، بما يجعلها مشرعة على الإمتاع والمؤانسة. – قصص «السيدة التي تخاطب النافذة». عبد العزيز حاجوي الطبعة الأولى 2021مطبعة وراقة بلال – فاس / المغرب
إن مجال السخرية هو التقابل الدلالي على مستويات القيم والقوى والحوافز والرغبات والأفعال السردية والشخصيات.. كما بين تمثلات «المقدس والمدنس» وهذا ما تبرزه البنية العاملية في القصة، إذ نلاحظ التقابل بين النادلة والسارد الشخصية، فهي تحولت من عامل مساعد ( مرشدة الشخصية الى مقعد سينمائي في الظلام) إلى عامل معيق ( سارقة و «مقرسة « ومستغلة) ثم تحولت في النهاية الى عامل مساعد بتحفيز شخصية السارد على تحقيق موضوع رغبته (بإبدال قبلة سينمائية بقبلة واقعية). إن التقابلات تعري بنيات ثقافية اجتماعية صراعية وتضمر دوافع لاشعورية جنسية تستبطن الطابو والمكبوت والرغبات الموؤودة اجتماعيا بالتنفيس عنها عبر الأوهام والأحلام او العنف. تقوم بلاغة السخرية على التغريب، باستدعاء موقف أو حدث خارج بنيته الاعتيادية للكشف عن تناقضات الإيديولوجية الرأسمالية والاقطاعية، كما في قصة اليد ص 33 (اليد التي ركبت لي في المصحة هي يد امرأة) هي اليد التي ستجذبه إلى محلات النساء والذهب ستؤزمه أكثر بوضعه بين الواقع البئيس الكائن والواقع الممكن المشتهى باعتبارها يدا (من ذوات النعمة). ويتحقق التغريب أيضا بخلق تباعد بين الشخصية وذاتها: نقرا في قصة « الجثة الواهنة «ص28 (لم ألتفت لكي لا تسقط جثتي الواهنة أصلا، فأنا وجسدي متناقضان، هو يريد أن يعود بي الى الماضي، وأنا أريد ان أعبر به الى المستقبل).