دروس وعبر من غزوة بني النضير بعد أن ذكر الله -سبحانه وتعالى- في سورة الحشر الأحداث التي حدثت في غزوة بني النضير، قال: { فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر: 2].
ولكنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه جواب حيي بن أخطب كبَّر وكبَّر المسلمون معه، ثم نهض صلى الله عليه وسلم لقتالهم ومناجزتهم، فاستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم، وسار إليهم يحمل اللواء علي بن أبي طالب، فلما وصل إليهم فرض صلى الله عليه وسلم عليهم الحصار، فالتجأ اليهود إلى حصونهم، وكانت نخيلهم وبساتينهم عونًا لهم في ذلك، فأمر صلى الله عليه وسلم بقطعها وتحريقها، وفي ذلك أنزل الله: { مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} [الحشر: 5]. فلما رأى المنافقون جدية الأمر، خانوا حلفاءهم اليهود، فلم يسوقوا لهم خيرًا ولم يدفعوا عنهم شرًّا { وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الحشر: 11] ، { لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} [الحشر: 12]. ولهذا مثَّلهم الله سبحانه وتعالى بالشيطان فقال: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [الحشر: 16، 17].
وقوله تعالى:)كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ((۲). وسار(صلى الله عليه وآله) بالناس حتّى نزل ببني النضير، فصلّى العصر بفنائهم وقد تحصّنوا، وقاموا على حصنهم يرمون بالنبل والحجارة(۳). شجاعة الإمام علي(عليه السلام) أمر(صلى الله عليه وآله) بلالاً أن يضع القبّة في أقصى بني حطمة من البطحاء، وكان رجل من يهود اسمه عزور، رامياً يبلغ نبله ما لا يبلغه نبل غيره، فوصل نبله تلك القبّة، فأمر النبيّ(صلى الله عليه وآله) أن يحوّل قبّته إلى السفح فحوّلت.
ولا شك أن الموقف كان حرجاً بالنسبة للمسلمين، فإن اشتباكهم بخصومهم في هذه الفترة المحرجة من تاريخهم لم يكن مأمون العواقب، وقد رأوا كَلَب العرب عليهم وفتكهم الشنيع ببعوثهم، ثم إن يهود بني النضير كانوا على درجة من القوة تجعل استسلامهم بعيد الاحتمال، وتجعل فرض القتال معهم محفوفاً بالمكاره، إلا أن الحال التي جدت بعد مأساة بئر معونة وما قبلها زادت حساسية المسلمين بجرائم الاغتيال والغدر التي أخذوا يتعرضون لها جماعات وأفراداً، وضاعفت نقمتهم على مقترفيها، ومن ثم قرروا أن يقاتلوا بني النضير ـ بعد همهم باغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم ـ مهما تكن النتائج. فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم جواب حيي بن أخطب كبر وكبر أصحابه، ثم نهض لمناجزة القوم، فاستعمل على المدينة ابن أم مكتوم، وسار إليهم، وعلى بن أبي طالب يحمل اللواء، فلما انتهي إليهم فرض عليهم الحصار. والتجأ بنو النضير إلى حصونهم، فأقاموا عليها يرمون بالنبل والحجارة، وكانت نخيلهم وبساتينهم عوناً لهم في ذلك، فأمر بقطعها وتحريقها، وفي ذلك يقول حسان: وهان على سَرَاةِ بني لُؤي ** حـريـق بالبُوَيْرَةِ مسـتطيـر [البويرة : اسم لنخل بني النضير] وفي ذلك أنزل الله تعالى: {مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} [الحشر: 5].
فقالوا: يا محمد! نفعل، ثم بعد ذلك ائتمروا فيما بينهم فقالوا: إن محمداً قد جاءكم في نفر من أصحابه, ولن تجدوا مثل هذه الفرصة, فليعمد رجل منكم فليطرح على رأسه حجراً أو صخرة فانبعث أشقاهم ويقال له: عمرو بن جحاش. غزوة بني النضير - بوابة السيرة النبوية. فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما ائتمر عليه اليهود, فقام النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً, ودخل المدينة, وبقي أبو بكر و عمر و علي والصحابة الآخرون جالسين, فلما تأخر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم قاموا فرجعوا إلى المدينة, فرأوا رجلاً على أطرافها فقالوا له: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم رأيته وهو يدخل إلى المدينة, فلحق به هؤلاء الصحابة فأخبرهم بأن اليهود قد ائتمروا على قتله. محاصرة بني النضير وإخراجهم من المدينة أجمع المسلمون أمرهم وذهبوا وحاصروا بني النضير, فقالت بنو النضير: يا محمد! نرضى أن ننزل على ما نزل عليه بنو قينقاع, بأن نرتحل من المدينة. فأرسل إليهم عبد الله ابن سلول لعنه الله وقال لهم: لا تتركوا دياركم, وإنا سنكون معكم، قال الله تعالى مخبراً عن عبد الله ابن سلول وأصحابه: لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ [الحشر:11], فنفض اليهود أيديهم من هذا الاتفاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واصطفى رسول الله(صلى الله عليه وآله) أموال بني النضير، وكانت أوّل صافية قسّمها رسول الله(صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين الأوائل، وأمر علياً(عليه السلام) فحاز ما لرسول الله(صلى الله عليه وآله) منها فجعله صدقة، وكان في يده مدّة حياته، ثمّ في يد أمير المؤمنين(عليه السلام) بعده، وهو في يد ولد فاطمة(عليها السلام) حتّى اليوم(۷). —————————– ۱ـ الحشر: ۱۱ـ۱۲٫ ۲ـ الحشر: ۱۶٫ ۳ـ اُنظر: أعيان الشيعة ۱/ ۲۵۹٫ ۴ـ الإرشاد ۱ /۹۳٫ ۵ـ الحشر: ۵٫ ۶ـ الحشر: ۲ـ۴٫ ۷ـ الإرشاد ۱/ ۹۳٫ بقلم: محمد أمين نجف
الفصل الخامس - في معارك الرسول الحربية
تعريف النظام الاقتصادي يعد النظام الاقتصادي للدولة المحدد الأساسي لملامح الحياة الآقتصادية فيها حيث ان النظام الاقتصادي يحدد العلاقات بين المتغيرات الافتصادية. ويحدد طريقة التعامل مع الموارد الاقتصادية ومنظومة الانتاج والاستهلاك في الدولة. يعرف النظام الاقتصادي على أنّه مجموعة من المؤسسات التي تتعامل مع الإنتاج،توزيع الانتاج، الاستهلاك للسلع والخدمات في مجتمع معين. وهو يتكون من أشخاص ومؤسسات،كما تتضمن علاقاتهم مع الموارد الانتاجية او ما يسمى بعناصر الانتاج مثل حق الملكية بالتالي فهي تتعامل مع مشكلات الاقتصاد مثل تحديد وإعادة توزيع الدخل في اقتصاد ما اضافة الى كونها مجموعةٌ من العلاقات الاقتصادية والقانونية التي تُنظّم حياة مجتمعٍ ما اقتصادياً في زمن محدد، مما يؤثر على طبيعة العلاقات المتبادلة بين العنصر البشري ومختلف الموارد وعلى رأسها الموارد الطبيعيّة. اما الفئات المهتمة بمعرفة النظام الاقتصادي للدولة فهم المستثمرين الذين يرغبون بالاستمار في سوق دولة جديدة عليهم رجال الأعمال المبتدئين الذين يريدون تأسيس مشروع بشكل صحيح وقائم على اسس سليمة لتحقيق الربحية. طلاب العلم الذين يدرسون العلوم الاقتصادية والاجتماعية.
الاقتصاد الاشتراكي: هو نظام اقتصاديّ يعتمد على الملكية المشتركة لوسائل الإنتاج كافة، بمعنى أنه بإمكان أي شخص، مهما كانت طبقته الاجتماعية، أن يمتلك الوسيلة الإنتاجية التي يجدها مناسبة له للعمل فيها، دون وجود أي تصنيفات تصنف الأفراد في المجتمع الواحد، وبالتالي يعد النظام الاقتصادي الاشتراكي، معاكساً للنظام الاقتصادي الرأسمالي.
ذات صلة تعريف الشيوعية والاشتراكية مفهوم النظام الاقتصادي النظام الاقتصادي وباللغة الإنجليزية: (Economic System)، ويُعرف بأنه: مجموعة القواعد الاقتصاديّة، التي تعتمد على أحكام قانونيّة، وتنظّم البيئة الاقتصادية في المجتمع، لذلك يهتم النظام الاقتصادي بالتأثيرات الخاصة بسلوك المستهلكين، في استهلاك الموارد المتاحة، وكيفيّة توفيرها لهم بالطرق التي تتناسب مع أوضاعهم الاقتصاديّة، ويُعرف أيضاً، بأنه: توفير كافة الوسائل التي تساعد الأفراد على التفاعل مع البيئة الاستهلاكيّة، وتساهم في جعلهم يستفيدون من المصادر الطبيعيّة، والصناعية، والمالية المحيطة بهم. العوامل المكونة للنظام الاقتصادي وضع المفكر الاقتصاديّ والاجتماعي ويرنر صومبارت ثلاثة عوامل مكوّنة للنظام الاقتصادي، وهي: المحفّزات: هي مجموعة الدوافع التي تؤثر على النظام الاقتصاديّ، مثل: الانتعاش، أو الركود الاقتصاديّ، أو وقوع الحروب. الشكل: هو كافة العوامل المجتمعيّة، والتي يعد النظام الاقتصادي جزءاً منها، مثل: العمل، والإنتاج الصناعيّ، وغيرها. الطبيعة: هي الطرق، والوسائل التي تحوّل المكوّنات الأولية لمادة ما لعناصر مفيدة، باستخدام الآلات، والمعدات، والأجهزة الإلكترونيّة.
1. النظام الاقتصادي التقليدي يقوم النظام الاقتصادي التقليدي على السلع والخدمات والعمل، وكلها تتبع اتجاهات معينة، فهي تعتمد كثيرًا على الناس ، وهناك تقسيم ضئيل جدًا للعمل أو التخصص، ويُعَد الاقتصاد التقليدي أساسي للغاية وهو أقدم الأنواع الأربعة. لا تزال بعض أجزاء العالم تعمل بنظام اقتصادي تقليدي، وتوجد عادة في البيئات الريفية في دول العالم الثاني والثالث، حيث تكون الأنشطة الاقتصادية في الغالب الزراعة أو غيرها من الأنشطة التقليدية المدرة للدخل، كما أن النظام التقليدي ، على عكس الأنظمة الثلاثة الأخرى، يفتقر إلى القدرة على توليد فائض. 2. النظام الاقتصادي المُوجَه في النظام الاقتصادي المُوجَه يكون هناك سلطة مركزية مهيمنة – عادة الحكومة – التي تسيطر على جزء كبير من الهيكل الاقتصادي، كما يُعرف النظام الاقتصادي الموجه أيضًا باسم النظام المُخَطَط، وهو شائع في المجتمعات الشيوعية لأن قرارات الإنتاج هي من اختصاص الحكومة. من الناحية النظرية، يعمل النظام الاقتصادي المُوجَه بشكل جيد للغاية طالما أن السلطة المركزية تمارس السيطرة مع مراعاة المصالح الفُضلى للسكان، ولكن من الناحية العملية، يُعَد النظام الاقتصادي المُوجَه جامد مقارنة بالأنظمة الأخرى، حيث بتم التفاعل فيه ببطء مع التغيير لأن القوة مركزية، وهذا يجعلهم عرضة للأزمات الاقتصادية أو حالات الطوارئ، حيث لا يمكنهم التكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة.
النموّ الإقطاعيّ يُعدّ النموّ الإقطاعي عبارةً عن العصر الذي شهد نموّ وتطور النظام الإقطاعيّ خلال القرنين التاسع والعاشر للميلاد؛ حيث كانت أوروبا الغربيّة متأثرةً بالعديد من الأحداث والاضطرابات السياسيّة والاجتماعيّة، كما يُشار لتلك الفترة بأنّها شكّلت عصراً من الظلام، وعموماً من الممكن تقسيم هذا العصر إلى ثلاثة عصور فرعيّة، وهي: عصر التمهيد: هو اعتبار النظام الإقطاعيّ ظاهرة حدثت نتيجةً للأحداث والظروف، ومن ثمّ تطورت بالاعتماد على دور مجموعةٍ من الرجال الذين يمتلكون مهام مُتعدّدة. عصر النموّ: هو العصر الذي شهد حرباً في القرن التاسع للميلاد أدّت إلى تطور النظام الإقطاعيّ. عصر الكمال: هو العصر الذي شمل القرنين الحادي عشر والثاني عشر للميلاد، وتزامن مع غياب وجود الحكومات ذات الطبيعة المركزيّة في أوروبا الغربيّة، وفي المقابل ازداد تأثير السادة الإقطاعيين الذين حرصوا على تأسيس عائلات إقطاعيّة؛ ممّا ساهم في تطور العصر الإقطاعيّ. المراجع ↑ "Feudalism",, Retrieved 17-7-2017. Edited. ↑ مصطفى العبد لله، "الأنظمة الاقتصادية" ، الموسوعة العربية ، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2017. بتصرّف. ^ أ ب ت مفيد الزيدي، موسوعة تاريخ أوروبا: الجزء الأول ، صفحة 108، 109، 110.
وتقوم الحكومة بالتأثير في السوق عن طريق السياسات المالية والاقتصادية والنقدية، في حين يكون هناك أيضاً تأثير آخر في هذا السوق من قبل قرارات المستهلكين والمنتجين والقطاعات الاقتصادية الأخرى. امتلاك السوق الحر من قِبل الحكومة، باستثناء عدد قليل من المجالات الرئيسة. النظام الأكثر شيوعاً في العالم، وبالتحديد في الدول المتقدمة. ومن أبرز عيوب هذا النظام أنَّه يعتمد على الحكومات وعلى خياراتها وقراراتها اعتماداً كبيراً. لقد ناقشنا في مقالنا هذا بعض الأنظمة الاقتصادية التي اشتهر بها علم الاقتصاد، وقد حاولَت هذه الأنظمة على مرِّ العصور معالجة العديد من المشكلات الاقتصادية المختلفة في مختلف المجتمعات. وعلى الرغم من الاختلافات الموجودة بين المجتمعات؛ إلَّا أنَّها تشترك في صفة مميَّزة، وهي أنَّها تتكون من صنفين من الأفراد هما الأفراد المنتجون والأفراد المستهلكون، وهذا يدعو إلى وجود رغبات وحاجات لدى كلٍّ منهما، يسعون إلى إشباعها. بيد أنَّ هناك تنوُّع واختلاف للموارد الاقتصادية بين المجتمعات، بالإضافة إلى محدودية هذه الموارد؛ مما يتطلب وجود نظام اقتصادي يقوم بحلِّ هذه المشكلة. المصادر: 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة النجاح نت.