لقد بلغ القصيبي مستويات قياسية في القوة ؛ فيما أوكل إليه من مهام ، وفيما تحمّله من مواقف ، بل وحتى فيما اضطلع به من مواهب معرفية وأدبية لم يكن دون المأمول منه. ولهذا بدا وكأنه الأحرى بهما ( = القوة والأمانة) من غيره ؛ لا لشيء إلا لأنهما فيه أكثر كثافة ، كما أنهما فيه أكثر وضوحا. يوجد أقوياء كما يوجد أمناء ، لكنهم ليسوا كغازي لا في هذا ولا في ذاك. غازي عبد الرحمن القصيبي Quotes (Author of حياة في الإدارة). وإذا وُجد قويٌّ كغازي ، فمن الصعب أن يكون بمستوى أمانة غازي ؛ كما أنه إذا وُجد أمين كغازي ، فمن الصعب أن يكون بمستوى قوة غازي. إن اجتماع الصفتين ، وبهذا المستوى العالي من التحقق ، هو ما جعل من غازي ( علامة فارقة) ؛ كما في توصيف الناقد الكبير: عبدالله الغذامي له قبل سنوات. إن من الأمور الواضحة جدا ، والمتفق عليها في بدهيات الواقع ، أنه ليس كل قوي أميناً ، كما أنه ليس كل أمين قوياً. إنّ توفر الأمانة شيء نادر ؛ حتى في أنقى البيئات وأشدها وَرَعيّة ؛ فكيف إذا كان البحث عنها يتغياها مقرونة بالقوة؟ الظفر بأمين وقوي أشبه بمعجزة. ولهذا كان عمر بن الخطاب بعدما جرّب كثيرا من رجاله يقول: اللهم إني أشكو إليك جلد الفاجر وعجز المؤمن / التقي. لقد وجد عمرُ رجالا أمناء بعد طول بحث وتنقيب ، ولكنه وجد أمانتهم مجرد أمانة وَرَعيّة ، تنفع صاحبها وتريح ضميره ، ولكن لا يمكن استثمارها في المجال العام ؛ لأنها تفتقد القوة المتمثلة في الذكاء والحنكة السياسية وقوة العزيمة.
لا يهم أن ترتكب ذنبا, المهم ألا يعرفه الناس. " "الذين يعرفون فرحة الوصول إلى أعلى السلَم هم الذين بدأوا من أسفله" "هناك فرق شاسع بين من يطيعك حباً ومن يطيعك خوفاً" "لا يوجد أنبل من مهنة التدريس ولا يوجد أفسد من بعض المدرسين" "كيف تستطيع أمّة أن تصنع مستقبلها وهي في قبضة ماضيها ، يعصرها عصراً حتى يستنفذ كل ذرة من طاقاتها ؟" "محاولة تطبيق افكار جديدة بواسطة رجال يعتنقون افكارا قديمة هي مضيعة للجهد والوقت" "الويل, كل الويل, لمن جاء يوم القيامة يحمل وطناً كاملاً سرقه بدبابة, ذات ليلة ليلاء! " ثورة في السنة النبوية "هل نحب, حين نحب, "مظهراً" يراه الجميع أم "مخبراً" لا يراه أحد؟" "سنوات المراهقه في حياة كل انسان (وانسانه) هي سنوات ضائعه لا معنى لها مسروقة من الطفولة والرجولة معا. " Ghazi Abdul Rahman Algosaibi, "يا رجــل! أنا اسرق هذه اللحظات من الزمن. أغافل القدر. أخادعه, أتظاهر انني في حالة عادية من الحالات البشرية. في حالة أكل او نوم أو عمل أو كتابة أو قراءة. في اللحظة التي يكتشف القدر فيها أني في حالة سعادة, في حالة حب, في اللحظة ذاتها, سوف يسرقك القدر مني أو يسرقني منك. في اللحظة التي أقول لك فيها " حبيبـــي" سوف ينتهي كل شيء.
فقد شاءت الصدفة أن أجلس في قطار العودة إلى جانب امرأة غامقة السمرة، فائقة الجمال. ألم أقل لكم إني محظوظ؟ سألتها: من أي منطقة في المغرب أنت؟ قالت: لا، أنا من السنغال. صرخت: يا إلهي من السنغال؟ أجمل بلد في العالم! قالت بلهفة: أتعرفه؟ إطلاقا، ولكن نظرة خاطفة على شخصك الكريم تكفي لإقناع البشرية. انفجرت بضحكة منعشة وابتسامة فتاكة. ثم سرعان ما غيرت رأيها وراحت ترمقني من طرف عينها بالكثير من الارتياب والحذر. لكأنها تقول: هذا الشخص مشبوه حتما. إنه منافق حقيقي وربما من شذاذ الآفاق. انتبهي يا بنت. بإمكانكم أن تضموا هذا المقطع - بل والمقال كله - إلى رواية القصيبي الناجحة بلا أي مشكلة. فآخر نظريات النقد الأدبي الحديث تقول لنا بأن القارئ يخلق النص من جديد، يغنيه، يعيد تشكيله، يهلوس نحوه، يزيد من استطالاته.. وليس مجرد متلق سلبي له. والواقع أن «شقة الحرية» مليئة بالحديث عن الحب والبنات وكيف اكتشف الطلبة البحرينيون المرأة في القاهرة لأول مرة مثلما اكتشفناها نحن يوما ما في باريس أو بيزانسون.. أخيرا كمكافأة على تعبكم وجهودكم إليكم هذا المقطع: هُزمت أشعار عنتر رجعت خيل أبي الطيب لم تصهل مع النصر المؤزر وارتمى سيف أبي تمام وارتاع الغضنفر وأنا ما زلت أحدو النوق ما زلت أناجي البيد ما زلت أنادي ربع ليلى وأنا قلت لليلى: سوف أصطاد لك الميراج يا ليلى بخنجر حلو.