( يقول الله للملكين ترفقا بعبدي من حداثة سنه ، حتى اذا بلغ الاربعين قال اثبتا ورفقا) والاربعين هو سن النبوة الا عيسى عليه السلام فهو ولد نبيا. [ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي... وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي - أحمد قوشتي عبد الرحيم - طريق الإسلام. ] يشير هذا المقطع الى أهمية أعمال القلوب وهي أفضل وأعظم من أعمال الجوارح ، كالحلم والكرم والذكر والرفق والتفكر ، فالانشطة الدماغية والقلبية أعظم وأجمل وأهم من أعمال الجوارح ، وبدأها بالشكر. [ وأن أعمل صالحا ترضاه] يعني أنه ليس كل عمل صالح يرضي ألله تعالى ، اذا كان فيه شائبة أو رياء أو حظ للنفس ( رب مصل ليس له من صلاته الا القيام والقعود). ( الصوم جنة ما لم يخترق ، قيل بمن يخترق يا رسول ألله صلى ألله عليه وسلم ؟ قال " الغيبة ". فهناك مرحلتان: مرحلة فيها تعمل العمل الصالح ، والمرحلة الثانية أن يكون ألله تعالى راضيا عن عملك. [ وأصلح لي في ذريتي] في ذريتي ،وليس كل ذريتي ، فليس من الادب أن تقول أصلح لي كل ذريتي ، لان هذا يخلف قانون الجنس البشري ، ( وكل بني آدم خطاء) والنظرية الاسلامية تفيد أنه من زادت حسناته على سيئاته فقد نجى والذنب قانون من قوانين الجنس البشري ، كما تجوع وتأكل فتشبع ، وكما تعطش وتشرب الماء فترتوي ، وكما تتعب فتنام ، وهذه من قوانين هذا الانسان ، كذلك من قوانينه أنه يخطيء ويتوب ، فالذنب قانون من قوانين الانسان ، وعليك أن تتوب ، وهذا هو الدعاء المنطقي أن تبدأ بالعمل القلبي ثم تتوب ثم تسأل وتدعو دعاء منطقيا ، أن تدعو دعاء لاتخرق به قوانينك.
لماذا اختار نبي الله سليمان كلمة أوزعني فى دعائه يأتي اللفظ ألهمني مرادفاً لكلمة أوزعني، وهو ما يدل على التضرع والخشوع إلى الله في الدعاء وسؤاله أن يلهمه الشكر والعون على طاعته ومناجة ربه بأن يوفقه ويصرف عنه الانشغال بالنعم وعدم شكره عليها، ودلاله على مراقبة الله في الطاعات، ونجد هنا أن شكر الله على نعمة تدل على رضا الله على المرء وإدخاله في العباد الصالحين. فضائل شكر الله على نعمه يُعد الإعتراف بنعم الله على المرء شكل من أشكال العبادة والتقرب إلى الله وشكره في السراء ليزداد الخير وفيالضراء ليلهمنا الصبر، فكما أمرنا الله عز وجل بشكره على نعمه فقد حذرنا أيضاً من الكفر بها وجحودها فيقول تعالى "ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جائته فإن الله شديد العقاب" فكما بالشكر تزيد النعم ويزيد خيرها، فالكفر بها وعدم الشكر يؤدي إلى زوالها. كيف يشكر الله عباده من أسماء الله الحسنى هو اسم الشكور، فيهب الله النعم لجميع خلقة وعلى الرغم من ذلك يشكر الله الإنسان إذا قام بشكره والاعتراف بنعمه ولكن شكر سبحانه يختلف فهو العاطي فشكر المؤمن لله حسنة والله يشكره بمضاعفتها لمن يشاء، ومن صور شكر الله لعباده ذكرهم عند ملائكته وغرس حب الناس في قلوبهم ورفع قدرهم ومنزلتهم.
هـ. ﴿ وَأَصْلِحْ لِي ﴾ [الأحقاف: 15]؛ أي: يا رب أصلحهم لأجلي ولأجل مصلحتي؛ كي أسعد في الدنيا والآخرة ويسعدوا، فيظهر هنا افتقارك الشديد لله عز وجل لكل حسنة تصب في ميزانك، وهذا الافتقار يحبه الله؛ لأنه يدل على اعترافك بفقرك وغناه، وعلى ذل العبد بين يدي مولاه، وهذا من أسباب إجابة الدعاء، فلا يكون الداعي كالمستغني بعمله الواثق من قبوله، بل هو يطرق كل باب ويبتغي كل وسيلة، ولولا حرف اللام، ما اشتمل الدعاء على هذه المعاني، ولاقتصر الدعاء على معنى سؤال الله صلاح الذرية بمعزل عن حاجتك وفقرك. ♦ فلأجل فقري وذلي [3] أصلحهم لي يا ربي فينفعوني؛ فإن الولد الصالح ينفع والده في حياته، فيبرُّه ويقوم برعاية مصالحه ومتطلباته، بل الأعظم من ذلك أن يعين والده على أمر دينه، سواء بالاستجابة لما يأمره به والداه من طاعة الله، أو بتذكيرهم ونصحهم والسعي في زيادة صلاحهم، وكذلك ينفع والده بعد موته، ليس فقط بالدعاء له، ولكن إذا كان الوالد سببًا في صلاح ولده، فإن كل عمل صالح يقوم به هذا الولد يصب في ميزان والده، الذي كان سببًا في صلاح ولده، سواء كان الأم أو الأب أو هما معًا. صدى سوريا | أدعية ليلة القدر.. واظب عليها تبدل حالك للأفضل. ومن سعي الآباء والأمهات لصلاح أولادهم هذا الدعاء، فرجع نفع هذا الدعاء على داعيه في الحال والمآل.
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل. من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط. موافق معرفة المزيد…
الدعاء للأولاد جزءٌ من وصية ربانيَّة ورد ذِكرُها في سورة الأحقاف بدأت بقوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ... ﴾ [العنكبوت: 8]، وهو عادة الأنبياء عليهم السلام، وقد خلَّد القرآن الكريم إلحاح الخليل وزكريا عليهما السلام بالدعاء بأن يرزقهما الله الصالحين الرضيين، ليرزق اللهُ إبراهيمَ إسماعيلَ وإسحاقَ، ويهب لزكريا يحيى عليهم السلام جميعًا. وممَّا يُذكر في التاريخ أن زيدَ بن عمرٍو كان موحِّدًا في زمن الجاهلية، فكَّر يومًا، وقال لقومه: "الشاة خلَقَها الله عز وجل، وهو الذي أنزل لها المطر من السماء فرَوِيَتْ، وأنبت لها العُشْب من الأرض فشبِعَتْ، ثم تذبحونها على غير اسم الله عز وجل؟! ". ظل هذا التساؤل يشغل عقله في حله وترحاله، وفي أحد الأيام ذهب مهاجرًا إلى الشام ليبحث عن إجابة شافية يخرُج بها من الضيق إلى سَعة الطريق، ومن حياة بلا هدف لحياة لا يضل فيها ولا يشقى. فعلم بأمره راهبٌ نصرانيٌّ، وأخبره بأن نبيَّ آخِرِ الزمان ظهر في مكة، فأسرع نحو مكة، وبينما هو في الطريق إذ هجم عليه مجموعة من قُطَّاع الطرق، فأصابوه وسالت دماؤه، فرفع صوته وقال: "اللهم إن كنتَ حرمتني من هذا الخير، فلا تحرم منه ابني سعيدًا"، وتمرُّ السنوات ليكون سعيد بن زيد من السابقين الأوَّلين للإسلام، ويُبشِّره الرسول صلى الله عليه وسلم باسمه الصريح في حديث العشرة المبشَّرين بالجنة بقوله: ((وسعيدٌ في الجنة)).
فتأمل أيها القارئ كيف جمع هذا الحرف (لي) كل هذه المنافع والمصالح، وظهور الذل والافتقار، بأيسر طريقة وأوجز صورة. ولما كان صلاح الولد مهمًّا لهذه الدرجة، جاء الحرف الثاني (في): ﴿ فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]: قال ابن عاشور رحمه الله عنه: ومعنى ظرفية [4] ﴿ فِي ذُرِّيَّتِي ﴾ [الأحقاف: 15]: أن ذريته نزلت منزلة الظرف، يستقر فيه ما هو به الإصلاح ويحتوي عليه، وهو يفيد تمكن الإصلاح من الذرية وتغلغله فيهم، ونظيره في الظرفية قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ ﴾ [الزخرف: 28]. ا. هـ. فلا يُحوَّل عنهم الصلاح ولا يزول ما بقي لي نسل، حتى أراهم قرة عين لي في حياتي وفي ميزاني بعد مماتي، فسبحان الله ما أعظم أدعية القرآن على إيجازها! وقفنا مع حرفين دون التعرض للكلمتين، فما ظنك بالدعاء كاملًا، قال الله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15]، هذا، والله تعالى أعلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.