روى أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزلت هذه السورة: ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ ﴾ [النصر: 1]، قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، فقال: ((الناس حيِّزٌ، وأنا وأصحابي حيز))، وقال: ((لا هجرة بعد الفتح، ولكنْ جهاد ونية)). فسبِّح بحمد ربك: هذا القول أو الأمر بالتسبيح بحمدِه من الله تعالى تكرَّر في أكثر من موضع على اختلاف المواضع. سورة اذا جاء نصر الله والفتح يلا شوت. • إذا ضاق صدرك؛ ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ﴾ [الحجر: 97، 98]. • عند الصبر على ما يمكرون؛ ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ [طه: 130]، ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ﴾ [ق: 39]. • التسبيح في الصباح والمساء؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42]، وقال تعالى: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [غافر: 55].
[ ص: 511] وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس قال: لما نزلت: ( إذا جاء نصر الله والفتح) علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد نعيت إليه نفسه ، فقيل: ( إذا جاء نصر الله والفتح) السورة كلها. حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين: أن عمر سأل ابن عباس عن هذه الآية: ( إذا جاء نصر الله والفتح) قال: لما نزلت نعيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وقال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي ، حدثنا أبي ، حدثنا جعفر بن عون ، عن أبي العميس ، عن أبي بكر بن أبي الجهم ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت من القرآن جميعا: ( إذا جاء نصر الله والفتح). القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة النصر. وقال الإمام أحمد أيضا: حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي البختري الطائي ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لما نزلت هذه السورة: ( إذا جاء نصر الله والفتح) قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها ، فقال: " الناس حيز ، وأنا وأصحابي حيز ". وقال: " لا هجرة بعد الفتح ، ولكن جهاد ونية ". فقال له مروان: كذبت - وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت ، قاعدان معه على السرير - فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك ، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه ، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة.
[ آخر تفسير سورة " إذا جاء نصر الله والفتح " ولله الحمد والمنة].
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 13/10/2014 ميلادي - 19/12/1435 هجري الزيارات: 173290 بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 - 3]. ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾. إذا تم لك الانتصار على الكفار وفتح لك مكة وسائر الأمصار. ﴿ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ﴾. موقع الدكتور أحمد كلحى: موسوعة إعراب القرآن الكريم : إعراب سورة النصر. ورأيت الناس أقبلوا إلى الإسلام جماعات. ﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾. إذا حصل ذلك فهو علامة لك على دنو أجلك، فتهيأ للقاء ربك بالإكثار من الأذكار وأكثر من الاستغفار فبالاستغفار تدوم النعم والله يتوب على من يتوب.
•عن عائشة رضي الله عنها: لما نزلت ( إذا جاء نصر الله والفتح) إلى آخرها مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة إلا قال:" سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي ".