فلسطين: خطبة جمعة "ستُكتب شهادتُهم ويُسألون" لفضيلة الشيخ عصام عميرة (أبو عبد الله) بيت المقدس، 12 شوال 1438هـ الموافق 07 تموز/يوليو 2017م الجمعة، 13 شوال 1438هـ 7/7/2017م ستُكتب شهادتُهم ويُسألون (الخطبة الأولى) أيها الناس: يقول الحق تبارك وتعالى في محكم التنزيل: {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}، وذلك في معرض الحديث عن الذين جعلوا ملائكة الله الذين هم عنده يسبحونه ويقدسونه إناثا، فقالوا: هم بنات الله جهلا منهم بحق الله، وجرأة منهم على قيل الكذب والباطل، كما قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسيره لهذه الآية. وهذا هو وضع الشهود التابعين على معلومة معينة دون تثبت، فقط لمجرد أنها وردتهم من آبائهم أو المصادر الموثوقة لديهم، خاصة وأنها معلومة من العيار الثقيل في موضوع مركزي ومحوري وهو موضوع العقيدة وما يتصل بالإيمان. فكيف إذا كانت المعلومة موثقة، وصادرة عن شهود مقربين من الأفاكين وأكابر المجرمين، ومن عيار لا يقل ثقلا عن العقيدة وهو الحكم والسلطان، ودوائر صنع القرار في أروقة الحكام، وما لذلك من تأثير على الناس جميعا؟ ولسنا بصدد الحكم على المعلومات الكثيرة والمثيرة التي نشرها الجانب المحاصَر، أو الجانب المحاصِر في الأزمة الخليجية، فالجانبان ليسوا من أهل الثقة والعدالة في نظر الشرع الإسلامي، كونهم لا يحكمون به وهم حكام، ولا يوقرونه وهم مسلمون، وجعلوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون.
نسبة قليلة ويقول «د. الربعي»: «كما أن في ذلك مجافاة للعدل من حيث الخلل الكبير في الموازنة بين الحالتين المنظورتين؛ فإن النسبة القليلة من الواقعين في الخطأ من المتدينين باسم التدين لا تقارن مطلقاً بالنسبة الكبيرة لمطبقي المفهوم الصحيح للتدين»، وفي المقابل، لا شك أن من عوامل شيوع هذه الأفكار الذهنية والنمطية وتكريسها في المجتمع ما يقع فيه بعض المتدينين من الأخطاء باسم التديّن مع الأسف الشديد.
وإلى جانبهم كارهين رافضين لما انتهيت إليه. وإنهم ليوافقونني في كل ما سبق مما يتعلق بالنظر؟ وأما التنزيل على واقعنا بالإفصاح عن نازلتنا، فلعل أن يكون البعض منهم معي على طرف نقيض. غير أني لا أبالي، لأني أريد أن يضيء مصباحنا بين الأمم. ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله: والعالم لا يلتفت إلى محمدة يقتنصها وتنتشي روحه بها، ولا إلى مذمة تعرض له فتعكر صفو مزاجه. العالم كما قال الله تعالى لا يبالي بالعتبى أو برضا الخلق. فهو كما قال ربنا عنهم:﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾، فليكن ما يكون من مواقف الأغيار عنه، لأنه يريد أن يضيء مصباحنا بين الأمم. تيارات كثيرة فاعلة: والمنصفون من كل التوجهات والحساسيات كبر أملهم في بلدهم، وأعلنوا عن نصرتهم. أذكر هاهنا: * موقف حركة20 فبراير. * موقف الوطنيين من كثير من الأحزاب. * موقف الإعلاميين والفنانين الذين يحملون ويحلمون بالرسالة. * الأغنياء وأرباب الأموال. هؤلاء وغيرهم أعلنوا بالواضح أنهم يريدون لبدهم أن يضيء مصباحه بين الأمم. العمى الإيديولوجي: هناك صنف ناقم أو حاقد أو مصاب بالعمى الإيديولوجي.