كان علي يؤم المسلمين في صلاة الفجر في مسجد الكوفة، و في أثناء الصلاة ضربه عبد الرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال علي جملته الشهيرة: "فزت ورب الكعبة" [141][142][143]، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم [144][145]؛ ثم حمل على الأكتاف إلى بيته وقال: «أبصروا ضاربي أطعموه من طعامي، واسقوه من شرابي، النفس بالنفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإن بقيت رأيت فيه رأيي» ونهى عن تكبيله بالأصفاد وتعذيبه. وجيء له بالأطباء الذين عجزوا عن معالجته فلما علم علي أنه ميت قام بكتابة وصيته كما ورد في مقاتل الطالبيين. ظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 حسب بعض الأقوال [144]. وفاة أبي طالب - بوابة السيرة النبوية. وبعد مماته تولى عبد الله بن جعفر والحسن والحسين غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه ودفنه، ثم اقتصوا من بن ملجم بقتله [146]. ولقب الشيعة علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب. [141] ( منقول)
ورواه مسلم من حديث أبي هريرة أيضًا وفيه: لولا أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الخرع لأقررت بها عينك شفاعة النبي في أبي طالب وفي الصحيح من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكُر عنده عمه أبو طالب، فقال: « لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار ». موت علي بن ابي طالب. عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: « أهون أهل النار في النار عذاباً أبو طالب وهو منتعل بنعلين من نار يغلي منهما دماغه » عن علي: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبا طالب مات، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: « اذهب فواره » ، فقال: إنه مات مشركًا، قال: « اذهب فواره » ، فلما واريته رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: « اغتسل ». وعن وكيع بن عدس، عن أبي رزين عمه، قال: قلت: يا رسول الله، أين أمي؟ قال: « أمك في النار » ، قال: قلت: أين من مضى من أهلك؟ قال: « أما ترضى أن تكون أمك مع أمي ». قال عبد الله: قال أبي: الصواب حدُس. تحقيق القول في إسلام أبي طالب وذكر بعض أهل العلم في الجمع بين هذه الروايات ما حاصله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل راقيا في المقامات السَّنيِةّ، صاعدًا في الدرجات العلية، إلى أن قبض الله روحه الطاهرة إليه، وأزلفه بما خصه به لديه من الكرامة حين القدوم عليه، فمن الجائز أن تكون هذه درجة حصلت له صلى الله عليه وسلم بعد أن لم تكن، وأن يكون الإحياء والإيمان متأخرًا عن تلك الأحاديث، فلا تعارض.
فخرج إليهما فقال: قد سألته فقال: مع قومه. فقالا: يزعم أنه فى النار. فقال: يا محمد أيدخل عبد المطلب النار؟ فقال رسول الله ﷺ: "ومن مات على ما مات عليه عبد المطلب دخل النار" فقال: أبو لهب، والله لا برحت لك إلا عدوا أبدا وأنت تزعم أن عبد المطلب فى النار، واشتد عند ذلك أبو لهب وسائر قريش عليه. قريش تؤذى النبى بعد موت عمه أبى طالب.. ما يقوله التراث الإسلامى - اليوم السابع. قال ابن إسحاق: وكان النفر الذين يؤذون رسول الله ﷺ فى بيته: أبو لهب، والحكم بن أبى العاص بن أمية، وعقبة بن أبى معيط، وعدى بن الحمراء، وابن الأصداء الهذلى - وكانوا جيرانه - لم يسلم منهم أحد إلا الحكم بن أبى العاص. وكان أحدهم - فيما ذكر لى - يطرح عليه رحم الشاة وهو يصلي، وكان أحدهم يطرحها فى برمته إذا نصبت له، حتى اتخذ رسول الله ﷺ حجرا يستتر به منهم إذا صلى، فكان إذا طرحوا شيئا من ذلك يحمله على عود، ثم يقف به على بابه، ثم يقول: «يا بنى عبد مناف أى جوار هذا؟» ثم يلقيه فى الطريق. قلت: وعندى أن غالب ما روى مما تقدم من طرحهم سلا الجزور بين كتفيه وهو يصلي. كما رواه ابن مسعود وفيه أن فاطمة جاءت فطرحته عنه وأقبلت عليهم فشتمتهم، ثم لما انصرف رسول الله ﷺ دعا على سبعة منهم كما تقدم. وكذلك ما أخبر به عبد الله بن عمرو بن العاص من خنقهم له عليه السلام خنقا شديدا حتى حال دونه أبو بكر الصديق قائلا: أتقتلون رجلا أن يقول ربى الله؟ وكذلك عزم أبى جهل - لعنه الله - على أن يطأ على عنقه وهو يصلى فحيل بينه وبين ذلك، وما أشبه ذلك كان بعد وفاة أبى طالب، والله أعلم.
وصدق اللهُ إذ يقولُ: ﴿ وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ ﴾ [سبأ: 37]. خامسًا: الحَذَرُ من صحبة الأشرار، ففي الحديث: أنَّ أبا جهلٍ وعبدالله بن أُمَيَّة ما زالا يُحرِّضان أبا طالب على الثَّبات على دِينه؛ حتى مات على الكُفْر، وخُتِمَ له بتلك الخاتمة السيِّئة. وقد حثَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم على اختيار الجليس الصالح؛ فعن أبي هُريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الرَّجُلُ على دين خَلِيله؛ فَلْيَنْظُرْ أحدُكم مَن يُخالِل)) [11]. قال الشاعر: عَنِ المَرْءِ لاَ تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ ♦♦♦ فَكُلُّ قَرِينٍ بِالمُقَارِنِ يَقْتَدِي والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] "صحيح البخاري"، (3/ 62 - 63)، برقم (3884)، و"صحيح مسلم"، (1/ 54)، برقم (24)، واللفظ له. [2] انظر: "الإصابة في تمييز الصحابة"، (3/ 36). [3] "صحيح مسلم"، (2/ 671)، برقم (976). [4] الضحضاح من الماء: ما يبلغ الكعب.