عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ أَوْ فِي الْكَرْبِ؟ أَللَّهُ أَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا». تخريج الحديث: أخرجه أبو داود (1525)، والنسائي في "السنن الكبرى"(10408)، وابن ماجه (3882)، وأحمد (27082)، وإسحاق بن راهويه في المسند (2135)، والحديث صححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" ( 2755). وللحديث شواهد: الأول عن ثوبان رضي الله عنه: أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10418) ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (335)، وأخرجه الطبراني في "الدعاء"(1031)، وفي "مسند الشامين" (424)، وابن المقرئ في "معجمه" (872)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء"(5/219). اللهُ ، اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا - هوامير البورصة السعودية. الشاهد الثاني عن عائشة رضي الله عنها: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (864)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (5290). الشاهد الثالث: عن ابن عباس رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1030)، وفي "الأوسط" (8474)، وفي "المعجم الكبير" (12/12788)، (12788)، وابن الأعرابي في "معجمه" (783)، ولفظه: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ ثُمَّ قَالَ: "يَا بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ، إِذَا نَزَلَ بِكُمْ كَرْبٌ أَوْ جَهْدٌ أَوْ بَلَاءٌ فَقُولُوا: اللهُ اللهُ رَبُّنَا لَا شَرِيكَ لَهُ".
(4) بيان فضل التوحيد والتبرؤ من الشرك، والتوسل بتوحيد الله تعالى لتفريج الهم والضيق، وهو مستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم: "اَللَّهُ اَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يَقُولُ: «لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ»؛ [متفق عليه].
تكرار الله ربي لا اشرك به شيئا - YouTube
(3) فضل الافتقار إلى الله والتبرؤ من كل حول وقوة إلا حول الله وقوته؛ قال الله تعالى: ﴿ يا أَيهَا النَّاسُ أَنتُمُ الفُقَرَاءُ إلى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِي الحَمِيدُ ﴾ [فاطر: 15]، وقال تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إلى مِنْ خَيرٍ فَقِيرٌ ﴾ [القصص: 24]. قال تعالى عن أيوب عليه السلام: ﴿ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 83]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: "اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلاَ تَكِلْنِي إلى نَفْسِي طَرْفَةَ، عَينٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ"؛ [ أبو داود]. اللهُ ، اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا - الصفحة 6 - هوامير البورصة السعودية. وأيضًا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه: «اللهم لك ركعت، وبك آمنتُ، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي»؛ [أخرجه: مسلم]. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟! أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، وأصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدًا»؛ [أخرجه: ابن السنِّي في "عمل اليوم والليلة" رقم 46، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم (227)].
[٦] "ْمَن صامَ رمضانَ، وسِتًّا من شوَّالٍ، فكأنَّما صامَ السَّنةَ كلَّها". [٧] حديث في إسناده ضعف، صحيح لغيره، أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وأخرجه المحقق شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند وحكم بأنّه صحيح لغيره، من طريق جابر بن عبدالله. [٨] " مَنْ صام رمضانَ وأتبَعه بستٍّ مِنْ شوالٍ فكأنَّما صام الدَّهْرَ". [٩] حديث صحيح، أخرجه الإمام مسلم في صححه، وكثرت طرقه حتى وصل للتواتر، من طريق أبي أيّوب الأنصاريّ. [١٠] "من صامَ ستَّةَ أيَّامٍ بعدَ الفطرِ متتابعةً فكأنَّما صامَ السَّنةَ كلَّها". [١١] حديث منكر، رواه الطبرانيّ في المعجم الأوسط، لا يصحّ الاستشهاد به، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه. [١٢] "من صامَ رمضانَ وأتبعَهُ ستًّا من شوَّالٍ صامَ السَّنةَ كلَّها". فضل صيام التطوع هو صيام. [١٣] حديث متروك، ففي سنده يحيى بن سعيد وهو راوٍ متروك، من طريق الصحابييْن؛ عبد الله بن عبّاس وجابر بن عبدالله رضي الله عنهما. [١٤] "مَن صام رمَضانَ وأتبَعه سِتًّا مِن شوَّالٍ خرَج مِن ذُنوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّه". [١٥] حديث موضوع، أخرجه الطبراني في المعجم الاوسط، من طريق ابن عمر. [١٢] فضل صيام الست من شوال: اتباع المسلم صيام رمضان بصيام ست أيام من شهر شوّال، يعادل في الأجر والثواب كصيام الدهر كلّه، وزيادة خير على تكفير ذنوب العبد ما بيْن الرمضانيْن، فجعل الله تعالى صيام الستّ من شوال زيادة في الخير والأجر والفضل من الله تعالى.
يقول الإمام النووي مبينًا الأمر في هذا الصدد: قوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر" - فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الست، وقال مالك وأبو حنيفة: يُكره ذلك؛ قال مالك في الموطأ: "ما رأيتُ أحدًا من أهل العلم يصومها". قالوا: فيكره؛ لئلا يُظَنُّ وجوبُه، ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح، وإذا ثبتت السنة لا تُترك لترْك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها، وقولهم: قد يُظَنُّ، يُنتقَض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب؛ قال أصحابنا: والأفضل أن تصام الست متوالية عقب يوم الفطر؛ فإن فرَّقها أو أخَّرها عن أوائل شوال إلى أواخره، حصَلت فضيلة المتابعة؛ لأنه يصدق أنه أتبعه ستًّا من شوال، قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والست بشهرين[8]. يقول ملا علي القاري مبينًا معنى الحديث في ضوء قول الطيبي رحمه الله: "لأنه صيام الدهر حكمًا بناءً على أن الحسنة بعشر أمثالها، كما بيَّنه خبر النسائي بسند حسن: صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة"[9].
يقول الإمام النووي مبينًا الأمر في هذا الصدد: قوله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر" - فيه دلالة صريحة لمذهب الشافعي وأحمد وداود وموافقيهم في استحباب صوم هذه الست، وقال مالك وأبو حنيفة: يُكره ذلك؛ قال مالك في الموطأ: "ما رأيتُ أحدًا من أهل العلم يصومها". قالوا: فيكره؛ لئلا يُظَنُّ وجوبُه، ودليل الشافعي وموافقيه هذا الحديث الصحيح الصريح، وإذا ثبتت السنة لا تُترك لترْك بعض الناس أو أكثرهم أو كلهم لها، وقولهم: قد يُظَنُّ، يُنتقَض بصوم عرفة وعاشوراء وغيرهما من الصوم المندوب؛ قال أصحابنا: والأفضل أن تصام الست متوالية عقب يوم الفطر؛ فإن فرَّقها أو أخَّرها عن أوائل شوال إلى أواخره، حصَلت فضيلة المتابعة؛ لأنه يصدق أنه أتبعه ستًّا من شوال، قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والست بشهرين [8]. يقول ملا علي القاري مبينًا معنى الحديث في ضوء قول الطيبي رحمه الله: "لأنه صيام الدهر حكمًا بناءً على أن الحسنة بعشر أمثالها، كما بيَّنه خبر النسائي بسند حسن: صيام شهر رمضان بعشرة أشهر، وصيام ستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة" [9].