وذهب ابنُ حزم وابن هبيرة إلى أن السؤال يقع على الرُّوح فقط من غير عود إلى الجسم. وخالفهم الجُمهور فقالوا: "تُعاد الرُّوح إلى الجسد أو بعضه كما ثبت في الحديث، ولو كان على الروح فقط لم يكن للبدن بذلك اختصاص، ولا يمنع من كَون الميت قد تتفرق أجزاؤه، ولأن الله تعالى قادر أن يُعيد الحياة إلى جزء من الجسد ويقع عليه السؤال، كما هو قادر على أن يجمع أجزاءه، والحامل للقائلين بأن السؤال يقع على الروح فقط أن الميِّت قد يشاهَدُ في قبره حال المسألة لا أثر فيه من إقعاد ولا غيره ولا ضيق ولا سَعة، وكذلك غير المقبور كالمصلوب". وجوابهم: أن ذلك غير ممتنع في القُدرة، بل له نظير في العادة وهو النَّائم، فإنه يجد لذَّة وألمًا لا يدركه جليسه، بل اليَقِظان قد يُدرك ألمًا أو لذَّة لما يَسمعه أو يُفكر فيه ولا يُدرك ذلك جليسه، وإنما أتى الغلطُ من قياس الغائب على الشاهد، وأحوال ما بعد الموت على ما قبله، والظَّاهر أن الله تعالى صَرف أبصار العباد وأسماعَهم عن مشاهدة ذلك، وسَتره عنهم إبقاءً عليهم ليتدافنوا، وليست للجوارح الدنيويَّة قُدرة على إدراك أمر الملكوت إلا من شاء الله، وقد ثبت بالأحاديث ما ذهب إليه الجمهور: كقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنه لَيسمع خَفْق نِعالهم)).
وأما العروق الثلاثة التي تفصد في المرفق فهي التي جرت العادة بفصدها في الناس أجمع وفصدها يكون على وجهين إما غرزاً بمبضع ريحاني عريض أو زيتوني إلى الرقة وإما شقاً بمبضع سكينية وهي النشل. هذا النشل الذي يصلح للشق ويكون منه أنواع عراض ورقاق على حسب سعة العروق أيضاً وضيقها وقد يستدل بها على غيرها وهو عند الصناع مشهور.
↑ كمال سالم (2003م)، صحيح فقه السنة وأدلته وتوضيح مذاهب الأئمة ، القاهرة: المكتبة التوفيقية، صفحة 292، جزء 1. بتصرّف. ↑ وهبة الزحلي، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار الفكر، صفحة 730، جزء 1. بتصرّف. ^ أ ب ت صالح السدلان (1425ه)، رسالة في الفقه الميسر (الطبعة الأولى)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 28. بتصرّف. ↑ حسين العوايشة، الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار ابن حزم، صفحة 61، جزء 1. بتصرّف. ↑ ديبان الديبان (1426هـ - 2005م)، موسوعة أحكام الطهارة (الطبعة الثانية)، الرياض: مكتبة الرشد، صفحة 487-488، جزء 13. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 223 ، صحيح. ما الفرق بين الجسم والجسد في الاستعمال القرآني؟ وهل ورد فرق بينمها في الشعر العربي؟. ↑ محمد التويجري (1430هـ - 2009م)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة الأولى)، السعودية: بيت الأفكار الدولية، صفحة 322، جزء 2. بتصرّف. ^ أ ب مناهج جامعة المدينة العالمية ، التفسير الموضوعي ، ماليزيا: جامعة المدينة العالمية ، صفحة 209. بتصرّف. ↑ مصطفى الخنّ، مصطفى البغا، علي الشربجي (1413هـ - 1992م)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم، صفحة 29، جزء 1.
البدل البدل في اللغة: العوض مفهوم البدل: البدل تابع مقصود بالحكم يتبعُ اسمًا سابقًا له في الإعراب يُسمى المُبدل منه، ويعمل على إيضاحه. أنواع البدل: البدلُ المُطابقُ (بدل كلّ من كلّ) وهو يُطابق المبدل منه في المعنى مطابقة تامة، وإن اختلف لفظٌ كلّ منهما عن الآخر. من البدل المطابق بدل التّفصيل؛ وهو البدلُ الّذي يُفصّل أقسام المُبدل منه تفصيلًا شاملًا، ويُبيّنها جميعَها. بدلُ بعضٍ من كلّ (بدلُ جزءٍ من كلّ) بدل بعض من كلّ يكونُ جزءا حقيقيّا (مادّيًا) من المُبدل منه، سواء أكان هذا الجزءُ قليلا أمْ كثيرا. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الحج - الآية 36. الغالبَ في (بدل بعض من كلّ) أن يتّصل به ضميرٌ يعود على المبدل منه، ويريطه به، ويكون مطابقًا في جنسِه (التّذكير، والتأنيث) وعدده (الإفراد، والتثنيه، والجمع). بدلُ الاشْتمالِ بدلَ الاشتمالِ يمثّلُ معنى من المعاني الّتي يشتمل عليها المبدَلُ منه أو حالةً من حالاته، وليس جزءا حقيقيّا مادّيًّا أصيلًا. يتّصل ببدلِ الاشتمالِ ضميرٌ يعودُ على المبدل منه، ويربطه به، ويُطابقه في جنسه وعدده.
فتكون ما أفادته الآية برهانًا على قدرته على إعادة الإنسان بعد أنْ أصبح رُفاتًا، إذْ أنَّ القادر على خلق السماوات والأرض وخلقِ مثلها قادرٌ بالضّرورة على إعادة خلق الإنسان بعد أنْ أصبحَ عِظامًا ورفاتًا. فلا وجه لا ستبعادهم وقولهم: ﴿أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ.. ﴾ (10)، إذْ أنَّ بعثهم بعد خلقِهم الأوَّل أيسرُ عليهِ من خلق السّماوات والأرض ومثلهم. والحمد لله رب العالمين من كتاب: شؤون قرآنية الشيخ محمد صنقور 1- سورة يس / 81. 2- سورة القيامة / 3-4. 3- سورة يس / 78-79. 4- سورة يس / 81. 5- سورة السجدة / 10. 6- سورة القيامة / 3. 7- سورة النور / 24. 8- تفسير مجمع البيان -الشيخ الطبرسي- ج6 / ص297. 9- سورة الشورى / 11. 10- سورة السجدة / 10.