وهذا التوجيه للآية ذكره ابن عطية ومال إليه، وتبناه ابن عاشور، ولم يلتفت إلى غيره، وقد قال في هذا الصدد: "وفي هذا ما يريك معنى الآية واضحاً لا غبار عليه، ويدفع حيرة كثير من المفسرين في تأويل معنى (إن)، ولا حاجة إلى تقدير: إن نفعت الذكرى وإن لم تنفع، وأنه اقتصر على القسم الواحد لدلالته على الثاني". الوقفة الثانية: أن هذه الآية الكريمة قد يفهمها بعض من يخوض غمار الدعوة إلى الله فهماً خاطئاً فيقول: إن دعوتي لفلان لم تأت بخير، أو يقول: إني دعوتُ فلاناً وفلاناً مراراً وتكراراً فلم أجد منهم إلا صداً وامتناعاً، أو يقول: إن من دعوتهم غيرُ مؤهلين لقبول دعوة الإسلام، فلا جدوى لدعوتهم ثانية وثالثة، أو يقول نحو هذا مما يقال من الكلام الذي لا يليق بصاحب الدعوة. والحقيقة كما قال بعض أهل العلم أن هذه الآية تقوم بتعليم أصحاب الدعوة وظيفتهم في الإرشاد، وتوصيهم وتقول لهم: إن كان تذكيرك مفيداً فداوم عليه، علماً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم على الرغم من خطاب الله له بقوله: { إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} [البقرة: 6] فإنه دوام على تذكير قساة القلوب من قريش أمثال أبي جهل وغيره. فذكر إن نفعت الذكرى - طريق الإسلام. إن أساس وظيفة التبليغ والإرشاد هو تنفيذ أمر الله بدوام هذا التبليغ والاستمرار عليه، ولو أخذنا استجابة الناس أو عدم استجابتهم بالحسبان لأدى هذا إلى شيء معاكس ومناف لمفهوم الدعوة في الإسلام، ألم يقل سبحانه: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} [المائدة: 67]، وقال سبحانه: { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} [القصص: 56]، وبهذا نعلم أن المهمة الملقاة على عاتق الدعاة إنما هي التبيلغ، والتبليغ فحسب.
وعلى الجملة، فإن قوله تعالى: { إن نفعت الذكرى} لا تفيد التقييد، بل التأكيد على مهمة البلاغ والتذكير؛ لأن هذا الكلام البليغ الموحى به، لا بد أن يكون له نفع، ولو على مستوى الاستعداد الداخلي الفطري، أما استفادة المدعوين فعلياً أو عدم استفادتهم فهو شأن آخر، والآية ساكتة عنه.
حتى يتحقق ذلك، يجب أن يحتل اليهود أرضا للمسلمين، وتحديدا التي فيها المسجد الأقصى بدلالة أن بيان ذلك جاء تاليا لذكر حادثة الإسراء اليه. ولما كان العلو الثاني هو المقدمة الأولى لتحقيق وعيد الله " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ "، لذا فهو أيضا بشارة بقرب تحقق وعد الله للمسلمين بالنصر "وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّة" [الإسراء:7]. 2 – كما أنه تعالى مكن لهذا الكيان في الأرض، بتأييد ودعم من كل معادي منهجه لكشف حزب الشيطان، فاجتمع الأوروبيون والأمريكان والروس والصين والهند وباقي شراذم الأرض التي تتبعهم على دعمه وتأييد أفعاله الشنيعة في التنكيل بالفلسطينيين، لكي يركم الخبيث على بعضه. سورة الأعلى - افتح الصندوق. 3 – تمحيص المجاهدين من القاعدين: "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ" [آل عمران:142]. 4 – أراد الله بذلك أن يكشف المنافقين من بين الأمة بتخاذلهم عن نصرة المجاهدين الذين يناجزون العدو، والذين ظهروا بوضوح وهم يلومون المقاومين على إزعاجهم للعدو (قصة الصواريخ العبثية). 5 – كما أراد الله إظهار الحق وإبطال الباطل، فالمجاهد الحقيقي هو الذي انتصر للمحتجين على سلب بيوتهم في الشيخ جراح وغيره، والمرابطين في الأقصى لحمايته من تدنيس الصهاينة، فأنذر الكيان حتى الغروب، ثم وفى بما وعد، غير آبه بما ناله بعد ذلك.
التوجيه الثالث: أن جملة: { إن نفعت الذكرى} اعتراض بين الكلامين على جهة التوبيخ لقريش أي: فذكِّر إن نفعت الذكرى في هؤلاء الطغاة العتاة، وهذا كقول الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيّاً *** ولكن لا حياة لمن تنادي فالجملة الاعتراضية (لو ناديت حيّاً) تفيد معنى التوبيخ، وتفيد أن الإرشاد والنصح ينفعان من يستحق أن يوصف بالحياة، أما من لا يستفيد من النصيحة فكأنه ميت وإن كان في صورة الأحياء، وهذا كله كما تقول لرجل: قل لفلان وأعد له إن سمعك، إنما هو توبيخ للمشار إليه. وعلى هذا يكون المراد من الآية: داوم على تذكير الناس كلهم، إن نفعت الذكرى جميعهم أي: وهي لا تنفع إلا البعض، وهو الذي يؤخذ من قوله سبحانه: { سيذكر من يخشى}، فالشرط في قوله تعالى: { إن نفعت الذكرى} جملة معترضة، وليس متعلقاً بالجملة ولا تقييداً لمضمونها؛ إذ ليس المعنى: فذكر إذا كان للذكرى نفع حتى يُفهم منه بطريق مفهوم المخالفة، أن لا تُذَكِّر إذا لم تنفع الذكرى؛ إذ لا وجه لتقييد التذكير بما إذا كانت الذكرى نافعة؛ لأنه لا سبيل إلى تعرف مواقع نفع الذكرى. فالآية بحسب هذا التوجيه سيقت مساق التعريض بمن لا يستجيب لنداء الحق، وبيان أن في الناس من لا تنفعه الذكرى؛ وذلك يُفهم من حرف الشرط (إن) المقتضي عدم احتمال وقوع الشرط، أو ندرة وقوعه؛ ولذلك جاء بعده بقوله: { سيذكر من يخشى} ، فهو استئناف بياني ناشئ عن قوله: (فذكر) وما لحقه من الاعتراض بقوله: { إن نفعت الذكرى} المشعر بأن التذكير لا ينتفع به جميع المذكَّرين.
الوقفة الثانية: أن هذه الآية الكريمة قد يفهمها بعض من يخوض غمار الدعوة إلى الله فهماً خاطئاً، فيقول: إن دعوتي لفلان لم تأت بخير، أو يقول: إني دعوتُ فلانا وفلانا مراراً وتكراراً، فلم أجد منهم إلا صداً وامتناعاً، أو يقول: إن من دعوتهم غيرُ مؤهلين لقبول دعوة الإسلام، فلا جدوى لدعوتهم ثانية وثالثة، أو يقول نحو هذا مما يقال من الكلام الذي لا يليق بصاحب الدعوة. والحقيقة - كما قال بعض أهل العلم - أن هذه الآية تقوم بتعليم أصحاب الدعوة وظيفتهم في الإرشاد، وتوصيهم وتقول لهم: إن كان تذكيرك مفيداً فداوم عليه، علماً بأن الرسول صلى الله عليه وسلم على الرغم من خطاب الله له بقوله: { إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون} (البقرة:6)، فإنه دوام على تذكير قساة القلوب من قريش، أمثال أبي جهل وغيره. إن أساس وظيفة التبليغ والإرشاد هو تنفيذ أمر الله بدوام هذا التبليغ والاستمرار عليه. ولو أخذنا استجابة الناس أو عدم استجابتهم بالحسبان لأدى هذا إلى شيء معاكس ومناف لمفهوم الدعوة في الإسلام، ألم يقل سبحانه: { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} (المائدة:67). وقال سبحانه: { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} (القصص:56)، وبهذا نعلم أن المهمة الملقاة على عاتق الدعاة إنما هي التبيلغ، والتبليغ فحسب.
** الثاني وهو المتعمد بلا عذر: ( أ) إن كان أفطر بغير الجماع: فقال شيخ الإسلام: "فهؤلاء يجب عليهم القضاء عن كل يومٍ يوماً ، كما يجب القضاء على من فوّت الصلاة لأنه إذا وجب القضاء على المعذور فعلى غير المعذور أولى ، مع أن الفطر متعمداً من الكبائر ، وفوات العين باقي ذمته ، وعليه أن يتوب منه ، وهو أعظم من أن يمحوه كفارة مقدرة أو تكرار الصيام أو غير ذلك " ولأنه يجب عليه أمرين: وجوب صوم ذلك اليوم المعين، ووجوب صوم يوم. وفوات أحدهما لا يوجب سقوط الآخر، وهذا معنى كلام الإمام أحمد رحمه الله. هل يجوز افطار القضاء الحلقة. وذكر الشيخ علي الغامدي أن الذي يراه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عدم وجوب القضاء ، ويتوب إلى الله ويستغفره ويكثر من فعل الخير لأنها عبادة فات وقتها ولا يمكن القضاء لعدم العذر كترك الصلاة عمداً. ( ب) أما من أفطر بوطء عمداً: فيجب عليه الكفارة ، ولا خلاف في هذا إلا ما يروى عن ابن سيرين والنخعي والشعبي وسعيد بن جبير ولا حجة لهم بل الدليل قائم على خلاف قولهم. وهو حديث أبي هريرة في قصة الرجل الذي قال: « وقعت على امرأتي في رمضان فذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم الكفارة ». ** الثالث هم أهل الأعذار: (1) الشيخ الكبير: ـ والكبر لا يرجى برؤه ـ ، فإنه يفطر ويطعم عن كل يوم مسكيناً ، ويسقط عنه الصوم لعدم القدرة ، وتجب عليه الفدية لما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في الشيخ والشيخة إذا لم يطيقا الصوم: يطعمان لكل يوم مسكيناً، في تفسير قوله تعالى: { وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} ويجزئه على الراجح الإطعام والتمليك.
لذلك يجب إكمال اليوم وقضاءه أيضًا. رأي الحنيفية: رأت أنه يجب قضاء كافة العبادات المختلفة سواء إن كانت بعذر شرعي أو بعذر غير شرعي، لذلك يجب أن يصوم القضاء كلمن أفطر بعذر شرعي أو بعذر غير شرعي، كما قاموا بتوضيح أن السبب من القضاء هو تعويض الفائت. هل يجوز صيام القضاء متقطع – جربها. ومن ضمن شروط صحة القضاء أن يكون المرء قادرًا على صيام هذا اليوم، لذلك لا يجوز الإفطار أثناء صيام القضاء، يُمكن فقط حدوث هذا الأمر إذا كان الشخص مريضًا ليس إلا. رأي المالكية: رأت أن القضاء واجب على كل من أفطر متعمدًا سواء في حالة صيام الفرض أو صيام التطوع حيث لابد من إكمال صيام القضاء إذا قام الفرد بالبدء فيه. واختلفت الآراء حول قضاء أيام صيام الفرض فقط، أم صيام كلاً من أيام الفرض والتطوع، أم صيام الفرض وأيام القضاء الذي تم الإفطار فيها، لذلك في حالة إفطار أي فرد يقوم بقضاء يوم من أيام رمضان وجب عليه قضاء يوم الفرض ويوم صيام القضاء من جديد. ويُقال أن في حالة إفطار من يقوم بالقضاء سهوًا لا يقضي هذا اليوم، وفي الأخير رأوا أنه لا يجوز الإفطار في صيام القضاء. رأي الحنابلة: رأوا أنه لا يجوز إفطار أي يوم من أيام القضاء لاعتبار هذا اليوم بمثابة يوم من أيام رمضان، لذلك لا يجوز الإفطار فيه إلا بعذر شرعي، وفي تلك الحالة فقط يُمكن الإفطار.
الحمد لله.