠) وَٱمۡرَأَتُهُ قَآٮِٕمَةٌ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَـٰهَا بِإِسۡحَـٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَـٰقَ يَعۡقُوبَ (٧١). في تلك الآيات البيّنات نجد أنّ رسل الله الملائكة ولو تمثّلت لإبراهيم على شكل بشر فهم ليسوا ببشر، والدليل قول الله تعالى في آية (٧٠): " فَلَمَّا رَءَآ أَيۡدِيَہُمۡ لَا تَصِلُ إِلَيۡهِ... " أي لما رأى إبراهيم عليه السلام أيدي هؤلاء البشر لا تستطيع أن تمسك بالطعام "بالعجل الحنيذ" الّذي قدّمه إليهم، وكأنّ أيديهم غير حقيقية (كالشبح)، عَلِم على الفور أنّهم ليسوا ببشر حتى ولو كانوا على هيئة البشر، ولذلك " نَڪِرَهُمۡ وَأَوۡجَسَ مِنۡہُمۡ خِيفَةً " في آية (٧٠). * سُوۡرَةُ مَریَم وَٱذۡكُرۡ فِى ٱلۡكِتَـٰبِ مَرۡيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتۡ مِنۡ أَهۡلِهَا مَكَانًا شَرۡقِيًّا (١٦) فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابًا فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (١٧) قَالَتۡ إِنِّىٓ أَعُوذُ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا (١٨) قَالَ إِنَّمَآ أَنَا۟ رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَـٰمًا زَڪِيًّا (١٩).