وقيل: مستقيمين منيبين لقبول الهداية. [3] فاجتالتهم؛ أي: استخفُّوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عمَّا كانوا عليه، وجالوا معهم في الباطل. وقال شمر: اجتال الرجل الشيء ذهب به. واجتال أموالهم ساقها وذهب بها. النووي: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، 17/197. [4] فمقتهم: المقت أشد البغض. والمراد بهذا المقت والنظر ما قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم. النووي: المنهاج، 17/197. [5] إلا بقايا من أهل الكتاب: المراد بهم الباقون على التمسُّك بدينهم الحقِّ من غير تبديل. النووي: المنهاج، 17/198. [6] مسلم: كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار، (2865)، والنسائي (8071)، وأحمد (17519). بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وهجرته ووفاته. [7] مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل الجلوس في مصلاه بعد الصبح وفضل المساجد، (670)، والترمذي (2850)، والنسائي (1281)، وأحمد (20876).
[٧] اشتهر العرب بالعديد من الصفات الأخلاقية كالكرم الذي بدت مظاهره في العطاء، وكثرة الذبح، وإكرام الضيف، واتّصفوا كذلك بالشجاعة والإقدام في دفاعهم عن القبيلة وعن النساء والضعفاء، ونجم عن شجاعتهم العديد من الصفات الأخرى؛ كإغاثة الملهوف، والعفو رغم المقدرة، والاعتراف بشجاعة ونُبل الخصم، كما اتّصفوا بالوفاء والبعد عن الغدر والخيانة.
وكانت دعوته صلى الله عليه وسلم كدعوات من سبقه من الأنبياء والمرسلين، متفقة في أصل الدعوة وأساسها: ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف: 59]، ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 25]. بعثه النبي صلي الله عليه وسلم beauty. وأيده ربه -سبحانه وتعالى- بالآيات البينات، والبراهين الواضحات، لكي يدحض شبه المجرمين، ويبطل حيل الكافرين والمبطلين، بل كانت جميع أحواله عليه الصلاة والسلام من أعلام نبوته وصدقه، وجلالته وكماله. فسيرته صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وأقواله وأفعاله من آياته، وشريعته من آياته، وأمته من آياته، ودينهم من آياته وكرامات صالحي أمته من آياته، وذلك يظهر بتدبر سيرته من حيث ولد وبعث إلى أن مات واختار الرفيق الأعلى -عليه الصلاة والسلام-؛ فإنه كان من أشرف أهل الأرض نسباً، من صميم سلالة إبراهيم -عليه السلام- الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، وكان صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس تربية ونشأة، لم يزل معروفاً بالصدق والبر ومكارم الأخلاق، والعدل، وترك الفواحش والظلم وكل وصف مذموم. مشهود له بذلك عند جميع من يعرفه قبل النبوة، ومن آمن به ومن كفر بعد النبوة، ولا يعرف له شيء يُعاب به في أقواله، ولا أفعاله ولا في أخلاقه.
ولا أظن هذا الموقف يحتاج إلى تعليق وإيضاح بل كاف في المراد، وشاف في المقصد والمرام. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد... اللهم انصر دينك وعبادك المؤمنين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين.
استبعد صلى الله عليه وسلم أن يخرجه قومه من بلاده فقال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم أنزل الله تعالى على رسوله بعد أن فتر الوحي مدة: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ [المدثر:1-5].