سبُّ الذِّمي وسب آلهة المشركين سبُّ الذِّمي: وسب المسلم للذمي معصية؛ وذلك لأن فيه حق الآدمي، فلا بد من الكف عن إيذائه قولًا أو فعلًا بغير حق، وإذا قذف المسلم كافرًا بالزنا، فعليه التعزير؛ (انظر المجموع للنووي: 21/ 241) ، (الموسوعة الفقهية: 24: 141). وفي حديث أخرجه الحاكم والبيهقي عن سعيد بن زيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تؤذوا مسلمًا بشتم كافر))؛ (صحيح الجامع: 7191). عقوبة المسلم إذا قتل ذميا - الإسلام سؤال وجواب. وسبب ورود الحديث: أن عكرمة بن أبي جهل مر بالمدينة، فقيل له: "هذا ابن عدو الله، فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبًا فذكر الحديث. فإذا كان هذا في حق الكافر، فمن له ذمة وعهد من باب أولى ألا يشتم أو يؤذى.
فإذا لقِيتُم أحدَهم في طريقٍ فاضطَرُّوه إلى أضيَقِهِ) ، [٨] وأورد الإمام ابن القيم في كتاب زاد المعاد اختلاف العلماء في ذلك، فبيّن أنّ أكثر العلماء قالوا بعدم جواز البدء بردّ السلام على أهل الكتاب، بينما ذهب علماء آخرون إلى القول بجواز البدء بالسلام على أهل الكتاب، منهم: عبد الله بن عباس ، وأبو أمامة، وابن مُحَيريز، والشافعي في قولٍ له، وذهبت طائفة من العلماء إلى القول بجواز الابتداء بالسلام على أهل الكتاب لتحقيق مصلحة راجحة، كالخوف من أذاه وأفعاله السيئة، أو بسبب القرابة، كما يجوز التهادي بين المسلم واليهودي والنصراني دون أي بأس.
وحكم الآية - كما ذكر العلماء - باقٍ في الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة وقوة وغير خاضع لسلطان الإسلام والمسلمين، وخيف أن يسب الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الله عز وجل - فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك؛ لأنه فعل بمنزلة التحريض على المعصية، وهذا نوع من الموادعة، ودليل على وجوب الحكم بسد الذرائع. وفي الآية أيضًا دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين"؛ (انظر: التفسير المنير، لوهبة الزحيلي: 7/ 327). • قال البيضاوي رحمه الله تعالى: "وفي الآية السابقة دليل على أن الطاعة إذا أدت إلى معصية راجحة، وجب تركها"؛ اهـ.