ا لخطبة الأولى ( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) الحمد لله رب العالمين. اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان. ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
[11] "تلك النعمة التي يتبارى لاكتسابها واستحقاقها أولياء الله المؤمنون المحسنون فيبذل ذات اليد شكرا لله، وتلك المرتبة العليا، أول تجارة مع الله الذي يجزي الحسنة عشر أمثالها، وهذا يقبله الله حلما وكرما ومنا. ويضاعف سبحانه لمن يشاء. أيُّ كرم أجل من كرمه تبارك اسمه، النعم منه إليه، خلقك وأعطاك ورزقك ثم استقرضك واشترى منك! ماذا عندك من كِفاءٍ لفضله إلا أن تصرف العمر شكرا! ومتى تقضي شكر نعمة الخلق ونعمة الهداية، ونعمة الإسلام، ونعمة الإيمان، ونعمة الإحسان، وسائر النعم التفصيلية. " [12] نسأل الله الكريم أن يوفقنا لطاعته والاجتهاد في عبادته حتى نقضي ولو القليل من شكر نعمه ما علمنا منها وما جهلنا وما نذكر منها وما نسينا جل وعلا فهو الرحيم الرحمان المنعم المنان. القشيري، لطائف الإشارات، ج2،ص126[1] تفسير المراغي، ج13،ص157. [2] ابنعاشور،تفسيرالتحريروالتنوير،ج13،ص236-237. [3] ابن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، ج13،[4] سورة إبراهيم الآية28. وان تعدوا نعمه الله لا تحصوها. [5] ابن عاشور، تفسير التحرير والتنوير،ج14،ص123-124. [6] القشيري، لطائف الإشارات، ج2،ص152[7] سورة إبراهيم الآية 9. [8] رواه البخاري، كتاب التهجد، حديث رقم 1130[9] سبأ، الآية 13[10] عبد السلام ياسين، الإحسان 1،ص458[11] المصدر نفسه، ص458، بتصرف بسيط.
وكأنَّ تذييل الآية هنا يرتبط بتذييل الآية التي في سورة إبراهيم حيث قال هناك: { إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34]. فهو سبحانه غفور لجحدكم ونُكْرانكم لجميل الله، وهو رحيم، فيوالي عليكم النِّعَم رغم أنكم ظالمون وكافرون. ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك: { وَٱللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ.. }.
القرآن يُذكِّرنا بأصول النِّعَم حتى نتفكَّر في بقية النِّعم فنقيس عليها، والنِّعم المذكورة في القرآن هي من قَبيل التمثيل لا الحصر، والآية الكريمة فيها حثٌّ على التفكُّر والتدبُّر في نِعَمِ اللهِ الكثيرة والمتنوعة، التي لا نَستطيع إحصاءَها، ولا نُطِيقُ عدَّ أنواعها، فضلاً عن أفرادها. وإن تعدوا نعمة ه. عباد الله.. كيف للإنسان أنْ يقوم بِشُكر نِعَمِ الله عليه وهو لا يعرفها؟ فمَنْ أراد أنْ يعرفَ نِعمةَ الله عليه فَلْيُغمضْ عينيه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم - وهو أتقى الخلق، وأشكرهم لربه - يقول: «لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ» رواه مسلم. بل إنَّ ما يدفعه الله تعالى عن عباده من البلاء والنِّقم أكثر من أنْ يُعَدَّ ويُحْصى، و لو ظهَر في جسم الإنسان أدنى خلَلٍ وأيسَر نقص، لَتَكدَّرَتْ عليه حياته، وتمنَّى أنْ يُنْفِقَ الدنيا حتى يَزول عنه ذلك الخَلَل. قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسيره لقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا ﴾: (يُخبِر تعالى عن عَجْزِ العِباد عن تَعدادِ النِّعم، فضلاً عن القيام بِشُكرها؛ كما قال طَلْقُ بنُ حبيب - رحمه الله -: إنَّ حقَّ الله أثقلُ من أنْ يقوم به العِباد، وإنَّ نِعَمَ اللهِ أكثرُ من أنْ يحصيها العِباد).
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا أحاديث في الحزن على الميت هناك العديد من الأحاديث التي تُبيّن حزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الميت، منها ما يأتي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون). [١] عن أسامةَ بنِ زيدٍ، قال: (ك نَّا عند النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ إذ جاءه رسولُ إحدى بناتِه يدعوه إلى ابنِها في الموتِ، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ارجِعْ، فأخْبِرْها أنَّ لِلَّهِ ما أخَذَ وله ما أعطى، وكُلُّ شيءٍ عنده بأجَلٍ مُسَمًّى، فمُرْها فَلْتَصبِرْ ولْتَحْتَسِبْ، فأعادتِ الرَّسولَ أنَّها أقسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّها، فقام النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وقام معه سعدُ بنُ عُبادةَ، ومعاذُ بنُ جَبَلٍ، فدُفِعَ الصبيُّ إليه ونَفْسُه تَقَعْقَعُ؛ كأنَّها في شَنٍّ، ففاضَتْ عيناه، فقال له سعدٌ: يا رسولَ اللهِ! قال: هذه رحمةٌ جَعَلَها اللهُ في قلوبِ عِبادِهِ، وإنَّما يَرحَمُ اللهُ مِن عبادِه الرُّحَماءَ). أدعية لتخفيف الحزن على الميت - مقال. [٢] تروي السيدة عائشة رضي الله عنها قائلة: (رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقبِّلُ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ بعدَ موتِهِ، ودُموعُهُ تَسيلُ علَى لحيتِهِ).
[٣] حكم الحزن على الميت الحزن والبكاء على الميت جائز، ولم يفتِ أحد بحرمته، ولكن المحرم هو النياحة التي تصحبها مخالفات شرعية، كشق الجيوب، ولطم الخدود، وإظهار الجزع من القدر.
↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1226، صحيح.
[٩] (اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا بعدَه). [١٠] اللهم ارحمه يوم القيامة وارحمه في قبره، واجعله اللهم في مستقرّ رحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم مد له في قبره مد البصر، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النيران. يا رب كن به رحيماً، ولتقصيره غافراً ولطيفاً، ولظلمته مؤنساً ونصيراً. اللهم إن كان محسناً فزد في حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته برحمتك يا أرحم الراحمين. تقبُّل موتِ محبوبٍ - ويب طب. اللهم يمن كتابه، وهون حسابه، واجعل ذكره بين الناس طيباً. اللهمّ عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله. المراجع ↑ سورة البقرة، آية:156 ↑ سورة البقرة، آية:155-157 ↑ سورة آل عمران، آية:185 ↑ سورة آل عمران، آية:186 ↑ سورة يوسف، آية:18 ↑ سورة لقمان، آية:17 ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أسامة بن زيد، الصفحة أو الرقم:6602، صحيح. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عوف بن مالك الأشجعي، الصفحة أو الرقم:963، صحيح. ↑ رواه الألباني، في أحكام الجنائز، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، الصفحة أو الرقم:159، إسناده موقوف صحيح جدا.