يمتلئ التراث الشعبي العربي بالعديد والعديد من الحكم والأمثال والأقوال والمأثورات وجملة لا يفتى ومالك في المدينة من الجمل التي تترد كثيرًا حتى يومنا الحاضر تستخدم القصة للدلالة على فقهه الأمام مالك في مسألة عصيت على كل الرجال إلا الإمام مالك. والإمام مالك هو أبو عبدالله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني ، ولد في القرن الأول الهجري هو فقهه ومحدث وثاني الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة ، اشتهر بعلمه الغزير وحفظه للحديث النبوي الشريف وكان معروفًا بالأخلاق الحسنة ، وكان من أوائل من جمعوا الأحاديث النبوية الشريفة في كتابة الموطأ. أما عن قصة لا يفتى ومالك في المدينة ، والتي أوردها ابن حجر الهيتمي الشافعي في تحفة المحتاج وقال عنها غريبة ، والقصة هي كان هناك سيدة تغسل ميتة فلما مرت على عورتها قذفتها بعرضها ، فالتصق يد السيدة بالعورة وانكشف حال السيد وأفتى من أفتى بقطع يدها وتم عرض المسألة على الإمام مالك فأفتى بحد القذف على المرأة المغسلة ثمانون جلدة ولما أنهى الجلد انفصلت يد المغسلة عن عورة المتوفاة ولم تنفصل عند الجلدة 79 بل الجلدة 80 ، ولكن القصة بها الكثير من الإسفاف الذي لا يصدقه عقل وكان أو الرافضين لتلك القصة المتداولة هو الإمام مالك نفسه.
فقال الإمام مالك رضي الله عنه: تدخل بعض النسوة على المغسلة وتجلدها ثمانين جلدة مصداقاً لقوله تعالى: (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون). فدخلت النساء وجلدن المرأة المغسلة القاذفة وبعد تمام الثمانين رفعت يدها عن جسد الميتة ومن هنا قيل لا يفتى ومالك في المدينة.
فقد روج لتلك القصة الكثير من الجهلة الذين لم يبلغوا منزلة الإمام مالك ومع ذلك نقال لا يفتى ومالك في المدينة للأسباب الآتية منها أن الإمام مالك رضي الله عنه عاش في المدينة منذ ولادته عام 93هـ وكان قريب العهد من الرسول صلّ الله عليه وسلم لذلك عاش مع الناس الذي رأوا الرسول صلّ الله عليه وسلم عن قربهم أهل المدينة يفعلون كما يفعل الرسول صلّ الله عليه وسلم فكيفية ممارسة العبادات لم تتغير ، وكان أهل المدينة هم أدرى أهل الأرض بالعبادات ، فحفظ القرآن الكريم ودرس الحديث النبوي وهو بسن مبكرة كما أنه تعلم على يد أئمة التابعين من اساتذته ابن هرمز ونافع مولى ابن عمر ري الله عنه. تصفّح المقالات
وقد ذكر هذه القصة بسندها الإمام ابن حجر العسقلاني الشافعي، وذلك في معرض تعريفه بيعقوب بن إسحاق، في "لسان الميزان" (8/ 525، ط.
مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأعلام ومؤسس المذهب المالكي. عربي الأصل، من التابعين. ولد مالك بن أنس بالمدينة المنورة وعاش كل حياته بها في مهبط الوحي ومقر التشريع وموطن جمهرة الصحابة ومحط رحال العلماء والفقهاء. ولم يرحل من المدينة إلا إلى مكة حاجًا. مات في المدينة ودفن بالبقيع. تلقى مالك علومه على علماء المدينة وأخذ القراءة عن نافع وأخذ الحديث عن ابن شهاب الزهري، وشيخه في الفقه ربيعة بن عبد الرحمن ـ المعروف بربيعة الرأي ـ وظل يأخذ وينهل من العلم حتى سن السابعة عشرة، وقام بالتدريس بعد أن شهد له شيوخه بالحديث والفقه. وقد قال مالك: ما جلست للفتوى حتى شهد لي سبعون شيخًا أني أهل لذلك. ويعتبر مالك إمام أهل الحجاز في عصره وإليه ينتهي فقه المدينة، وقد أجمع العلماء على أمانته ودينه وورعه، قال الشافعي: مالك حجة الله على خلقه. وقال عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحدًا أتم عقلاً ولا أشد تقوى من مالك. شهد له جميع الأئمة بالفضل حتى قالوا: لا يفتَى ومالك في المدينة. وقد قصده العلماء وطلاب العلم من كل قطر ليأخذوا عنه؛ لذا انتشر مذهبه في كثير من الأقطار على أيدي تلاميذه الذين أخذوا عنه.
سورة البقرة كاملة بصوت الشيخ ادريس ابكر Idress Abkar - Al-Baqarah - YouTube
سورة البقرة كامله - بصوت القارئ / إدريس أبكر - YouTube
سورة البقرة كامله ادريس بكر لا تهجر القران - YouTube