وقد تقدم الكلام فيهوكفى بربك وكيلا أي عاصما من القبول من إبليس ، وحافظا من كيده وسوء مكره. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحجر - الآية 42. ﴿ تفسير الطبري ﴾ يقول تعالى ذكره لإبليس: إن عبادي الذين أطاعوني، فاتبعوا أمري وعصوك يا إبليس، ليس لك عليهم حجة. وقوله ( وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا) يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: وكفاك يا محمد ربك حفيظا، وقيما بأمرك، فانقد لأمره، وبلغ رسالاته هؤلاء المشركين، ولا تخف أحدا، فإنه قد توكل بحفظك ونصرتك. كما حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا) وعباده المؤمنون، وقال الله في آية أخرى إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ.
إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42) قوله تعالى: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: إن عبادي ليس لك عليهم سلطان قال العلماء: يعني على قلوبهم. وقال ابن عيينة: أي في أن يلقيهم في ذنب يمنعهم عفوي ويضيقه عليهم. إن عبادي ليس لك عليهم سلطان. وهؤلاء الذين هداهم الله واجتباهم واختارهم واصطفاهم. قلت: لعل قائلا يقول: قد أخبر الله عن صفة آدم وحواء - عليهما السلام - بقوله: فأزلهما الشيطان وعن جملة من أصحاب نبيه بقوله: إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا فالجواب ما ذكر ، وهو أنه ليس له سلطان على قلوبهم ، ولا موضع إيمانهم ، ولا يلقيهم في ذنب يئول إلى عدم القبول ، بل تزيله التوبة وتمحوه الأوبة. ولم يكن خروج آدم عقوبة لما تناول; على ما تقدم في " البقرة " بيانه. وأما أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقد مضى القول عنهم في آل عمران. ثم إن قوله سبحانه: ليس لك عليهم سلطان يحتمل أن يكون خاصا فيمن حفظه الله ، ويحتمل أن يكون في أكثر الأوقات والأحوال ، وقد يكون في تسلطه تفريج كربة وإزالة غمة; كما فعل ببلال ، إذ أتاه يهدئه كما يهدأ الصبي حتى نام ، ونام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس ، وفزعوا وقالوا: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا ؟ فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: ليس في النوم تفريط ففرج عنهم.
قال عدو الله: صدقت ، بهذا تنجو مني. فقال النبي: " أخبرني بأي شيء تغلب ابن آدم " ؟ قال: آخذه عند الغضب والهوى
واعلم أن على القول الأول يمكن أن يكون قوله: ( إلا من اتبعك) استثناء; لأن المعنى: أن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين ، فإن لك عليهم سلطانا بسبب كونهم منقادين لك في الأمر والنهي. وأما على القول الثاني فيمتنع أن يكون استثناء ، بل تكون لفظة ( إلا) بمعنى لكن ، وقوله: ( وإن جهنم لموعدهم أجمعين) قال ابن عباس: يريد إبليس وأشياعه ، ومن اتبعه من الغاوين.
جميع هذه الأدوات يمكنك أن تجدها هُنا على هذا القسم لتتواصل مع المُعلن عنها والاتفاق معه مباشرة. أرسل ملاحظاتك لنا
سيئة ملاحظة أراء العملاء 4.