ويكمن الإعجاز العلمي هنا لحكمة فرض الوضوء لإزالة تلك الطبيعة الشيطانية التي يتصف بها الابل مثل الشدة و الحقد والغلظة وقسوة القلب … وحسب خبراء التغدية فإن صفات الحيوان تنتقل إلى من يأكله. لأول مرة… عين كهربائية للمكفوفين! هل ستساعدهم حقاً.. شاهد المقال - الجانب الآخر. ويقول ابن خلدون رحمه الله: أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة أي عدم الغيرة على العرض، لأن اكل لحم الخنزير يسبب عدم الغيرة. لماذا لحم الابل ينقض الوضوء ورأي علماء المسلمين: اختلف الفقهاء و تعدّدت آراؤهم في مسألة حكم الوضوء بعد اكل لحم الابل، فمنهم من يقول أنه لا وجود لضرورة الوضوء بعد تناول لحم الابل وكان هذا هو رأي أبي حنيفة، حيث قال: " أنّ الوضوءَ لا ينتقضُ بأكل لحم الإبل ولا غيره". وقد استدل على ذلك من الحديث النبوي الشريف، لما روي عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهُما: "إِنَّما الوُضوءُ ممَّا يخرجُ وليسَ مما يدخلُ وإنما الفِطرُ ممّا دخلَ وليسَ مما خرجَ". هل لحم الإبل ينقض الوضوء عند المالكية؟ أما الحنابلة والمالكية فرجحوا أن أكل لحم الابل ينقض الوضوء ، قال الامام احمد بن حنبل: " أنّ أكل لحم الإبل نيئة أو مطبوخة أو مشويّة عمداً وهو يعلم أنّه لحم جمل أو ناقة فإنّه ينقضُ الوضوء".
وقد استدلوا على ذلك بما جاء في السنة النبوية: "أنَّ رجُلًا سألَ الرسول صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَتوضَّأُ مِن لحومِ الغَنَمِ؟ قال: لا، قال: أنَتوضَّأُ مِن لحمِ الإبلِ؟ قال: نَعَمْ" ، وكذلك ما جاء في الحديث النبوي: "تَوضؤا من لحومِ الإبلِ ولا تَوضؤوا من لحومِ الغنمِ، وصَلُّوا في مرابضِ الغنمِ ولا تُصلُّوا في معاطنِ الإبلِ". لماذا لحم الابل ينقض الوضوء تفسير ابن تيمية: قال ابن تيمية رحمه الله: إنَّ الوضوء بعد أكل لحم الابل يدفع عن المؤمن ما يصيب المدمنين عليها من قسوة القلب والغلظة، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "الفَخْرُ والخُيَلاءُ في أصْحابِ الإبِلِ، والسَّكِينَةُ والوَقارُ في أهْلِ الغَنَمِ". قد يعجبك أيضا: التسميات: اسلام،
ثم إن حديث النسخ عام ، وهذا خاص يخصص عموم الحديث. ثم إن سؤاله عن لحوم الغنم يبين أن العلة ليست في مس النار لأنه لو كان كذلك لتساوت لحوم الإبل ولحوم الغنم في ذلك. ب. واستدلوا بحديث: " الوضوء مما يخرج لا مما يدخل ". والرد: الحديث: رواه البيهقي ( 1 / 116) وضعفه ، والدار قطني ( ص 55) ، وهو حديث ضعيف فيه ثلاث علل ، انظر تحقيقها في " السلسلة الضعيفة " ( 959). وإن صح - تنزلاً -: فهو عام ، وحديث إيجاب الوضوء خاص. ج. وقال بعضهم: إن المراد من قوله " توضئوا منها ": غسل اليدين والفم لما في لحم الإبل من رائحة كريهة ودسومة غليظة بخلاف لحم الغنم! والرد: أن هذا بعيد ، لأن الظاهر منه هو الوضوء الشرعي لا اللغوي ، وحمل الألفاظ الشرعية على معانيها الشرعية واجب. د. واستدل بعضهم بقصة لا أصل لها وخلاصتها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب ذات يوم ، فخرج من أحدهم ريح ، فاستحيا أن يقوم بين الناس ، وكان قد أكل لحم جزور ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستراً عليه! : من أكل لحم جزور فليتوضأ! فقام جماعة كانوا أكلوا من لحمه فتوضأوا!. والرد: قال الشيخ الألباني رحمه الله: لا أصل لها في شيء من كتب السنة ولا في غيرها من كتب الفقه والتفسير فيما علمت. "
السلسة الضعيفة " ( 3 / 268). والراجح في المسألة: أن الوضوء مما مست النار منسوخ. وأنه يجب الوضوء من لحوم الإبل. قال النووي: وذهب إلى انتقاض الوضوء به أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ويحيى بن يحيى وأبو بكر ابن المنذر وابن خزيمة واختاره الحافظ أبو بكر البيهقي ، وحُكي عن أصحاب الحديث مطلقا وحُكي عن جماعة من الصحابة. واحتج هؤلاء بحديث جابر بن سمرة الذي رواه مسلم: قال أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حديثان حديث جابر وحديث البراء وهذا المذهب أقوى دليلا وإن كان الجمهور على خلافه. وقد أجاب الجمهور عن هذا الحديث بحديث جابر: كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار, ولكن هذا الحديث عام وحديث الوضوء من لحوم الإبل خاص والخاص مقدم على العام. " شرح مسلم " ( 4 / 49). وقال به من المعاصرين: الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني. والله أعلم.