12 - زيادة الاجتهاد في العشر الأواخر: في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره). هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإفطار - مجلة أوراق. 13 - الحث على الحفاظ على الصيام من كل ما يخدشه: في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه). أسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً واحتساباً، وأن يجعلنا من المقبولين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا سنن النبي في إفطار رمضان إنَّ اتِّباع سُنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي السبيل الوحيد لنيل شفاعته، والشرب من حوضه يوم القيامة شربةً لا نظمأ بعدها، فقد يُردُّ أُناس عن حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة وذلك لتبديلهم بسُّنة النبي -عليه الصلاة والسلام-. تقول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ: وَهو بيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ إنِّي علَى الحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَن يَرِدُ عَلَيَّ مِنكُمْ، فَوَاللَّهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ، فَلأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي، فيَقولُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما عَمِلُوا بَعْدَكَ، ما زَالُوا يَرْجِعُونَ علَى أَعْقَابِهِمْ). [١] ومن سنن النبي -عليه الصلاة والسلام- التي يُحبَّذُ اتِّباعُها سُننُه في إفطاره، وهي كما يأتي: الإكثار من الدعاء عند الإفطار قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاثة لا تردُّ دعوتُهم.. والصَّائمُ حتَّى يفطرَ، ودعوةُ المظلومِ) ، [٢] فعلى الصائم أن يغتنم هذا الوقت بالاستغفار والانكسار للواحد القهَّار والإلحاح عليه بالدعاء؛ لتستجاب دعوته، فهذا وعدٌ من الله -تعالى- لإجابة دعائه، وكما ورد أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أفطر قال: (ذهب الظمأُ وابتلَّتِ العروقُ، وثبَت الأجرُ إن شاء اللهُ).
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن باز. الشيخ عبد العزيز آلا الشيخ. الشيخ عبد الله بن غديان. الشيخ صالح الفوزان. الشيخ بكر أبو زيد. "فتاوى اللجنة الدائمة – المجموعة الثانية" (9/32) ⬅️ أنه لم يكن يملأ بطنه بالطعام والشراب إذا أكل وشرب: قال رَسول اللهِ ﷺ: "ما ملَأ آدمي وعاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ". صحيح الترمذي
الغَرَض الذي سِيقَتْ له هذه الآيات: بيان أفعال الخير المورثة للفردوس. مناسبتها لما قبلها: أنه لما أمر في ختام السورة السابقة ببعض أفعال الخير المورثة للفلاح - وعلى رأسها الصلاة - ذكر في أول هذه السورة أفعال الخير المورثة للفردوس وبدأها بالصلاة، فقال: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾. و﴿ قَدْ ﴾ في قوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ للتحقيق وإفادة ثبوت ما كان يتوقع ثبوته من قبل. ومعنى ﴿ أَفْلَحَ ﴾ فاز ونجا وسلم. ومعنى: ﴿ خَاشِعُونَ ﴾؛ أي: متواضعون خائفون ساكنون، غاضُّو الأبصار، واجفو القلوب. وقوله: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾؛ أي: والذين هم مُنصرفون عما لا يجلب لهم خيرًا في دينهم أو دنياهم، واللغو: الباطل. قال بعض العلماء: وهو يشمل الشرك. وقال بعضهم: المراد باللغو هنا المعاصي. تفسير سورة المؤمنون – e3arabi – إي عربي. وقال آخرون: المراد باللغو هنا كل ما كان حرامًا أو مكروهًا أو مباحًا لم تدع إليه ضرورة ولا حاجة من الكلام وغيره؛ كاللعب والهزل وما يُخل بالمروءة. وقد اختلف العلماء في معنى قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ﴾: فذكر أكثر أهل العلم أن المراد بالزكاة هنا زكاة المال، وإن كانت هذه الآية مكية، وإنما فرضت الزكاة بالمدينة في سنة اثنتين من الهجرة، لكن هؤلاء الأكثرين يقولون: إن أصل الزكاة كان واجبًا بمكة قبل الهجرة، بدليل قوله تعالى في سورة الأنعام - وهي مكية -: ﴿ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ ﴾ [الأنعام: 141]، فالذي فرض بالمدينة هي الزكاة ذات الأنصبة والمقادير الخاصة.
وقوله: ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) يقول تعالى ذكره: الذين هم في صلاتهم إذا قاموا فيها خاشعون ، وخشوعهم فيها تذللهم لله فيها بطاعته ، وقيامهم فيها بما أمرهم بالقيام به فيها. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة المؤمنون - القول في تأويل قوله تعالى " قد أفلح المؤمنون "- الجزء رقم19. وقيل إنها نزلت من أجل أن القوم كانوا يرفعون أبصارهم فيها إلى السماء قبل نزولها ، فنهوا بهذه الآية عن ذلك. [ ص: 8] ذكر الرواية بذلك: حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا المعتمر بن سليمان ، قال: سمعت خالدا ، عن محمد بن سيرين ، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى نظر إلى السماء ، فأنزلت هذه الآية: ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) قال: فجعل بعد ذلك وجهه حيث يسجد ". حدثنا ابن حميد ، قال: ثنا هارون بن المغيرة عن أبي جعفر ، عن الحجاج الصواف ، عن ابن سيرين ، قال: " كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أبصارهم في الصلاة إلى السماء ، حتى نزلت: ( قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) فقالوا بعد ذلك برءوسهم هكذا ". حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال: ثنا ابن علية ، قال: أخبرنا أيوب ، عن محمد ، قال: " نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى رفع بصره إلى السماء ، فنزلت آية إن لم تكن ( الذين هم في صلاتهم خاشعون) فلا أدري أية آية هي ، قال: فطأطأ.
قال السعدي في تفسيره: هذا تنويه من الله، بذكر عباده المؤمنين، وذكر فلاحهم وسعادتهم، وبأي: شيء وصلوا إلى ذلك، وفي ضمن ذلك، الحث على الاتصاف بصفاتهم، والترغيب فيها.
وقال بعض أهل العلم: المراد بالزكاة هنا زكاة النفس من الشرك والدنس؛ كقوله تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10]، وكقوله تعالى: ﴿ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ * الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ﴾ [فصلت: 6، 7؛ على أحد القولين في تفسيرها. قال ابنُ كثير رحمه الله: وقد يحتمل أن يكون كلا الأمرين مرادًا، وهو زكاة النفوس وزكاة الأموال، فإنه مِن جملة زكاة النفوس، والمؤمن الكامل هو الذي يفعل هذا وهذا. قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ﴾؛ أي: والذين هم صائنون لفروجهم عن كل محرم، ولا يتناولون بها إلا ما أذن الله لهم فيه من زوجة أو سرية؛ إذ قد أبيح لهم التمتع بأزواجهم وسراريهم. فمن تناول بفرجه غير زوج أو سرية وطلب منكحًا خلاف ذلك، فأولئك هم المتجاوزون الحد، المستحقون للعقوبة. وقوله: ﴿ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾ لا يشمل تمتع المرأة بمملوكها بالإجماع. الذين هم في صلاتهم خاشعون (الخشوع في الصلاة) - ملتقى الخطباء. وقد ذكر ابن جرير رحمه الله - بسند غريب منقطع من طريق قتادة - أن امرأة اتخذت مملوكها، وقالت: تأولت آية من كتاب الله: ﴿ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ ﴾، فأتى بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال له ناسٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: تأولت آية من كتاب الله عز وجل على غير وجهها، قال: فضرب عمر العبد وجزَّ رأسه، وقال للمرأة: أنت بعده حرام على كل مسلم.
ومنها: الاجتهاد بدفع الخواطر النفسية، والبعد عن الصوارف الشاغلة. وهذه الصوارف والشواغل عند أهل العلم نوعان: صوارف ظاهرة وهي ما يشغل السمع والبصر، وهذه تعالَج باقتراب المصلي من سترته وقبلته ونظره إلى موضع سجوده، والابتعاد عن المواقع المزخرفة والمنقوشة، والنبي -صلى الله عليه وسلم- لما صلى في خميصة لها أعلام وخطوط نزعها وقال: " إنها ألهتني آنفاً عن صلاتي " متفق عليه من حديث عائشة. والنوع الثاني: صوراف باطنة من تشعب الفكر في هموم الدنيا وانشغال الذهن بأودية الحياة، ومعالجة ذلك بشدة والتفكر والتدبر لما يَقرأ ويَذكر ويُناجي. ومما يعين على حضور القلب، وصدق التخشع؛ تعظيم المولى جل وعلا في القلب، وهيبته في النفس، ولا يكون ذلك إلا بالمعرفة الحقة بالله عزَّ شأنه، ومعرفة حقارة النفس وقلة حيلتها، وحينئذٍ تتولد الاستكانة والخشوع والذل والإنابة. أمرٌ آخر -أيها الإخوة- يحسن التنبيه إليه، وهو دال على نوع من الانصراف والتشاغل، مع ما جاء من عظم الوعيد عليه، وخطر التهاون فيه، ذلكم هو مسابقة الإمام في الصلاة، فما جعل الإمام إلا ليؤتم به، فلا تتقدموا عليه، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: " أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار " متفق عليه من حديث أبي هريرة.
وقيل: المعنى: إلا والين على أزواجهم وقوامين عليهم ، من قولهم كان فلان على فلانة فمات عنها فخلف عليها فلان. والمعنى: أنهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلا في حال تزوجهم أو تسريهم ، وجملة أو ما ملكت أيمانهم في محل جر عطفا على أزواجهم ، وما مصدرية ، والمراد بذلك الإماء ، وعبر عنهن بما التي لغير العقلاء ؛ لأنه اجتمع فيهن الأنوثة المنبثة عن قصور العقل وجواز البيع والشراء فيهن كسائر السلع ، فأجراهن بهذين الأمرين مجرى غير العقلاء ، وجملة فإنهم غير ملومين تعليل لما تقدم مما لا يجب عليهم حفظ فروجهم منه. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون الإشارة إلى الزوجات وملك اليمين ، ومعنى العادون: المجاوزون إلى ما لا يحل لهم ، فسمى سبحانه من نكح ما لا يحل عاديا ، ووراء هنا بمعنى سوى وهو مفعول ابتغى. قال الزجاج أي: فمن ابتغى ما بعد ذلك ، فمفعول الابتغاء محذوف ، ووراء ظرف. وقد دلت هذه الآية على تحريم نكاح المتعة ، واستدل بها بعض أهل العلم على تحريم الاستمناء لأنه من الوراء لما ذكر ، وقد جمعنا في ذلك رسالة سميناها ( بلوغ المنى في حكم الاستمنا) ، وذكرنا فيها أدلة المنع والجواز وترجيح الراجح منهما. والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون [ ص: 978] قرأ الجمهور ( لأماناتهم) بالجمع.
وقال الإمام أحمد: حدثنا وكيع ، حدثنا مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن رجل من أسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا بلال ، أرحنا بالصلاة ". وقال الإمام أحمد أيضا; حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا إسرائيل ، عن عثمان بن المغيرة ، عن سالم بن أبي الجعد ، أن محمد بن الحنفية قال: دخلت مع أبي على صهر لنا من الأنصار ، فحضرت الصلاة ، فقال: يا جارية ، ائتني بوضوء لعلي أصلي فأستريح. فرآنا أنكرنا عليه ذلك ، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قم يا بلال ، فأرحنا بالصلاة ".