وحتى يتحرر محل النزاع، لابد من الإشارة هنا إلى أن الشيخ العبيكان ليس هو أول من قال بطاعة الإمام المتغلب، بل أن أغلب رموز المدرسة السلفية التي ينتمي إليها الشيخ قالوا بهذا الرأي، وأكدوه في كتبهم وفتاواهم ودروسهم. الدكتور عبدالله الدخيل في التفسير. يقول الإمام أحمد بن حنبل: (ومن غلب عليهم بالسيف؛ حتى صار خليفة، وسمَّي أمير المؤمنين؛ فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً؛ براً كان أو فاجراً)، وقال صاحب "المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل": (والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر ومن ولي الخلافة من اجتمع الناس عليه ورضوه ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة ويسمى أمير المؤمنين والغزو ماض مع الأمراء إلى يوم القيامة البر والفاجر). والإمام محمد بن عبدالوهاب يقول: (الأمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد - أو بلدان - له حكم الإمام في جميع الأشياء). والشوكاني في "نيل الأوطار" ينقل عن الحافظ ابن حجر في الفتح: (وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء). وقبلهم جميعاً كان ابن عمر رضي الله عنه يقول بأنه (يصلي وراء من غلب).
حروف وأفكار كتب الدكتور خالد الدخيل - أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الملك سعود - مقالاً في جريدة الاتحاد الإماراتية عنوانه: "العبيكان" بين رفض الجهاد والتعايش مع الاحتلال. جريدة الرياض | أفراح الدخيل والحقيل. ولا أخفيكم أنني عندما قرأت العنوان كنت أظن أن الدكتور الدخيل سيتناول الموضوع من وجهة نظر سياسية تحليلية، كما هو تخصصه. غير أنني فوجئت أنه تناول الموضوع من وجهة نظر فقهية بحتة، سواء من حيث الاستدلال أو المقارنات؛ الأمر الذي جعل طرحه - في رأيي على الأقل - يبدو مرتبكاً، ويعوزه الكثير من الروابط العلمية والأصولية - كما سأبين لاحقاً - ليظهر متماسكاً ومقنعاً، ثم ليرتقي إلى مستوى القضية التي ندب نفسه إلى الخوض فيها، والتي يبدو أنه لا يملك أدوات نقاشها كما ينبغي. بعد هذه المقدمة التي وجدت أن من الضرورة البدء بها، سأنتقل إلى المقال محاولاً تبرير ما أقول. من الواضح أن الدكتور الدخيل يعتبر أن المقاومة في العراق تدخل في دائرة الجهاد بمفهومه الإسلامي، يتضح ذلك من عنوان المقال نفسه، فالعنوان يؤكد أن الشيخ العبيكان (يرفض) الجهاد ويدعو (للتعايش) مع الاحتلال، كما أن الدكتور الدخيل في المقال ذاته، يتهم الشيخ العبيكان بأنه وظف "الآلية الفقهية" (التي تجعل من القوة والغلبة المصدر الأساسي لشرعية الحكم) مبرراً لاحتلال العراق.
منظر عام لمدينة القدس المحتلة ويظهر فيها مسجد قبة الصخرة وكنيسة القيامة. -(ا ف ب) زايد الدخيل عمان – دانت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، في اجتماعها الطارئ امس بعمان، الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف. واصدرت اللجنة عقب اجتماعها الرابع بدعوة من المملكة، وترأسه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، بيانا ختاميا، أكدت فيه من أن هذه الاعتداءات والانتهاكات، تمثل استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان، وتقويضاً لحرية العبادة في المسجد الأقصى، وحرية وصول المصلين إليه، وتنذر بإشعال دوامة من العنف تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. جريدة الرياض. وتضم اللجنة -التي ترأسها الأردن-، السعودية، وتونس بصفتها رئيس القمة العربية الحالية، والجزائر، وفلسطين، وقطر، ومصر، والمغرب، والإمارات بصفتها الدولة العربية العضو في مجلس الأمن في اجتماع اللجنة الذي حضره أمين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط. وبحث الاجتماع، مواجهة التصعيد الإسرائيلي الخطر في الأقصى، وبلورة تحرك مشترك لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية على المقدسات، ووقف العنف، واستعادة التهدئة الشاملة.