عباد الله الأولاد هم عدة المستقبل ورجال الغد وهم ثمار القلوب وعماد الظهور وفلذات الأكباد حبهم مغروس في النفوس فالمرء يرى فيهم مستقبله المشرق وامتداده الطبيعي بعد الوفاة وما من أحد من الناس إلا وهو يحب الأبناء ويسأل الله أن يرزقه الذرية الصالحة. وقد أناط الله مسئولية التربية والتوجيه إلى الوالدين وجعل القوامة بيد الأب ليحسن التصرف ويحقق العدل بينهم، والعدل أساس الشرائع السماوية وسبب المصالح الدنيوية تواطأت عليه العقول السليمة والفطر المستقيمة والنفوس السوية حبه مغروس في القلوب به تنشرح الصدور وتزول الهموم أمر الله به في محكم كتابه فقال: [لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ] (الحديد الآية 25). بالعدل قامت السماوات والأرض فهو أساس الاطمئنان ومفتاح السعادة وعلامة الحق والصدق وهو جامع الكلمة ومؤلف القلوب وطارد الظلم به ينصر الضعيف ويقوي جانبه ويهون أمر القوي وينقطع طمعه وقد أعلن ذلك خليفة الرسول صلى الله عليه وسلم الصديق أبو بكر رضي الله عنه فقال: (الضعيف فيكم قوي عندي حتى أخذ الحق له والقوي فيكم ضعيف عندي حتى أخذ الحق منه).
وللمزيد عن كيفية إخراج الزكاة عن السنوات الماضية يمكن مراجعة الفتوى: 121528. وما أشكل عليكم من ذلك، فاسألوا عنه أهل العلم عندكم مشافهة. والله أعلم.
والعدل هو شعار هذه الأمة فهم خيار عدل وسط ليكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليهم شهيداً وهي مأمورة به في سائر شؤونها قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً (] السناء الآية 58). قال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظيِّ رحمهما الله صف لي العدل قال سألت عن عظيم ثم قال كن للصغير أباً وللكبير إبناً وللمثل أخاً وللنساء كذلك وعاقب الناس بقدر ذنوبهم على قدر احتمالهم ولا تضر بن لغضبك سوطاً واحداً فتكون من العادين). والعدل مطلوب حتى مع الأعداء لكي تحفظ الحقوق وتؤدى إلى أصحابها قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً] (النساء الآية 135).
وهكذا من مقتضياتها أن تؤمن بما حرم الله عليك من الشرك والمعاصي، وأن تبتعد عن ذلك وتحذر ذلك. حكم وفاء من نذر ألا يأكل سوى وجبتين في اليوم السؤال: سنعود إلى بقية أسئلة أخينا في حلقات قادمة إن شاء الله تعالى، أما الآن فهذه رسالة المستمعة: (ج. م.
تاريخ النشر: الأربعاء 26 رمضان 1443 هـ - 27-4-2022 م التقييم: رقم الفتوى: 457108 31 0 السؤال أولا وقبل كل شيء أريد أن أشكركم على كل المجهودات التي تقدمونها للمسلمين في موقعكم، وأسأل الله -عز وجل- أن ينفع بكم. سؤالي في موضوع الزكاة: أمي أخبرتني بأن لديها مبلغا من المال لا يعلمه أحد سواها، جَمَعَتْه بنية إعانة العائلة في حالة حدوث مرض، أو جنازة... إلخ. كانت تجمع فيه لسنوات عديدة، منذ أن كنتُ طفلا حتى الآن. وعمري الآن 20 سنة. وللعلم هي طوال هذه السنين ماكثة بالبيت، وليس لها أي مدخول إلا شيء يسير من الأجرة الشهرية الزهيدة لأبي، والحمد لله. وبحكم أنها أمية لا تعرف حتى الحساب، طلبت مني أن أعد لها المبلغ، فوجدت أن مقداره يساوي النصاب + ربع النصاب. مدة الجمع والقصر للمسافر ابن باز للتنمية الأسرية. وهذا بعد حوالي 17 سنة من الجمع، وحرمان نفسها من أبسط الأشياء، وبما أنها أمية أخبرتها أنها عليها أن تزكي من هذا المال، وبينت لها الفرق بين الصدقة والزكاة. بحثت عن كيفية الزكاة في الإنترنت فوجدت فتوى لابن عثيمين وابن باز مفادها أنه يجب على من منع الزكاة في الأعوام الماضية أن يقضي الزكاة على كل تلك الأعوام. فأنا في حيرة من أمري؛ لأن أمي لا تعلم في أي سنة بلغ هذا المال نصاب الزكاة، بل هي لا تعرف حتى مجرد الحساب، فضلا عن الزكاة، وتفاصيلها كما أسلفت الذكر.