وأعظم ما قامت به تجاه رسول الله ﷺ زوجها الأمين، وتجاه دعوته إلى الله تعالى، وتجاه بيتها وذريتها الطاهرة.! لقد أدت واجبها بما جبلت عليه من خلقٍ حتى أصبحت مثلًا يحتذى، ومصباحًا ينير لكلّ من أراد أن يسلك الطريق الواضح المعالم في الحياة. وليتبيّن للمرأة المسلمة المعاصرة حجم العطاء المنتظر منها تجاه دينها، ووطنها، وأسرتها، وخاصة في زمننا هذا الذي نواجه -نحن كمسلمين- فيه تحدّيات كبيرة، ومشكلات جمة تحاول صرف المرأة المسلمة عن القيام بدورها العظيم الذي رسمه لها ديننا الحنيف، وشريعتنا الغراء. خصائص أم المؤمنين خديجه ( الجزء الثالث) إعداد / محمـــد الدكـــرورى - جريدة الفراعنة. أوّل تضحية: لما سمعت السيدة خديجة رضي الله عنها عن أخلاق النبي ﷺ، وما اشتهر به من الصدق، والأمانة، وما سمعت من غلامها "ميسرة" في سفره للتجارة إلى الشام، وهي امرأة تاجرة ذات مال، وجمال، وجاه تحتاج إلى رجل مثله ﷺ لتأتمنه على نفسها، ومالها. واشتهرت رضي الله تعالى عنها بالأخلاق الحسنة، والعادات الجميلة، قال السهيلي رحمه الله تعالى: وخديجة بنت خويلد تسمى "الطاهرة في الجاهلية والإسلام"، وفي سير التيمي: أنها كانت تسمّى "سيدة نساء قريش". وقال الزبير رحمه الله تعالى: كانت خديجة تدعى في الجاهلية "الطاهرة". كانت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما كانت عليه من الكرامة والخير، وهي يومئذ أوسط قريش نسبًا، وأعظمهم شرفًا، وأكثرهم مالًا، وأكثر قومها كان حريصًا على نكاحها والزواج منها لو قدر على ذلك وقد طلبوها وبذلوا لها الأموال، لشرفها وجمالها ومالها رضي الله تعالى عنها، وانصرفت رضي الله تعالى عنها بعد موت زوجها الثاني عن الزواج، ورفضت أن تتزوّج أحدًا ممن تقدّم لخطبتها، لتتشرّف بعد ذلك بالزواج من النبي ﷺ.
8 يوليو 2020 - 11:54ص السيده خديجه بنت خويلد رضى الله عنها، هي أم المؤمنين وأولى زوجات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أم أبنائه جميعا، ما عدا ابنه إبراهيم، وكان زواجها من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في الفترة الواقعة قبل البعثة، لتعتني به أشد الاعتناء، فقد كانت تُجهز له مُؤونته التي يحتاجها في خلوته عند اعتكافه وتعبّده في غار حراء، وكانت رضي الله عنها أول من دخل الإسلام، والسيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، هى نصير رسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه السمة من أهم السمات التي تميِّز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها.
كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة رضي الله عنها الشخصية صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حراما ولا حلالا.. في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.. في بيئة جاهلية ويكفي ما تحويه هذه الصفة وما تعبر عنه... وفي ذات هذه البيئة ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لقب صلى الله عليه وسلم أيضا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين" ولو كان لهذه الألقاب سمع أو انتشار في هذا المجتمع آنذاك لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر. خديجة.. الحكيمة العاقلة.. وتلك هي السمة الثانية أو الملمح الآخر الذي تميز به شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة رضي اله عنها وصفتها بـ "الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به صلى الله عليه وسلم في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة. ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة وذلك حينما فكرت في الزواج منه صلى الله عليه وسلم، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ حيث أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسا عليه بعد أن رجع من الشام، ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.