[٥] [٦] جاء إضافة المصدر ونسبته للأرض في قوله تعالى: (زِلْزَالَهَا) من باب التّأكيد على هول المشهد، وأنّه هنا على سبيل الاختصاص؛ فهو ليس زلزالاً كالزّلازل المعهودة في أذهان الناس في الدنيا ، حيث يرافق ذلك المشهد ذهول البشر ممّا يحدث للأرض؛ فكأنّهم كالسّكارى من غير سُكْرٍ؛ فلا يدري أحدهم ماذا يفعل، حتى إنّه ليتساءل والحيرة والخوف يغشاه؛ فيقول كما أخبر المولى سبحانه: (وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا). [٧] سورة الزلزلة وسبب نزولها جاء في سبب نزول سورة الزلزلة أنّ الكفار كانوا يُكثرون السّؤال عن يوم الحساب ، وعن موعده، وقد ذكر المولى -عزّ وجلّ- ذلك عنهم؛ فقال: (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ) ، [٨] وقال أيضاً: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ، [٩] فجاءت آيات سورة الزلزلة تكشف لهم علامات ذلك اليوم؛ ليعلموا أنّه من غير الممكن تحديد ذلك اليوم الذي يُعرض الناس فيه على ربهم على وجه التحديد. وقد بين لهم تعالى أنه اليوم الذي يُجازى فيه كلّ أحدٍ بعمله؛ فيعاقب فيه المذنب بذنبه، والمُحسن بإحسانه، وقد جاء في بعض الروايات أنّ المسلمين كانوا يظنّون أنّهم لا يكافؤون على العمل القليل، وظنّ آخرون أنّ الله لا يجازي على الذّنب الصغير؛ فأنزل الله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
الحمد لله. كتابة سورة الزلزلة في إناء بالزعفران ، وكذلك الآيات التي فيها أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في الأرحام ، وكذلك مثل قوله تعالى: " وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه " فصلت: 47 ، وقوله تعالى: " الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار " الرعد: 8. هذه جربت ويصب في الإناء ماء ويحرك حتى يتغير بالزعفران ثم تشربه النفساء ويمسح منه على بطنها ، أو تقرأ هذه الآيات في ماء وتسقى إياه ويمسح به على بطنها أيضا. أو يقرأ على نفس المرأة التي أخذها الطلق ، كل هذا نافع بإذن الله. أما مسألة الدعاء... دعاء المرأة التي تطلق - عند الطلق - فهذا حري بالإجابة لأنه يقع عند الاضطرار وقد قال الله عز وجل: " أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله " النمل: 62. وما أكثر ما يجيب الرب عز وجل الدعاء عند الكربات فيفرجها الله سبحانه وتعالى. والله أعلم.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا الآيات المتعلقة بأحداث يوم القيامة قال -تعالى-: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا* وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا* وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا* يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) ، [١] وفيما يأتي تفسير هذه الآيات: [٢] (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) ؛ أي إذا تحركت الأرض من أسفلها وباطنها حركةً قويةً هائلة، واضطربت اضطراباً عظيماً، دُمِّر كلّ شيءٍ عليها. (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) ؛ أي أنّ الأرض ألقت ما في داخلها من الدفائن وأخرجت من كان فيها من الموتى. (وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا) ؛ أي أنّ كل فرد سيتعجّب ويتساءل عن سبب هذه الزلزلة؛ لشدّة ما يهوله ذلك الموقف. (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا) ؛ أي أنّ الأرض في وقت الزلزلة سيُنطقها الله -تعالى- فتتكلّم وتُخبر عمّا حدث عليها من خيرٍ أو شر. (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) ؛ أيّ أنّ الله -تعالى- هو الذي ألهمها وأذن لها وأمرها بالكلام والشهادة. آيات بعث الناس من قبورهم قال -تعالى-: (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) ؛ [٣] أي في ذلك اليوم المضطرب الذي يعُمّه الخراب والدمار سيقوم الناس ويخرجون من قبورهم ليشهدوا الحساب.