تبادل الزيارات وصلة الرحم بين المسلمين. هدي النبيّ في عيد الأضحى من هدي النبي صلي الله عليه وسلم ألا يحلق المرء شعره إذا أراد أن يضحي فقال صلي الله عليه وسلم (إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا) وفيما يخص الأضحية فيجب اختيارها من أحسن الأنواع وأجودها، والتأكد من صحتها وقوتها وصلاحيتها. شروط وجوب وصحّة صلاة العيد اختلفت المذاهب في وجوب صلاة عيد الأضحى، ففي المذهب الحنفي صلاة عيد الأضحى هي صلاة واجبة إذا توفر لها ما يتوفر لفريضه الجمعة. أما الحنابلة فقد اجمعوا أن هذه الصلاة هي فرض كفاية أي أن شرط كفايتها أن تتواجد ف بلد مسلم تقام فيه هذه الصلاة. والمالكية والشافعية اتفقوا على أنها سنة مؤكدة. الصلاة قبل الخطبة الصلاة قبل الخطبة قد ورد فيها من قواعد وأحكام صلاة عيد الأضحى، عن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ فَبَدَأَ بِالصَّلاةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ. من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في العيد. رواه البخاري ومسلم وهي شرط لصحة صلاة العيد وركن من أركانها ولا تتم صلاة العيد بدونها. حكم خروج النساء لصلاة العيد في الإسلام يجوز للمرأة الخروج لصلاة العيد في المصلي ولكن ذلك في حدود شروط واجبة لازمة يجب عليها الالتزام بها، منها: تغطية المرأة لجسدها باللباس المحتشم، وعدم التبرج والسفور وعدم التعطر، وعدم لبس الزينة بما يلفت الأنظار إليها.
عباد الله، جدير بنا أن نوجه دعوة صادقة مخلصة إلى التعاون والتكاتف والتماسك، إزاء ما نعانيه ونراه من تشتت وتباعد على نطاق واسع وشاسع، فقد قال سيدنا المصطفى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: لا تَحاسَدُوا، وَلا تَناجَشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلا يَبع بَعْضُكُمْ على بيع بَعْضٍ وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، الـمُسلِمُ أخُو الـمـُسْلِمِ لا يَظْلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هَاهُنا ـ ويشيرِ إلى صدره ثلاثَا ـ بِحَسْبِ امْرىءٍ مِنَ الشَّرّ أنْ يَحْقِرَ أخاهُ الـمُسْلِمَ، كُلُّ الـمُسْلِمِ على الـمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومَالُهُ وَعِرْضُهُ. رواه مسلم وغيره. المدينة: خطبة عيد الفطر لعام 1442هـ - أحمد بن طالب بن حميد - طريق الإسلام. وقال صلى الله عليه وسلم أيضا: مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَىَ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَىَ لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّىَ. رواه البخاري ومسلم. بهذا تتحقق الوحدة ويكون الاعتصام الصحيح. فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى نَعْمَائِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى آلاَئِهِ، وَنَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُوَفِّقَنَا لِطَاعَتِه، وأن يتوفانا على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
التطيب والاغتسال يستحب الاغتسال لعيد الأضحى لما ورد عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم، أنه كان يغتسل لعيدي الفطر والأضحى، ويمكن اقتصاره على الوضوء، فهو يوم يجتمع فيه الناس، لذا يستحب الاغتسال والتطيب والاستياك.. التزين والتجمل يستحب التزيّن والتجمّل ولبس أفضل الثياب سواء أكان خارجًا للصلاة أم مقيمًا في بيته؛ لأنّه يوم زينة، وأمّا النساء فإذا خرجن من البيت لا يتزينَّ. مخالفة الطريق بالعودة من صلاة العيد وهو مستحب لثبوته عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ"، والحكمة في ذلك ليسلم على أهل الطريقيْن وقيل لتكثر شهادة البقاع، وقيل غير ذلك، فالذاهب للمسجد ترفع درجته. سنن عيد الأضحى.. هديٌ وتكبيرات وتطيب. التهنئة بالعيد ويستحب التهنئة بالعيد لأنّه يوم عظيم من أيّام الله سبحانه وتعالى، وليس هنالك صيغة محصورة بالتهنئة، ولكن تصح أي صيغة لم يكن فيها مخالفة للشرع، وقد سئل الإمام مالك عن قولهم: "تَقَبَّل اللهُ مِنَّا وَمِنْكَ" و"غَفَرَ اللهُ لَنَا وَلَكَ"، فَقَال: "مَا أَعْرِفُهُ وَلاَ أُنْكِرُهُ". ذبح الأضاحي وهي مشروعة حسب جمهور الفقهاء، وحكمها سنة مؤكدة، وذهب الحنفية إلى أنّها واجبة ويشترط في الأضحية أن تكون من الأنعام وأن تبلغ سن التضحية، وأن تسلم من العيوب الفاحشة.
ومن حديث سلمان بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أحدكم صائما فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإنه طهور". حال النبي في رمضان عُرف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه أفضل أبناء أمته أخلاقًا، ولقد حث المسلمين على حُسن الخلق، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ". هدي النبي في العيد. كان عليه الصلاة والسلام يستخدم السواك في تطهير فمه طوال شهر رمضان. كان النبي من أجود الناس وأكرمهم طوال أيام شهر رمضان. من عادات الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان الجهاد في سبيل الله، ففي تسع سنوات صيام شارك في 6 غزوات كانت جميعها في رمضان، وكان يأمر أصحابه بالإفطار، حتى تكون لديهم القوة على ملاقاة أعدائهم. كان عليه الصلاة والسلام في شهر رمضان حريصًا على الاجتهاد في العبادة، وكان يلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر، فعن عائشة- رضي الله عنها-، قالت: "كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره". رخص عليه الصلاة والسلام الإفطار في رمضان للمريض والمسافر والحامل والنفاس والمرضع.
وقال أبو سعيد الخدري: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول ما يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، وذكر أبو سعيد الخدري: أنه صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم العيد فيصلي بالناس ركعتين ثم يسلم فيقف على راحلته مستقبل الناس وهم صفوف جلوس فيقول "تصدقوا" فأكثر من يتصدق النساء بالقرط والخاتم والشيء، فإن كانت له حاجة يريد أن يبعث بعثا يذكره لهم وإلا انصرف.
إنها مدرسة المعلم الأول -صلى الله عليه وسلم- الذي قال الله فيه: ( وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[القلم: 4]، ولما سُئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خُلُقِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قالت: " كان خلقه القرآن "، وقيل في وصف نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "مَن رآه بداهة هابه، ومن خالطه عِشْرةً أحبه"، قال الله -تعالى- عنه: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)[آل عمران: 159]. فأعظم ما يؤثر في النفوس ويصل إلى سُويْداء القلوب ويلامس شَغَافها: حسنُ الخلق، والتحلي بالآداب الفاضلة، فإفشاء السلام، ومحبة الأنام، والرفق ولين الجانب، وطلاقة الوجه، والحِلْمُ والأناة، والهِنْدام الحَسَن؛ آدابٌ عالية وأساليبُ رائعة، لها آثارٌ عجيبة في كسب الناس، وإقبالهم على المعلم وتقبُّلِهم منه. وحريٌّ بالمعلمين والمعلمات والآباء والأمهات ومن يتولى هذه المهمة الشريفة أن يقتفيَ أثره ويهتديَ بهديه -عليه الصلاة والسلام-؛ ففيه الخير كل الخير. اللهم إنا نسألك علمًا نافعًا وقلبًا خاشعًا ولسانًا ذاكرًا, أقول قولي هذا، وأستغفرُ الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.