من ثمرات التفكر، يعد التفكير من ضمن العمليات العقلية التي يقوم بها الانسان، فهي تحتاج الى أوقات لكي ينفرد بها الشخص مع نفسه، ومن أجل التفكر فيما خلقه الله، والنظر في هذا الكون البديع المحكم، الذي أوجده خالق لديه القدرة على إيجاد أي شيء، فالله سبحانه وتعالى أبدع في خلقه، فيجب على البشر أن يعبدوه حق عبادته، وللتفكير العديد من الثمرات التي أوجدها الله، فكل شيء في هذا الكون مستحق للتأمل في عظمة الخالق، وكل شيء مستحق للنظر به، وهنا سنترف على من ثمرات التفكر. ما هي ثمرات التفكر التفكير هو التدبر والتأمل في خلق الله سبحانه وتعالى، فيجب على البشر أن يستخدموا عقولهم في التفكير فيما خلقه الله، حيث أن الله سبحانه أبدع في خلقه، وخلق الكثير من الأشياء، بل كل ما في هذا الكون يستدعي التأمل والتدبر في خلقه، فالتفكر يعتبر من أعظم العبادات، وذلك لأننا نستشعر بعظمة الخالق سبحانه، فهو وحده المستحق للعبادة، والتفكر من العبادات التي حث عليها القران الكريم، حيث قال تعالى" ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب"، فللتفكير اثار إيجابية على النفس البشرية. الإجابة هي: يؤدي الى زيادة الايمان.
6- التأسِّي بهم في دَوام طاعتهم لله تعالى وحُسن عِبادتهم له، ودَوام ذِكرهم له؛ وهذا ممَّا يحمل على كَمال الاستقامة واستِدامة الطاعة. 7- طمَع المؤمن في استِجابة الله تعالى لدُعائهم له واستغفارهم له والأخْذ بأسباب ذلك من التحقُّق بالإيمان والمسارعة إلى الخير والاشتِغال بالذِّكر. 8- اجتناب ما يُسبِّب بُعْدَ الملائكة عن الشَّخص أو المكان؛ كالصُّوَر والتماثيل وآلات اللهو والكلاب والقاذورات... ونحو ذلك ممَّا جاءت النُّصوص ببُعد الملائكة عن الشخص أو المكان بسبَبِه؛ حَذَرًا من أسباب بُعدِهم عن الملائكة. 9- الإيمان بعظَمة الله تعالى وقُوَّته وقُدرَته وحِكمته في خلق أولئك الكِرام على هذه الخِلقة الكريمة الحسَنة القويَّة. 10- شُكر الله تعالى على عِنايته ببني آدم وغيرهم من المكلَّفين؛ حيث وكل بهم هؤلاء الملائكة الكرام يحفَظونهم ويحفَظون عليهم أعمالهم، ويُعِينونهم على عبادة ربهم. 11- ملازمة الاستِقامة والحذَر من مُقارَفة المعاصي؛ حَذَرًا من أنْ يَكتُبوا علينا إثمًا أو يشهدوا علينا بمعصيةٍ، فإنهم شهودٌ مرضيُّون، وإنَّ العبد إذا ذكر حُضورهم معه استَحى منهم. 12- نشاط الهمم والجوارح في فعل الخيرات والمبادرة إلى البِرِّ؛ لعِلمنا بحُضورهم مَجالِسه، وحُبِّهم له ودُعائهم لفاعله وإعانتهم له.
[٥] والحياء من الإيمان لقوله -صلى الله عيله وسلم-: (الحَياءُ مِنَ الإيمانِ) ، [٦] فالحياء عند المؤمن من الزواجر إلى فعل الخير، فمن لم يكن عنده خلق الحياء غلبه الهوى والشهوة، وأوقعته في المعاصي والآثام، لذا فالحياء أصلٌ لكلِّ خير، [٥] فقد عدَّ الفضيل بن عياض قِلَّة الحياء من علامات الشقاوة، [٧] لأنَّ من قَلَّ حياؤه فقد فاته أصل الخير. هجر المعاصي حياءً من الله تعالى فيجد صاحب الحياء في نفسه انكساراً وحرجاً بأن تصدر منه الذنوب والمعاصي أمام الناس ، فكيف صدرت منه أمام الله -تعالى-، فيقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فاللهُ أحقّ أن يُسْتَحيا منهُ). [٨] [٩] وخاصّة أنَّ صاحب خلق الحياء يقرأ كتاب الله -تعالى-، ويعلم أنَّ الله -تعالى- مُطَّلِع عليه، ويعلم أنَّ لله -تعالى- أرسل رسلاً يكتبون ما يقول، [٩] قال -تعالى-: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ ، [١٠] فكيف يَقدم على المعاصي بعد هذا العلم. وحين يقرأ قوله -تعالى-: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ ، [١١] يعلم صاحب خلق الحياء إنَّ الله -تعالى- أقرب إليه من نفسه التي بين جنبيه، فلا يَقدم على المعاصي، فحياؤه يدفعه إلى الابتعاد عن الذنوب والآثام.