وسميّت سورة النور لما فيها من إشعاعات النور الربًاني بتشريع الأحكام والآداب والفضائل الإنسانية التي هي قبس من نور الله على عباده وفيض من فيوضات رحمته. وتشبيه النور بمشكاة فيها مصباح، المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دريّ يوقد من شجرة مباركة، هذا التشبيه كأنه يدلّ على أن النور حتى نحافظ عليه مضيئاً يجب أن نحيطه بما يحفظه والفتيل الذي به نشعل النور إنما هو الآية الأولى في السورة هذه الآية الشديدة التي تحرك الناس لإضاءة مصباح مجتماعاتهم الصالحة بتحقيق الضمانات الأخلاقية حتى يبقى النور مشعّاً. إضافة: بعد أن سمعت هذا الشرح كنت أصلّي العصر فجاءني خاطر بهذا التفسير: أنه من الممكن أن يكون القصد من الآية والله أعلم أن الإنسان هو المصباح والزجاجة هي المجتمع والمشكاة هي الأمة والفتيل هو تطبيق شرع الله الذي ينير أولاً الأنسان ثم ينعكس نوره على مجتمعه ثم على أمته فتكون مضيئة ومنيرة لغيرها من الأمم في أخلاقها وفي التزامها بشرع الله فلو صلح الفرد يصلح المجتمع وفي أخلاق الناس انعكاس على بعضهم البعض وعلى مجتماعاتهم هذا والله أعلم.
ضمانات لحماية المجتمع: 1.
منتديات ستار تايمز
شرع الله الحدود عقاباً لمرتكب الذنب، وردعاً لغيره عن إتيان مثله، ومن الحدود التي شرعها الله حد الزنا، فبين سبحانه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أن من أتى جريمة الزنا من ذكر أو أنثى فإن عليه مائة جلدة إن كان بكراً، أما إن كان محصناً فالحد في حقه الرجم، والعبد والأمة يجلدان نصف الحد ولا يرجمان حتى لو كانا محصنين، وحذر سبحانه وتعالى من الزواج بزان أو زانية وحرمه على عباده المؤمنين الطيبين، إذ الزاني والزانية لا ينكح إلا مشرك أو زان مثله، ولا عجب فالخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات. التفريغ النصي - تفسير سورة النور _ (1) - للشيخ أبوبكر الجزائري. بين يدي سورة النور تفسير قوله تعالى: (سورة أنزلناها وفرضناها... ) قال تعالى: سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا [النور:1]، أي: وهذه سورة أنزلناها، وتقدير المبتدأ: وهذه سورة بعد سورة المؤمنين أنزلناها، أي: أنزلها الله عز وجل بواسطة جبريل المسئول عن الوحي، وأنزلها على رسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقوله: وَفَرَضْنَاهَا [النور:1] أي: فرضنا الأحكام التي احتوت عليها؛ إذ فيها أحكام عديدة على كل مؤمن ومؤمنة أن يعلمها. كتب عمر رضي الله عنه أيام خلافته إلى عامله بالكوفة: أن ألزم نساء المدينة أو البلاد بحفظ سورة النور؛ لما فيها من أحكام، وهي تتعلق بالنساء أكثر.
سورة النور سورة مدنية تهتم بالآداب الإجتماعية عامة وآداب البيوت خاصة وقد وجّهت المسلمين إلى أسس الحياة الفاضلة الكريمة بما فيها من توجيهات رشيدة وآداب سامية تحفظ المسلم ومجتمعه وتصون حرمته وتحافظ عليه من عوامل التفكك الداخلي والإنهيار الخلقي الذي يدمّر الأمم. وقد نزلت فيها آيات تبرئة السيدة عائشة رضي الله عنها بعد حادثة الإفك (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آية 11 وكل الآيات التي سبقتها إنما كانت مقدمة لتبرءتها. ثم يأتي التعقيب في (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) الآية 12 وفيها توجيه للمسلمين بإحسان الظنّ بإخوانهم المسلمين وبأنفسهم وأن يبتعدوا عن سوء الظن بالمؤمنين، وشددت على أهمية إظهار البيّنة (لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) آية 13 ويأتي الوعظ الإلهي في الآية 17 (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
ولما بعدنا بالبنات وعلمناهن تكبرن وطغين، وأصبحت الأم كالخادمة، وأصبحنا نأتي بالخادمات من كل مكان. وهذه نتيجة تعليم البنت الكتابة، ولو علمناها كيف تعبد الله، وكيف تركع وكيف تسجد، وكيف تغتسل وكيف تصوم، وكيف تبر أمها وأباها، وكيف تربي أولادها، وهذا لا يحتاج إلى الكتابة أبداً. والواقع شاهد على صدق كلام أم المؤمنين، رضي الله عنك يا أم المؤمنين! فقد قالت: لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهن الكتابة، وعلموهن سورة النور والغزل، أي: لا تنزلوهن في الغرف العالية؛ حتى تطل إحداهن من الشرفات، فتقع الفتنة، بل دعوهن في الطبقات السفلى. فلا تظنوا أن هذه العمارات العالية محمودة، والرسول صلى الله عليه وسلم رأى طبقة واحدة وغضب، ولم يحبها، ومن قال: نعم محمودة، قلنا: أرنا النتائج الطيبة المباركة التي حصلت. فوائد من سورة النور ايه. قال تعالى: سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا [النور:1]، أي: فرضنا ما تحمله من أحكام شرعية. وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ [النور:1]، أي: عظات وعبر، وحقائق وحجج، وبراهين تقرر التوحيد والنبوة المحمدية والبعث الآخر، وتدعو إلى الفضائل والكمالات في هذه السورة العجيبة، حتى كان عمر يقول: علموها النساء، وتقول عائشة: علموها النساء.
ثم قال تعالى: لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النور:1]. فتتعظون فتعملون بما شرع الله لكم، فتكملون وتسعدون. تفسير قوله تعالى: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة... ) قال تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]. الزاني الذكر، والزانية الأنثى. حد الزاني البكر الزاني هنا الذي زنى وكان بكراً، ولم يكن محصناً، وكذلك الزانية. ويشترط لإقامة الحد عليه البلوغ والعقل والإسلام، فلا بد وأن يكون الزاني عاقلاً بالغاً مسلماً، فإذا زنى الرجل الشاب أو الكبير وهو غير محصن -أي: وهو بكر لم يسبق له أن تزوج؛ لأن البكر هو الذي لم يتزوج بعد، والمحصن هو الذي تزوج، وسواء طلق أو كانت الزوجة عنده فشأنه- فهذا البكر يجلد، وأما المحصن فيرجم بالحجارة حتى الموت. وهذه الآية في من زنى من الرجال والنساء قبل الزواج، فقال تعالى: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [النور:2]. فيؤخذ خارج المسجد ويجلد، ويشهد الجلد اثنان.. سورة النور (هدف السورة: شرع الله هو نور المجتمع) - الكلم الطيب. ثلاثة.. أربعة من المؤمنين، فلا بد من حضورهم، وأقل ما يكون واحداً، وأعدل ما يكون أن يشهد جلده أربعة شهود؛ لأن الزنا لا يثبت بأقل من أربعة شهود، فالذين يحضرون ضرب هذا الزاني وجلده أعدل ما يكون أربعة رجال.