وقد سجل مؤشر أسعار الغذاء العالمية بالأمم المتحدة ارتفاعاً قياسياً في شهر مارس، دون إشارة تُذكر إلى تراجع مرتقب. استفادت شركات إنتاج الغذاء الكبرى من أزمات نقص المعروض وتقلّبات السوق. وقد أعلنت شركة تجارة المحاصيل الزراعية "لويس دريفوس" في مارس الماضي صعود أرباحها بنسبة 82% في السنة الماضية نتيجة تقلّبات أسعار الحبوب وقوة هامش الأرباح في البذور الزيتية. وترتفع بسرعة تقييمات أسهم بعض أكبر شركات الغذاء المتداولة بالبورصة، مع زيادة أسعار أسهم شركة "آرتشر-دانيالز-ميدلاند" (Archer-Daniels-Midland)، ومقرها في إلينوي، بنسبة 25% منذ غزو روسيا لأوكرانيا في أواخر فبراير الماضي. واجهت شركة "كارجيل" ضغوطاً لطرح أسهمها للاكتتاب العام بين فترة وأخرى، لكنَّها قاومت الأمر حتى الآن، وذلك لأنَّ طرح الشركة سيؤدي إلى تخفيض حصة العائلة فيها، ويقلل من نصيبها في توزيعات أرباح الشركة سنوياً، إذ يحصد أفراد العائلة نحو 17% من صافي الأرباح سنوياً في صورة توزيعات، برغم أنَّ حصصهم غير متساوية. الآن تزايد عدد أفراد عائلة كارجيل-ماكميلان الممتدة في جيلها السابع إلى نحو 125 فرداً. أعلنت شركة "كارجيل" في أغسطس الماضي تحقيق أكبر ربح في تاريخها، عندما بلغ صافي الدخل نحو 5 مليارات دولار في السنة المالية 2021 عن إيرادات بقيمة 134.
4 مليار دولار. لم يرد متحدث باسم شركة إدارة ثروة عائلة كارجيل، "وايكروس" (Waycrosse) على طلب للتعقيب. قال غريغوري بروسارد، رئيس التداولات المالية العالمية في وحدة إدارة المخاطر بشركة "كارجيل"، في تصريحات لـ "بلومبرغ" هذا الأسبوع، إنَّ التحركات الرامية إلى عزل وإقصاء روسيا اقتصادياً؛ يحتمل أن تستمر وتدفع الأسواق إلى البحث عن مصادر بديلة لكل السلع من الحبوب إلى الأسمدة والوقود. أضاف: "سوف نخرج من هذه الحرب، وجانب العرض مأزوم أكثر منه عندما دخلنا فيها. عندما يبدأ الناس في فرض العقوبات هنا وهناك؛ فإنَّ هذه العقوبات لا تختفي بين ليلة وضحاها".