ونُكّر الخسر للتعظيم، أي في خسران عظيم, وقيل نُّكر للتنويع، أي في أنواع من الخسران كثيرة. فأكبر الخاسرين هو الكافر، قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[الزمر:63]. وأقلهم خسارة المسلم الغافل، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون}[المنافقون:9] وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة, والفراغ ". تفسير سورة العصر. [4] فالمغبون: الخاسر في التجارة, مأخوذ من الغبن في البيع. أي لا يعرف قدر هاتين النعمتين كثير من الناس, حيث لا يكسبون فيهما من الأعمال كفاية ما يحتاجون إليه في معادهم, فيندمون على تضييع أعمارهم عند زوالها، ولا ينفعهم الندم, فدلّ هذا الحديث الشريف على أن الفراغ نعمة عظيمة من الله عز وجل, وأن كثيرا من الناس مغبون في هذه النعمة, وسبب ذلك الغبن يرجع إلى أحد ثلاثة أمور: (1) أنه لم يستغل هذا الفراغ على أكمل وجه, وذلك بأن يكون قد شغل فراغه بأمر مفضول مع أنه كان بإمكانه أن يشغله بأمر أفضل.
فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته" [2] وقال الحسن: العصر هو العشي فالعصر كذلك هو آخر النهار، أقسم الله به، لأن آخر النهار يشبه نهاية العالم وإماتة الأحياء، فعند ذلك إقامة الأسواق ونصب الموازين ووضع المعاملات، وفيه إشارة إلى أن عمُر الدنيا ما بقي إلا بقدر ما بين العصر إلى المغرب، فعلى الإنسان أن يشتغل بتجارة لا خسران فيها، فإن الوقت قد ضاق، وقد لا يمكن تدارك ما فات.
أحلى ما فى الحياة تقوى الله أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى عزيزى الزائر مرحبا بك فى منتدى حسام خداش نتمنى لكم قضاء وقت طيب حسام خداش القران الكريم 103- العصر hossam Admin عدد المساهمات: 125 تاريخ التسجيل: 29/01/2012 ( العصر) ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴾ مواضيع مماثلة