سألني أحد الأصدقاء، في يوم من الأيام، من هي "الأم"، فوقفت عاجزًا عن الكلام وعن وصفها، لأنني لم أجد كلمات بشرية أعبّر من خلالها عن روعة وقيمة "الأم". عندما عدت إلى غرفتي، في المساء، جلست على مكتبي أخط على أوراق ذهبية من هي "الأم"؟ الأم، إيقونة رسمها الله لتتعلّم من خلالها البشرية الإنجيل فتدرك معناه ولكي ترى مثالًا حيًا عن عيش الإنجيل. – الأم، هي صاحب الوزنات الخمس والعشرة، التي تتاجر دائمًا بهم فتفيض هذه الوزنات أضعاف وأضعاف (متى 25\14-30). – الأم، هي الأرضة الطيبة التي يزرع بها الله البنين، ومن خلالها يثمرون ستين ومئة (متى13\18-23). – الأم، هي ذلك السامري الصالح، الذي لا ينتهي أبدًا من عمل المحبة (لوقا 10\25-37). – الأم، هي ذلك الوكيل الأمين الساهر الذي يعطي الطعام في حينه، ويسهر على أبنائه ينتظر عودة السيّد (لوقا 12\42). اشكر الله كلمات. – الأم، هي ذلك العبد البطّال، الذي يمضي حياته في خدمة أسياده ولا يخلد إلى النوم إلا من بعدهم (لوقا 17\9-10). – الأم، هي التي من خلال أمومتها تحققّ قول الإنجيل"ليس هناك حبّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه"(يوحنا 15\13). – الأم، هي التي من خلال أمومتها تحقق أمام أبنائها قول يوحنا المعمدان "لي أن أنقص وله (لهم) ان ينمو" (يوحنا 3\30).
أولادنا وفضيلة الشكر وإذا كان الشكر والاعتراف بالجميل على هذا القدر من الأهمية في ميزان الإسلام، فعلينا كما يؤكد الدكتور مبروك عطية أن نربي أبناءنا على الالتزام بهذه الفضيلة خاصة في هذا الزمان السيئ الذي انتشرت فيه كل صور الجحود ونكران الجميل ومقابلة الحسنات بالسيئات، وعدم الاعتراف بفضل كل من يقدم لنا عونا أو مساعدة.
– الأم، هي التي تجعل من أبنائها "يسوع آخر" لأنها تعمل على نموّهم "بالحكمة والقامة والنعمة، عند الله وعند الناس" (لوقا 2\52). – الأم، هي ديمومة الكنيسة، لأنها الكنيسة الأولى التي تزرع في أبنائها الإيمان وحبّ الله. – الأم، هي التي تحول أمومتها إلى صليب تحمله بفرح وثبات وثقة، فتموت عليه لتعطي الحياة لأبنائها. وهنا لا بدّ من وقفة ضمير، أقول من خلالها ألف شكر وشكر إلى "أمي". – ألف شكر يا أمي، لأنك أهديتني الحياة، لكي من خلالها أسبّح الله وأخدمه. – ألف شكر يا أمي، لأنّك علّمتني الصلاة، في كل مرة كنت أرى المسبحة تنساب بين أصابعك. – ألف شكر يا أمي، لأنك علّمتِني حبّ القريب في كل مرّة كنت أراك تسرعين لنجدة الآخر. – ألف شكر يا أمي، لأنك كنت مصدر دعوتي، ألف شكر على صلاتك التي غذَّت حياتي الكهنوتية وكانت من أركانها. – ألف شكر يا أمي، لأنك علمتني كيف تكون "الأم الحقيقية"، فأصبحت على مثالك ليس فقط الأب لأبناء رعيتي بل أمّ أيضاً لهم. كلمات اغنية اشكر الله. ما أغرب حبّك أيتها الأم، حبّ يذرف الدموع دائمًا، حبّ يصلّي من خلال دموعه (لوقا 7\11-17)، دموع الفرح أمام نجاح وسعادة أولادها، دموع الحزن أمام آلام ومرض وضياع أبنائها. وهذه الدموع أطيب صلاة على قلب الله، فهو ينظر إلى دموع الفرح وكأنها صلاة شكر، وإلى دموع الحزن وكأنها صلاة توسّل وتضرّع من الأم، وأمام دموع الأم يُسرِع الربّ إلى كفكفة دموعها.
أما عند معرفتي بموقع الشبكة الإسلامية فأنا أدعو بالرحمة من قلبي لمن كان سببا في إيجاد هذا الموقع وأدعو لك يا دكتور محمد. الإجابــة بسم الله الرحمن الرحيم الأخت الفاضلة/ ام عبدالله حفظها الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:- أيتها الأخت الفاضلة الكريمة: حقيقة أجد صعوبة بالغة في كيفية أن أعبر لك عن خالص شكري وتقديري وامتناني، وقد ألبستيني ثوبًا ربما لا أستحقه. أيتها الأخت الفاضلة: نحمد الله تعالى الذي منَّ عليك بالشفاء، ونسأل الله تعالى أن يحفظك وييسر أمرك وأمرنا جميعًا وأمور هذه الأمة الموعودة بالنصر إن شاء الله. كلمات شكر متواضعة من خادمكم هشام شيخ الدين. أختي الفاضلة: لا شك أن منهج الطب النفسي يتطلب التشاور بين المعالِج والمعالَج، ومهما بلغنا من علم ومعرفة في الدول الغربية وخلافها إذا لم نتعلم من ديننا فلا فائدة في هذا العلم، نعم لا مانع أبدًا أن نشد الرحال هنا وهناك، نقتبس من المعرفة؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، ولكن سيظل الجوهر وسيظل الأصل هو هذا الدين العظيم، الذي نسأل الله تعالى أن يجعلنا من القائمين عليه، ويجعلنا من الملتزمين بتعاليمه، فهي البلسم إن شاء الله والشفاء للقلوب وللنفوس والأجساد.
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نرد الجميل إلى أهله، وكيف نعترف بفضل كل صاحب فضل، وكيف نلتزم بالخلق الحسن ونقدم الشكر لكل من ابتسم في وجهنا وقدم لنا معروفا أو هدية حتى ولو كانت وردة.. فالمسلم الحق هو الذي يقوي علاقاته بكل المحيطين به ويكسبهم ويتعاون معهم ويدفعهم إلى حسن الخلق معه وتقديم المساعدة له. وطريق ذلك كله هو حسن الخلق مع الناس وتقديم الشكر لهم، ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: من لا يشكر الناس لا يشكر الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال هذا التوجيه الكريم يلفت نظرنا إلى أن قيمة الشكر لها منزلة كبيرة وأهمية بالغة، لدرجة أنها إذا لم تتحقق في علاقات بعضهم مع بعض فإنها بالتالي لا تتحقق في علاقات الإنسان بالله.