وقد روى هذا الحديث أيضًا أبو داوود وابنُ ماجه، وصحّحَه شعيب الأرناؤوط، وقد ورد جزء من هذا الحديث في صحيح مسلم، فحديث كل بدعة ضلالة حديث صحيح بقول جمهور الفقهاء من أهل العلم وقد وردَ من أكثر من طريق وفي أكثر من رواية جميعها تؤكدُ صحة هذا الحديث. أحاديث عن البدعة وردَ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدد من الأحاديث التي يحذِّر فيها من شرِّ البدع ومحدثات الأمور، فقد أجمع العلماء على تحريم البدعة لكنهم اختلفوا أحيانًا في بعض الأمور التي اعتبرها البعضُ من البدع، وآخرون لم يعدُّوها من البدع ولم يعتمدوا فقط على حديث كل بدعة ضلالة إنّما استندوا إلى غيره من الأحاديث النبوية، وممّا وردَ من أحاديث عن البدعة ما يأتي: ورد في صحيحي البخاري ومسلم ما روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه، فهو رد". وردَ عن جابر بن عبدالله أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ أتتْكم الساعةُ بغتةً، بُعِثتُ أنا والساعةُ هكذا، صبحَتْكم الساعةُ ومستْكم، أنا أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه، من ترك مالًا فلأهلِه، ومن ترك دَيْنًا أو ضَياعًا فإليَّ وعليَّ، وأنا وليُّ المؤمنين" ، وغيرها من الأحاديث التي تؤكدُ تحريم البدع ومحدثات الأمور التي تؤدي إلى الضلال، والله أعلم.
زاد النسائي بإسناد حسن: وكل ضلالة في النار ، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ، وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ، أي: فهو مردود متفق على صحته، وقال عليه الصلاة والسلام: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد خرجه مسلم في صحيحه. فالواجب على علماء الإسلام أن يوضحوا البدع للناس وأن ينكروها وأن يرشدوا الناس إلى تركها، وهي الإحداث في الدين، وهي أن يشرع الإنسان شيئاً ما شرعه الله، هذا هو البدعة إحداث شيء ما شرعه الله من صلاة أو صوم أو غير ذلك على وجه ما شرعه الله، فهذا يسمى بدعة. كأن يقول مثلاً: أنه يشرع للناس أن يصوموا يوم الجمعة تطوعاً بها، هذا بدعة الرسول ﷺ نهى عن إفرادها بالصوم: نهى أن تفرد الجمعة بالصوم إلا أن يصوم قبلها يوم أو بعدها يوم فالذي يقول: إنها تصام وأنه مشروع قد ابتدع وخالف الأحاديث الصحيحة، أو يقول: أنه يشرع للناس أن يصلوا صلاة ذات ركوعين أو ذات ثلاثة سجودات في الركعة أو ما أشبه ذلك لأن هذا بدعة، إلا ما جاء به النص في صلاة الكسوف فيها ركوعان وفيها ثلاثة ركوعات كما في الأحاديث الصحيحة مع سجدتين في كل ركعة، ولكن إذا قال: يشرع أن يركع ركوعين في الصلاة في كل ركعة غير صلاة الكسوف صار هذا بدعة.
قول النبي صل الله عليه وسلم كل بدعه ضلالة يدل على تحريم البدعة، النبي محمد عليه الصلاة والسلام هو اخر الانبياء والمرسلين وهو النبي الذي ارسله الله سبحانه وتعالى الى الناس جيعا، وميزه الله سبحانه وتعالى بالقران الكريم الذي يعد المعجزة الخالدة في الارض، وجاء عن النبي عليه الصلاة و السلام العديد من الاحاديث الشريفة التي وضح فيها بعض الاحكام لغالبية الامور الحياتية، ويوجد بعض الاشياء التي تعرف بالبدعة وهي منتشرة بشكل كبير في العصور الحالية ويقوم بها الكثير من الناس، فمثلا يعتبر الدوران حول القبور من البدع. يريد الكثير من الناس الوصول الى الحكم الشرعي المناسب للبدعة الا وهي محرمة، والدليل على ان البدعة محرمة ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث (أما بعدُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وإنَّ أفضلَ الهديِ هديُ محمدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ أتتْكم الساعةُ بغتةً) وهذا يدل على ان البدعة محرمة. "وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".. مفهوم البدعة كما لم تسمع من قبل يكشفه د. عمرو خالد. السؤال قول النبي صل الله عليه وسلم كل بدعه ضلالة يدل على تحريم البدعة. الاجابة: العبارة صحيحة
ولا يشك من له علم بالشريعة ، وأحوال الفرق: أن بدعة الرفض المحض ، أو التجهم المحض ، أو نحو ذلك: هي شر من جرائم أصحاب الذنوب ، كشرب الخمر ، ونحو ذلك. كما لا يشك من له عقل ودين: أن كبائر الإثم ، كالزنا ، والسرقة ، ونحو ذلك: شر من كثير من بدع الأعمال ، كالاحتفال بالمولد ، أو الذكر الجماعي ، ونحو ذلك ، ومن الغاية في الرقاعة ، والنطاعة أيضا: أن يظن الظان أن مثل هذه البدع الصغار ، هي شر عند الله ، وأعظم في ميزان الشرع ، مما ذكرنا من المعاصي والفواحش. ثانيا: هجر المبتدع هو صورة من صور النهي عن المنكر ، فيراعى فيه شروطه ؛ لأن المقصود منه إصلاح المجتمع ، فيجب أن يكون على السبيل الذي يحقق هذه النتيجة ، فإذا كان يؤدي إلى زيادة الفساد ، أو لا يوصل إلى الإصلاح المنشود ، بل يزيد الشر ، فلا يشرع في هذه الحالة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " فالهجران: قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة التي هي ظلم وذنب وإثم وفساد. وقد يكون مقصوده فعل حسنة الجهاد والنهي عن المنكر وعقوبة الظالمين لينزجروا ويرتدعوا ، وليقوى الإيمان والعمل الصالح عند أهله ؛ فإن عقوبة الظالم تمنع النفوس عن ظلمه وتحضها على فعل ضد ظلمه: من الإيمان والسنة ونحو ذلك.
ومنها ما هو معصية ، ويُتفق على أنها ليست بكفر ؛ كبدعة التبتل ، والصيام قائما في الشمس ، والخصاء بقصد قطع شهوة الجماع. ومنها ما هو مكروه كما يقول مالك في إتباع رمضان بست من شوال ، وقراءة القرآن بالإدارة ، والاجتماع للدعاء عشية عرفة... وما أشبه ذلك... " انتهى من " الاعتصام " (2 / 353 – 355). وقال رحمه الله تعالى: " وإذا ثبت أن المبتدع آثم ، فليس الإثم الواقع عليه على رتبة واحدة ، بل هو على مراتب مختلفة ، واختلافها يقع من جهات ، بحسب النظر الفقهي. فيختلف من جهة كون صاحبها مدعيا للاجتهاد فيها ، أو مقلدا. أو من جهة وقوعها في الضروريات ، أو الحاجيات ، أو التحسينيات. وكل مرتبة منها لها في نفسها مراتب. ومن جهة كون صاحبها مستترا بها ، أو معلنا. ومن جهة كونه داعيا لها ، أو غير داع لها. ومن جهة كونه ـ مع الدعاء إليها ـ خارجا على غيره أو غير خارج. ومن جهة كون البدعة حقيقية ، أو إضافية. ومن جهة كونها بيّنة أو مشكلة. ومن جهة كونها كفرا أو غير كفر. ومن جهة الإصرار عليها أو عدمه. إلى غير ذلك من الوجوه التي يقطع معها بالتفاوت في عظم الإثم ، وعدمه ، أو يغلب على الظن " انتهى من " الإعتصام " (1 / 286). فالحاصل ؛ أن البدع كلها ضلال وصاحبها متوعد بالنار وصغيرها قد يجر إلى كبيرها ، هذا من حيث العموم.
وأما النصب فقد يجوز فيه من وجهين: أحدهما: الذم, والآخرُ: القطع من " الهاء والميم " اللتين في " تركهم ", أو من ذكرهم في لا يُبْصِرُونَ. وقد بيّنا القولَ الذي هو أولى بالصواب في تأويل ذلك. والقراءةُ التي هي القراءةُ، الرفعُ دُون النصب (21). لأنه ليس لأحد خلافُ رسوم مَصَاحف المسلمين. وإذا قُرئ نصبًا كانتْ قراءةً مخالفة رسم مصاحفهم. صم بكم عمي فهم لا يرجعون دعای زبان بند. قال أبو جعفر: وهذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن المنافقين: أنهم باشترائهم الضلالة بالهدى لم يكونوا للهدى والحقّ مهتدين, بل هم صُمٌّ عنهما فلا يسمعونهما، لغلبة خِذلان الله عليهم, بُكمٌ عن القيل بهما فلا ينطقون بهما - والبُكم: الخُرْسُ, وهو جِماعُ أبكم - عُميٌ عن أن يبصرُوهما فيعقلوهما، لأن الله قد طبع على قلوبهم بنفاقهم فلا يهتدون. وبمثل ما قلنا في ذلك قال علماء أهل التأويل: 398- حدثنا محمد بن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: " صمٌّ بكم عُميٌ" ، عن الخير. 399- حدثني المثنى بن إبراهيم, قال: حدثنا عبد الله بن صالح, قال: حدّثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس: " صم بكم عُمي" ، يقول: لا يسمعون الهدى ولا يُبصرونه ولا يعقلونه.
ومعاقد الأزر: حيث يعقد لئلا تسقط. وكنت بذلك عن عفتهم وطهارتهم، لا يقربون فاحشة فيحلون معاقد الأزر. ]] فيروي:"النازلون" و"النازلين"، وكذلك"الطيِّبون" و"الطيِّبين"، على ما وصفتُ من المدح. والوجهُ الآخر: على نية التكرير من"أولئك"، فيكون المعني حينئذ: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين، أولئك صُمٌّ بكم عمي فهم لا يرجعون. وأمَّا أحد وَجهي النصب: فأن يكون قَطعًا مما في"مهتدين" من ذكر"أولئك" [[قطعا: أي حالا، وانظر ما سلف: ٢٣٠ تعليق: ٤. ]] ، لأن الذي فيه من ذكرهم معرفة، والصم نكرة. والآخر: أن يكون قطعا من"الذين"، لأن"الذين" معرفة و"الصم" نكرة [[قطعا: أي حالا، وانظر ما سلف: ٢٣٠ تعليق: ٤. ]]. وقد يجوز النصبُ فيه أيضًا على وجه الذم، فيكون ذلك وجهًا من النصب ثالثًا. فأما على تأويل ما روينا عن ابن عباس من غير وَجه رواية علي بن أبي طلحة عنه، فإنه لا يجوز فيه الرفع إلا من وجه واحد، وهو الاستئناف. تفسير القرآن.. ما قاله القرطبى فى "صم بكم عمى فهم لا يرجعون" - اليوم السابع. وأما النصب فقد يجوز فيه من وجهين: أحدهما: الذم، والآخرُ: القطع من"الهاء والميم" اللتين في"تركهم"، أو من ذكرهم في"لا يبصرون". وقد بيّنا القولَ الذي هو أولى بالصواب في تأويل ذلك.
الإعراب: (أو) حرف عطف، (كصيّب) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم، وفي الكلام حذف مضاف أي مثلهم كأصحاب صيّب. (من السماء) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف نعت ل (صيّب) (في) حرف جرّ والهاء ضمير متّصل في محلّ جرّ بحرف الجرّ متعلّق بمحذوف خبر مقدّم. (ظلمات) مبتدأ مؤخّر مرفوع والواو عاطفة في الموضعين المتتابعين (رعد، برق) اسمان معطوفان على ظلمات مرفوعان مثله. (يجعلون) فعل مضارع مرفوع والواو فاعل. (أصابع) مفعول به منصوب و(هم) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه (في آذان) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) بتضمينه معنى يضعون و(هم) مضاف إليه (من الصواعق) جارّ ومجرور متعلّق ب (يجعلون) و(من) سببيّة. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - القول في تأويل قوله تعالى " صم بكم عمي فهم لا يرجعون "- الجزء رقم1. (حذر) مفعول لأجله منصوب (الموت) مضاف إليه مجرور. الواو استئنافيّة أو اعتراضيّة (اللّه) لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع (محيط) خبر مرفوع (بالكافرين) جارّ ومجرور متعلّق ب (محيط) وعلامة الجرّ الياء والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد. جملة: مثلهم (كصيّب) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة في الآية 17. وجملة: (فيه ظلمات) في محلّ جرّ نعت ثان ل (صيّب). وجملة: (يجعلون... ) لا محلّ لها استئنافيّة بيانية. وجملة: (اللّه محيط بالكافرين) لا محلّ لها استئنافية أو اعتراضيّة.
* ذكر من قال ذلك: 402- حدثنا بشر بن مُعاذ, قال: حدثنا يزيد بن زُرَيع, عن سعيد, عن قتادة: " فهم لا يَرجعون " ، أي: لا يتوبون ولا يذَّكَّرون. 403- وحدثني موسى بن هارون, قال: حدثنا عمرو بن حماد, قال: حدثنا أسباط, عن السُّدّيّ في خبر ذكره, عن أبي مالك, وعن أبي صالح, عن ابن عباس - وعن مُرَّة, عن ابن مسعود, وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " فهم لا يَرْجعون ": فهم لا يرجعون إلى الإسلام. وقد رُوي عن ابن عباس قولٌ يخالف معناه معنى هذا الخبر، وهو ما:- 404- حدثنا به ابن حميد, قال: حدثنا سلمة, عن محمد بن إسحاق, عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت, عن عكرمة, أو عن سعيد بن جبير, عن ابن عباس: " فهم لا يَرْجعون " ، أي: فلا يرجعون إلى الهدَى ولا إلى خير, فلا يصيبون نَجاةً مَا كانوا على مَا هم عليه (24). وهذا تأويلٌ ظاهرُ التلاوة بخلافه. وذَلك أن الله جلّ ثناؤه أخبرَ عن القوم أنهم لا يَرجعون -عن اشترائهم الضلالة بالهدى- إلى ابتغاء الهدى وإبصار الحق، من غير حَصْرٍ منه جلّ ذكره ذلك من حالهم على وقت دون وقت (25) وحال دون حال. صم بكم عمي فهم لا يرجعون آیه. وهذا الخبر الذي ذكرناه عن ابن عباس، يُنبئ أنّ ذلك من صفتهم محصورٌ على وقت (26) وهو ما كانوا على أمرهم مقيمين, وأنّ لهم السبيلَ إلى الرجوع ص [ 1-333] عنه.