الامام العباس عليه السلام - YouTube
4- حامل اللواء: ومن ألقابه المشهورة حامل اللواء، وهو أشرف لواء، إنّه لواء أبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، وقد خصّه به دون أهل بيته وأصحابه، وذلك لما تتوفر فيه من القابليات العسكرية، ويعتبر منح اللواء في ذلك العصر من أهمّ المناصب الحسّاسة في الجيش. وقد كان اللواء الذي تقلّده أبو الفضل يرفرف على رأس الإمام الحسين عليه السلام منذ أن خرج من يثرب حتّى انتهى إلى كربلاء، وقد قبضه بيد من حديد، فلم يسقط منه حتى قطعت يداه، وهوى صريعاً بجنب العلقمي. 5- كبش الكتيبة: وهو من الألقاب الكريمة التي تُمنح إلى القائد الأعلى في الجيش، الذي يقوم بحماية كتائب جيشه بحسن تدبير، وقوّة بأس، وقد أضفي هذا الوسام الرفيع على سيّدنا أبي الفضل، وذلك لما أبداه يوم الطفّ من الشجاعة والبسالة في الذبّ والدفاع عن معسكر الإمام الحسين عليه السلام، فقد كان قوّة ضاربة في معسكر أخيه، وصاعقة مرعبة ومدمّرة لجيوش الباطل. 6- العميد: وهو من الألقاب الجليلة في الجيش التي تُمنح لأبرز الأعضاء في القيادة العسكرية، وقد قُلّد أبو الفضل عليه السلام بهذا الوسام لأنّه كان عميد جيش أخيه أبي عبد الله، وقائد قوّاته المسلّحة في يوم الطفّ.
نشأته: نشأ أبو الفضل العبّاس عليه السلام نشأة صالحة كريمة، قلّما يظفر بها إنسان، فقد نشأ في ظلال أبيه رائد العدالة الاجتماعية في الأرض، فغذّاه بعلومه وتقواه، وأشاع في نفسه النزعات الشريفة، والعادات الطيّبة ليكون مثالاً عنه، وأنموذجاً لمثله، كما غرست أمّه السيّدة فاطمة في نفسه، جميع صفات الفضيلة والكمال، وغذّته بحبّ الخالق العظيم فجعلته في أيّام طفولته يتطلّع إلى مرضاته وطاعته، وظلّ ذلك ملازماً له طوال حياته. ولازم أبو الفضل أخويه السبطين ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فكان يتلقّى منهما قواعد الفضيلة، وأسس الآداب الرفيعة، وقد لازم بصورة خاصة أخاه أبا الشهداء الإمام الحسين عليه السلام فكان لا يفارقه في حله وترحاله، وقد تأثّر بسلوكه، وانطبعت في قرارة نفسه مُثُله الكريمة وسجاياه الحميدة حتى صار صورة صادقة عنه يحكيه في مثله واتجاهاته، وقد أخلص له الإمام الحسين كأعظم ما يكون الإخلاص وقدّمه على جميع أهل بيته لما رأى منه من الودّ الصادق له حتى فداه بنفسه. إنّ المكونات التربوية الصالحة التي ظفر بها سيّدنا أبو الفضل العبّاس عليه السلام قد رفعته إلى مستوى العظماء والمصلحين الذين غيّروا مجرى تاريخ البشرية بما قدّموه لها من التضحيات الهائلة في سبيل قضاياها المصيرية، وإنقاذها من ظلمات الذلّ والعبودية.
7- حامي الظعينة: ومن الألقاب المشهورة لأبي الفضل عليه السلام -حامي الظعينة-، وإنما أضفي عليه هذا اللقب الكريم لقيامه بدور مشرّف في رعاية مخدرات النبوة وعقائل الوحي، فقد بذل قصارى جهوده في حمايتهنّ وحراستهنّ وخدمتهنّ، فكان هو الذي يقوم بترحيلهنّ، وإنزالهنّ من المحامل طيلة انتقالهنّ من يثرب إلى كربلاء. 8- باب الحوائج: وهذا من أكثر ألقابه شيوعاً، وانتشاراً بين الناس، فقد آمنوا وأيقنوا أنه ما قصده ذو حاجة بنية خالصة إلاّ قضى الله حاجته، وما قصده مكروب إلاّ كشف الله ما ألمّ به من محن الأيام، وكوارث الزمان، وكان ولدي محمد الحسين ممن التجأ إليه حينما دهمته كارثة ففرّج الله عنه. إنّ أبا الفضل نفحة من رحمات الله، وباب من أبوابه، ووسيلة من وسائله، وله عنده الجاه العظيم، وذلك لجهاده المقدّس في نصرة الإسلام، والذبّ عن أهدافه ومبادئه، وقيامه بنصرة ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى استشهد في سبيله هذه بعض ألقاب أبي الفضل، وهي تحكي بعض معالم شخصيته العظيمة وما انطوت عليه من محاسن الصفات ومكارم الأخلاق. ملامحه: أمّا ملامحه فقد كان صورة بارعة من صور الجمال، وقد لُقّب بقمر بني هاشم لروعة بهائه، وجمال طلعته، وكان متكامل الجسم قد بدت عليه آثار البطولة والشجاعة، ووصفه الرواة بأنه كان وسيماً جميلاً، يركب الفرس المطهم- التام الحسن- ورجلاه يخطان في الأرض.
شافي ابني!!.. وكأنه يراه أمامه وأخذ يكلمه.. يقول الشيخ الأميني رحمه الله: وإذا بالشاب قد أرتعش وصحا من وقته وساعته.. وإذا بالصلاة على محمد وآلِ محمد قد أرتفعت في حرم العبّاس من الفرح.. فقلتُ مرة اخرى للعبّاس عليه السلام.. يا سيدي هذا رجل ريفي قد نخاك أول مرة.. فشافيت ولده المحطور المحظور وأخرجته سالماً وفرحت به الناس.. سيما والده.. وأنا انخاك وصار لي ستة أشهر!!..
فقام إليه العبّاس (ع) فبدأهم فقال: «…و لم نفعل ذلك لنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبداً» ثمّ تكلّم أهل بيته و أصحابه بمثل هذا ونحوه. و منها: أنه لمّا أخذ عبدالله بن حزام ابن خال العبّاس أماناً من ابن زياد للعبّاس و إخوته من أمّه؛ قال العبّاس و إخوته: «لا حاجة لنا في الأمان، أمان الله خير من أمان ابن سميّة». و منها: أنّه لمّا نادى شمر: أين بنو أختنا؟ أين العبّاس و إخوته؟ فلم يجبه أحد، فقال الحسين (ع): «أجيبوه و إن كان فاسقاً، فإنّه بعض أخوالكم». قال له العبّاس (ع): «ماذا تريد»؟ فقال: أنتم يا بني أختي آمنون. فقال له العبّاس (ع): «لعنك الله و لعن أمانك، أتؤمّننا و ابن رسول الله لا أمان له»؟! و تكلّم إخوته بنحو كلامه ثمّ رجعوا. مواقفه البطوليّة في واقعة الطفّ: لمّا اشتدّ العطش بالحسين (ع) و أصحابه؛ أمر أخاه العبّاس فسار في عشرين راجلاً يحملون القرب، فحمل العبّاس و أصحابه على جيش عمر بن سعد فكشفوهم و أقبلوا بالماء، فعاد جيش عمر بن سعد بقيادة عمرو بن الحجّاج و أرادوا أن يقطعوا عليهم الطريق، فقاتلهم العبّاس و أصحابه حتّى ردّوهم و جاءوا بالماء إلى الحسين (ع). و لمّا نشبت الحرب يوم عاشوراء تقدّم أربعة من أصحاب الحسين (ع)، و هم الذين جاءوا من الكوفة و معهم فرس نافع بن هلال، فشدّوا على الناس بأسيافهم، فلمّا وغلوا فيها عطف عليهم الناس و اقتطعوهم عن أصحابهم، فندب الحسين (ع) لهم أخاه العبّاس، فحمل على القوم فضرب فيهم بسيفه حتّى فرّقهم عن أصحابه، و وصل إليهم فسلّموا عليه و أتى بهم، و لكنّهم كانوا جرحى فأبوا عليه أن يستنقذهم سالمين، فعاودوا القتال و هو يدفع عنهم حتّى قتلوا في مكان واحد، فعاد العبّاس إلى أخيه و أخبره بخبرهم.