قال تعالى مادحا أهل الصبر" والصابرين والصابرات". والصبر صفة تكون في قلب المؤمن ، بل إن كان إيمانه عال قد يصل الى مرحلة أعلى وهي الرضا، بل وهناك مرحلة أعلى وهي الشكر على المصيبة كما حصل للخنساء في خبر استشهاد أبنائها الأربعة حين قالت:( الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم)، فالشكر مرحلة عالية من مراحل الصبر. فعليك أن تتوقع دوما المصائب لأنها سنن الحياة، ثم عليك أن تؤمن أنها من الله وكل شخص ومخلوق سيصاب بابتلاء فلما يصل إليك قل لا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون، فبما أن نهاية الحياة الموت فلا شيء محزن فيها ومنها مهما كان حجم البلاء. كيف أصبر على الابتلاء - بيت DZ. وان بعد الابتلاء ستحصل نعمة عظيمة قال تعللى:" فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا".
رابعا: الجزع و عدم الرضا لا ينفعا.. فالتحسر على المفقود لا ياتى فيه.. كان يحيى بن معاذ يقول "يا ابن ادم، ما لك تاسف على مفقود لا يردة عليك الفوت؟! ، وما لك تفرح بموجود لا يتركة فيديك الموت؟! " [صفه الصفوه 2:295)]. خامسا: معرفه طبيعه الدنيا و انها دار عناء.. فالدنيا بمثابه القنطره التي تعبر فيها الى الدار الاخرة، فلا تحزن على ما فاتك بها.. قال ابن الجوزى "اما بعد؛ فانى رايت عموم الناس ينزعجون لنزول البلاء انزعاجا يزيد عن الحد، كانهم ما علموا ان الدنيا على ذا و ضعت.. وهل ينتظر الصحيح الا السقم؟، والكبير الا الهرم ، والموجود سوي العدم! " [تسليه اهل المصائب 1:71)].. وقال كذلك "ولولا ان الدنيا دار ابتلاء لم تعتور بها الامراض و الاكدار، ولم يضق العيش بها على الانبياء و الاخيار.. ولو خلقت الدنيا للذه لم يكن حظ للمؤمن منها" [موسوعه فقة الابتلاء 4:129)]. سادسا: معرفه ثواب الصبر العظيم.. كيف تعلم نفسك الصبر - موضوع. وحينها يهون عليك جميع بلاء، قال تعالى.. انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب [الزمر: 10].. مات عبدالله بن مطرف، فخرج مطرف على قومة فثياب حسنه و ربما ادهن، فغضبوا و قالوا: يموت عبدالله بعدها تظهر فثياب كهذه مدهنا؟!!
الصبر عن المعاصي والمحرمات: فالإنسان بحاجةٍ إلى الصبر عن ملذّات الدنيا وشهوات النفس، فلا يُطلق لها العنان لتسترسل خلف شهواتها. الصبر على المصائب وأقدار الله المؤلمة: فلا يسلم أحد من البشر من الآلام، أو الأمراض، أو المصائب، أو الابتلاءات، لكنّ المؤمن يتلقى هذه الأمور بالصبر عليها واحتساب أجرها عند الله سبحانه وتعالى. (5) عشرة أسباب تعين على الصبر على البلاء - عشريات ابن القيّم - عبد العزيز بن داخل المطيري - طريق الإسلام. حكم الصبر اتّفق الفقهاء على أنّ الصبر واجب كما ذكر الإمام ابن القيم، وإنّما يُراد بذلك الصبر الواجب، فالصبر تعتريه الأحكام التكليفيّة الخمسة؛ الوجوب، والندب، والإباحة، والكراهة والحرمة؛ فيكون واجباً كالصبر على الطاعات، والصبر عن المحرّمات، والصبر على المصائب، ويكون مندوباً؛ كالصبر عن المكروهات، والصبر على المستحبات، ويكون مباحاً كالصبر على كلّ فعلٍ يستوي فيه الطرفان خُيّر فيه العبد بين فعله وتركه، ويكون مكروهاً كمن يصبر عن الطعام والشراب حتّى يتضرر جسمه من ذلك، ويكون حراماً كالذي يصبر عن الطعام والشراب حتّى يموت، أو يصبر على ما يُهلكه مع قدرته على دفعه. [٩] مجالات الصبر للصبر مجالات عديدة في الحياة الإنسانية منها:[٩] الأعمال التي تتطلب المثابرة والصبر حتّى يتمّ إنجازها، فيضبط الإنسان نفسه عن الملل حتّى يُنجزها.
المصائب والمكاره، يصبر الإنسان عليها ويضبط نفسه عن التضجر. المطالب الماديّة والمعنويّة، يتمّ ضبط النفس عن الاستعجال حتّى يتمّ تحقيقها. الغضب، والعوامل التي تدفع النفس إلى الاندفاع والطيش. الخوف عند إثارة الخوف في النفس. الطمع، فيضبط الإنسان نفسه حتّى لا يندفع وراء مثيرات الطمع. أهواء النفس وطلباتها وضبط النفس عن الاندفاع خلف هذه الأهواء. المتاعب ومشاق الحياة والآلآ=ام الجسديّة والنفسيّة. المراجع ↑ سورة البقرة، آية: 250. ↑ "تعريف ومعنى الصبر" ، المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 14-7-2017. بتصرّف. ↑ الجرجاني (1983)، التعريفات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 131. بتصرّف. ↑ "تعريف ومعنى ابتلاء" ، المعاني ، اطّلع عليه بتاريخ 23-7-2017. بتصرّف. ↑ "الصبر على البلاء" ، الكلم الطيب ، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2017. بتصرّف. ↑ سورة الزمر، آية: 10. ↑ يسري صابر فنجر، "عظم الجزاء في الصبر على البلاء" ، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 24-7-2017. بتصرّف. ↑ د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني، أنواع الصبر ومجالاته – مفهومٌ، وأهميَّةٌ، وطرُقٌ، وتحصيْلٌ في ضوء الكتاب والسنة ، السعودية: مطبعة سفير، صفحة 20-30.
فتأملي كيف أن الله ذكَر الصبر في القرآن كثيرًا، فلا تكاد سورة تخلو منه؛ ذلك لأنَّ الله تعالى يعلم ضخامة الابتلاء والتكليف والجهد الذي يَتَطَلَّبُه الثبات على الحق والاستقامة على صراطه المستقيم، وقوة منازعة النفس والهوى والصراعات والعقبات، وكل هذا يتطلَّب صِدق اللجوء إلى الله، وتفويض الأمر، والافتقار إليه، مع طلب العون، وأن تبقى النفسُ مشدودة الأعصاب، مجندة القوى، يقِظة المداخل والمخارج، والله المستعان وعليه التكلان. وكذلك الصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي، والصبر على بُطء الفرَج، والصبر على التواء النفوس، وزيغ القلب. أنتِ على يقينٍ أن ما حدث لابنك أمرٌ قدَّره الله تعالى عليه قبل أن يخلقَ السماوات والأرض، وقدَرُ الله كله خير، فهو سبحانه لم يخلُقْ شرًّا خالصًا، ولا شرًّا راجحًا، وإنما خلق خيرًا محضًا، وخيرًا راجحًا وشرًّا مرجوحًا؛ مِن أجل هذا قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((عجبًا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابتْه سراء شَكَر فكان خيرًا له، وإن أصابتْه ضراء صبر فكان خيرًا له))؛ رواه مسلم عن صُهيب. والحياةُ لا تعدو أيامًا قليلة معدودة في هذه الأرض، ومتاعًا محدودًا، يكسب المؤمن الصابر به خلودًا لا يعلم له نهاية إلا ما شاء الله، ومتاعًا غير مقطوع ولا ممنوع، فكيف لا يكون خيرًا؟!