كذلك كان أحمد حشمت باشا هو المنشئ الحقيقي لكليتي التجارة والزراعة " كان أحمد حشمت باشا هو الذي طلب من العلامة الموسوعي العظيم أحمد زكي باشا سكرتير مجلس النظار وضع ما عرف بعد ذلك بعلامات الترقيم العربية، وقد ذكر هذا أحمد زكي باشا نفسه في كتابه، ولولاه ما عرف فضل حشمت باشا، كما أنه عمل على إدخال التشكيل في الكتب المدرسية، وكان هو الذي أتم ما بدأه سعد زغلول من تعميم التدريس باللغة العربية. جنى وعبد الخالق طولكرم. وإليه يرجع الفضل في إدخال تدريس كثير من العلوم الحديثة في مناهج وزارة المعارف، منها وعلم الصحة، والتدبير المنزلي فضلا عن الاقتصاد. وكان أحمد حشمت باشا من سعة الأفق بحيث إنه كان يعهد إلى أفضل المترجمين بترجمة أفضل الكتب المدرسية المتاحة، ثم يعهد إلى أفضل الأدباء بصياغتها في أفضل عبارة، ومن الطريف أن الشاعر حافظ إبراهيم هو الذي تولي تحرير كتاب الاقتصاد. وقد كان الصديق الكريم الدكتور محمود محيي الدين معجبا غاية الإعجاب بهذا الدور الذي قام به أحمد حشمت باشا وسجل هذا الإعجاب كتابة في مقدمة كتبها لطبعة جديدة من ذلك الكتاب الذي طبع في أول القرن العشرين. فيما قبل هذا فإن أحمد حشمت باشا كلف الشاعر حافظ إبراهيم بترجمة البؤساء وطبعه على نفقته الخاصة ١٩٠٣.
وتستغرب لحالة المولد وسيدو غائب التي تورط فيها المؤلف. فلم يكتب لا عبد الخالق ولا نقد بيان الانقلاب الذي خططا لها. و"داح" هاشم العطا يبحث عنهما بعد استلام الحكم في الساعة الثالثة ظهراً مما عطل إذاعة البيان حتى العاشرة وخمسة عشر دقيقة ليلاً. وكان ذلك نذر سوء. فطلب هاشم رفيقه نقد في ميز الهبوب بشارع النيل عند العمارة الكويتية الحالية. و"ادس" نقد منه مما اضطر هاشم لخبط بابه: "يا نقد إنت مدسي مني وانا عارفك هنا". ولما قصد هاشم منزل سعاد إبراهيم أحمد بالخرطوم اتنين أنكرت معرفتها بمكان تواجد عبد الخالق. ولطعته. ولفحت ثوبها. وركبت سيارتها. وذهبت إلى حيث تعرف مكمن عبد الخالق. هاشم العطا: "يا نقد إنت مدسي مني وانا عارفك هنا" - الشاهد. فوجدته ونقد يصوغان بيان الانقلاب. فلا الواعي كتب بيان الانقلاب الذي خطط له في موعده ولا زهرة الوعي (نقد) التي انبتها. وعبد الخالق الذي أعرفه لا يأمر بانقلاب لا يكتب بيانه بدري بدري. سأقف هنا لأعود لرواية حسن أبونا التي ذَنّب فيها كل من الشهيدين الحاردلو وأحمد جبارة بقتل شهداء بيت الضيافة في دلالة أن المؤلف لم يقف عند معارفنا المتحصلة عن ١٩ يوليو ١٩٧١. فقد وقفنا عند السؤال: أين كان كل من الحاردلو وأحمد جبارة في ذلك اليوم المشؤوم حتى يحق لنا اتهامهما بارتكاب المذبحة؟
جنى تبكي بشده بسبب عبد الخالق | عبد الخالق ضرب جنى - YouTube