قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ، وصححه الألباني. فراجعيه فإنه فريد في بابه، والكتاب متوفر على الشبكة، والمكتبة الشاملة، وغيرها. وكذا كتاب: " الكلمة المقدسة " للشيخ محمد إسماعيل السكندري -حفظه الله- رزقنا الله وإياكم الحياة والممات على الشهادة. والله أعلم.
والتوحيد الذي تعبر عنه كلمة "لا إله إلا الله" ـ بمعانيها وشروطها ـ هو أول وأعظم واجب على العباد، وهو أوَّل ما ندعو الناس إليه، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا مُعاذ ، أتَدْرِي ماحَقُّ اللَّه على العِباد ؟ قال: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلم، قال: أنْ يَعْبُدُوه ولا يُشْرِكُوا به شيئا) رواه البخاري. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: (لَمَّا بَعَثَ النبيُّ صلي الله عليه وسلم مُعَاذ بن جبَلٍ إلى نَحْوِ أهْلِ اليمن قال له: إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَاب، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تعالى، فإذا عرفوا ذلك، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّه قدْ فرَضَ عليهم خمس صلواتٍ في يومهم وليْلتهم) رواه البخاري. من ثمرات وفضائل التوحيد؟! | كل شي. وتوحيد الله عز وجل هو أعظم المأمورات التي أمر الله بها، والشرك بالله هو أعظم المنهيات التي نهى الله عنها، قال الله تعالى: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}(النحل:36). قال السعدي: "يخبر تعالى أن حجته قامت على جميع الأمم، وأنه ما من أمة متقدمة أو متأخرة إلا وبعث الله فيها رسولا وكلهم متفقون على دعوة واحدة ودين واحد، وهو عبادة الله وحده لا شريك له".
إن التوحيد هي الفطرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى للعباد، فقد قال الله تعالى في سورة الروم آية 30: "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ". من أجل التوحيد أخذ الله سبحانه وتعالى الميثاق على بني آدم حيث أنه قد استخرج ذرية سيدنا آدم من أصلابهم وأن يكونوا شاهدين على أنفسهم وأن يعبدوا الله الواحد الأحد. التوحيد من أجله أرسل الله الرسل حيث أن أدلة العقل جميعها تشهد أنه لا شريك له، فيكون هذا الدليل إما معقول أو منقول، وقال قتادة: "لم يُرْسَل نبيٌّ إلا بالتوحيد، والشرائع مختلفة في التوراة والإنجيل والقرآن، وكلُّ ذلك على الإخلاص والتوحيد". من أجل التوحيد تم نزول الكتب السماوية، فقد جاء في القرآن الكريم: "الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ"، وإن هذه الآية تشير إلى الحكمة العظمى التي من أجلها نزل القرآن الكريم ألا هي عبادة الله وحده ولا يُشرك به في عبادته شيء.
رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر"، متفق عليه. فيحرم على المسلم التكلم بكلام يؤذي المسلمين ويكون فيه الشتم والسباب، حسب ما ورد في السنة النبوية الشريفة ولقوله تعالى في سورة الأحزاب آية 58: " وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ". [4] معنى الطعان واللعان والفاحش البذيء إن كلمات الطعان واللعان والفاحش البذيء قد وردت في الحديث الشريف الذي تم شرحه سابقاً في هذا المقال شرحاً وافياً، ولكن الآن سنسلط الضوء على معاني لغوية لهذه الكلمات ومعانيها كالتالي: معنى كلمة "الطعان" وهو الشخص الذي يتصف بكثرة السب والعيب للناس. شرح وترجمة حديث: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء - موسوعة الأحاديث النبوية. معنى كلمة "اللعان" وهو الشخص الذي يلعن الناس، واللعان هي صفة مبالغة والمقصود هنا بأنه الشخص كثير اللعن. معنى كلمة "الفاحش" وهو الشخص الذي يأتي السيء في القول أو في الفعل. معنى كلمة "البذيء" وهي من البذاءة أي الكلام القبيح وبذاءة اللسان، بالإضافة إلى السفه والفحش حتى لو كان صادقاً. معنى "ليس المؤمن" أي الكامل في الإيمان. وإن الفوائد التي نجنيها من هذا الحديث الشريف هي كالتالي: إن الميزان الحقيقي هو الذي يزن أعمال العبد يوم القيامة.
الحديث الأول: عن ابن مسعود مرفوعًا: «ما من شيء في الميزان أثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ. وإن الله يُبْغِض الفاحش البَذِيء». الحديث الثاني: عن أبي الدرداء مرفوعًا: «ليس المؤمن بِالطَّعَّان، ولا اللَّعَّان، ولا الفاحش، ولا البَذِيء». [ الحديث الأول: صحيح الحديث الثاني: صحيح] - [الحديث الأول رواه أبو داود والترمذي لكنه عند أبي داود مختصرًا. والحديث الثاني رواه الترمذي وأحمد. ذم الفحش والبذاءة في السنة النبوية - موسوعة الأخلاق - الدرر السنية. ] الشرح الحديث الأول: في الحديث فضيلة حسن الخلق، وهو كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه، وأنه ليس هناك في الأعمال أعظم ثقلًا في ميزان العبد يوم القيامة. وأن الله -تعالى- يبغض من كان بهذا الوصف السيء، وهو أن يكون فاحش القول بذيء الكلام. الحديث الثاني: فيه أنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان أن يكون كثير القدح والعيب والوقوع في أعراض الناس، وليس من صفاته أن يكون كثير الشتم واللعن، فلا يكون طعاناً يطعن في الناس بأنسابهم أو بأعراضهم أو بشكلهم وهيئاتهم أو بآمالهم؛ بل إن قوة إيمانه تحمله على التحلي بمكارم الأخلاق، والبعد عن سيئها. الترجمة: الإنجليزية الفرنسية الإسبانية التركية الأوردية الإندونيسية البوسنية الروسية الصينية الفارسية الهندية السنهالية الكردية الهوسا البرتغالية عرض الترجمات
كيف بحال مَن أصبح اللعن في لسانه أكثر من السلام؟! بل بلغ الحال ببعضهم أن يخاطب ابنه بلعن مَن أنجبه، أي يلعن نفسه والعياذ بالله! فيا لها من حال مزرية وحال سيئة والعياذ بالله!! ولهذا ينبغي على المسلم وقد سمع هذه الأحاديث -ولها نظائر كثيرة- أن يتقي الله في نفسه، وأن يصون لسانه، وأن يحذر من مثل هذه الأوصاف، وأن يتقي الله -تبارك وتعالى-، وأن يتمهل، وأن يترفَّق، وأن يبتعد عن مثل هذه الأوصاف بأن يربأ بنفسه عنها، وأن يصون لسانه من الوقوع فيها؛ حفظًا لإيمانه، وتحقيقًا لتقواه لربه -جل وعلا-. حديث ليس المؤمن بالطعان. وقد تقدّم معنا قول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: " لَيْسَ المؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلا اللَّعَّانِ وَلا الفَاحِشِ وَلا البَذِيءِ "؛ لأن ذلك مما يتنافى مع كمال الإيمان الواجب. ألا فلنتق الله -عز وجل-، ولنحرص على صيانة ألسنتنا وحفظ منطقنا، فإن العبد يُسأل يوم القيامة عما يقول، وكلامه في جملة عمله الذي يحاسبه الله عليه يوم القيامة. وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا".
إن الله عز وجل يبغض الفاحشة. يوضح رسولنا الكريم في هذا الحديث الشريف أنه على المؤمن أن يبتعد عن الخصال القبيحة وينهى رسولنا عن الاتصاف بهذه الخصال، لأنها ليست من صفات المؤمن الكامل الإيمان. نلتمس فضيلة حسن الخلق حيث أنه يكسب صاحبه محبة الله عز وجل له ومحبة عباده بالإضافة إلى أنه يعتبر من أفضل الأعمال التي توزن يم القيامة.
أما بعد: أيها المؤمنون.. عباد الله: اتقوا الله -تعالى-. عباد الله: وتأملوا في المقام الذي مضى الحديث عنه ألا وهو الحذر من الطعن واللعن، تأملوا في هذا المقام ما رواه الإمام البخاري في كتابه الصحيح من حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: إنَّ اليَهُودَ أَتَوا النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكَ. بحذف اللام، والسام: هو الموت، فقال النبي -عليه الصلاة والسلام-: "وَعَلَيْكُمْ"، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: السَّامُ عَلَيْكُمْ، وَلَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " مَهْلا يَا عَائِشَةُ! عَلَيْكِ بِالرِّفْقِ، وَإِيَّاكِ وَالعُنْفَ أَوِ الفُحْشَ! " ، قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا؟! قَالَ: " أَوَلَمْ تَسْمَعِي مَا قُلْتُ؟! رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيُسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِيَّ ". ليس المومن بالطعان و لا. الله أكبر! قالت عائشة في هذا المقام في شأن هؤلاء اليهود الذين قالوا تلك الكلمة الشنيعة في حق رسول الله، قالت -رضي الله عنها- من شدة غضبها: لَعَنَكُمُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْكُمْ. فقال: " مَهْلاً يَا عَائِشَةُ "، أي: تمهلي، وأمَرَها بالرفق، وحذَّرها من العنف، ونهاها عنه -صلوات الله وسلامه عليه-؛ فإذا كان قد قال نبينا -عليه الصلاة والسلام- ذلك في مثل هذا المقام ناهيًا ومحذرًا؛ فكيف الحال -أيها المؤمنون- بمن يكثر اللعن لأبنائه وإخوانه وزملائه من المسلمين والمسلمات؟!
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين، اللهم إنا نسألك غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحًّا طبقًا، نافعًا غير ضار، عاجلاً غير آجل، اللهم أغِث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللهم أغثنا! اللهم أغثنا! اللهم أغثنا!! اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم هذه أيدينا إليك مُدَّت ودعواتنا إليك رُفعت اللهم فلا تردنا خائبين، اللهم أجب دعوتنا وأعطنا سؤلنا يا رب العالمين. ربنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان. عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.