ففعلتُ وتركتُ، ثم عاودت مرة أخرى في تأويل أرتني فيه نفسي الجواز ـ و إن كان الأمر يحتمل ـ فلما وافقتها أثّر ذلك ظلمه في قلبي؛ لخوفي أن يكون الأمر محرماً، فرأيت أنها تارةً تقوى عليّ بالترخص والتأويل، وتارةً أقوى عليها بالمجاهدة والامتناع، فإذا ترخصتُ لم آمن أن يكون ذلك الأمر محظوراً، ثم أرى عاجلاً تأثير ذلك الفعل في القلب، فلما لم آمن عليها بالتأويل،... إلى أن قال رحمه الله: فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن، وترك الترخص فيما يجوز إذا كان حاملاً ومؤدياً إلى ما لا يجوز "(2) انتهى كلامه رحمه الله. 2 ـ ومن مجالات تفعيل هذه القاعدة ـ في مجال التعامل مع النفس ـ: أ ـ أن مِنَ الناس مَنْ شُغف ـ عياذاً بالله ـ بتتبع أخطاء الناس وعيوبهم، مع غفلة عن عيوب نفسه، كما قال قتادة: ـ في تفسيره لهذه الآية ـ: {بل الإنسان على نفسه بصيرة} قال: إذا شئت والله رأيته بصيراً بعيوب الناس وذنوبهم، غافلاً عن ذنوبه(3)، وهذا ـ بلا ريب ـ من علامات الخذلان، كما قال بكر بن عبدالله المزني: إذا رأيتم الرجل موكلاً بعيوب الناس، ناسيا لعيبه، فاعلموا أنه قد مُكِرَ بِهِ. بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ. ويقول الشافعي:: بلغني أن عبدالملك بن مروان قال للحجاج بن يوسف: ما من أحد إلا وهو عارف بعيوب نفسه، فعب نفسك ولا تخبىء منها شيئاً(4)، ولهذا يقول أحد السلف: أنفع الصدق أن تقر لله بعيوب نفسك (5).
ولا قصاص عندهم في التخنيق والتغريق، [ يعني إن قام أحد بتعمد إغراقك في النيل أو خنقك فكتم أنفاسك] فلا حق لورثتك في القصاص……. ص418؛ هل تعلم لماذا، لأن الخنق والغرق مما لا يَقْتُل في العادة، فالقتل عندهم يتم بالسيف والخنجر وما يتم القطع به فقط….. أرأيتم المهزلة الفقهية؟…. هل انتبهتم لها؟. لا يسأل من اقتص لنفسه في جرح فمات الجاني من النزف فلا يسأل عن موته، ….. فهل من التقوى ترك الرجل المقطوع ينزف حتى يموت؟، ثم ينتهي السادة الأئمة بأنه لا شيء على القاطع لأنه كان يقتص لنفسه!!! ؟. إن هذا هو العار بعينه بينما تعتبرونه أنتم بأنه فقه الأئمة مما يستحيل أن يصدر عن عاقل فما بالك بإمام. هذا إلى غير العار في تفسيرهم لمدلولات آيات كتاب الله، بل أرى بأن من تفسيراتهم ما هو عين الضياع والضلال والإضلال مما لا يتسع له المقام. ويرى السادة الشافعية في فقههم المعتبر عندكم والذي يتم تدريسه بالأزهر حاليا بأنه يجوز لك أن تقتل بغير إذن الحاكم الفئات التالية: …………….. الزاني المحصن …………….. من لك عليه قصاص ……………. المرتد ……………المحارب ……………تارك الصلاة ولك كامل الحق أن تأكل جثته إن كنت جوعانا ولم تجد ما تأكله بشرط أن تأكله نيئا ولا تطبخه لما في ذلك من هتك حرمته ولك الحق في أن تدعو الآخرين لهذه الوليمة.
ج- ومن دلالات هذه القاعدة الشريفة: أن يسعى المرء إلى التفتيش عن عيوبه، وأن يسعى في التخلص منها قدر الطاقة، فإن هذا نوع من جهاد النفس المحمود، وأن لا يركن الإنسان إلى ما فيه من عيوب أو أخطاء، بحجة أنه نشأ على هذا الخلق أو ذاك، أو اعتاد عليه، فإنه لا أحد من الناس أعلم منك بنفسك وعيوبها وأخطائها وذنوبها، وما تسره من أخلاق، أو تضمره من خفايا النوايا. وإليك هذا النموذج المشرق من حياة العلامة ابن حزم: حيث يقول في تقرير هذا المعنى: "كانت فيَّ عيوب، فلم أزل بالرياضة واطلاعي على ما قالت الأنبياء صلوات الله عليهم، والأفاضل من الحكماء المتأخرين والمتقدمين في الأخلاق وفي آداب النفس أعاني مداواتها، حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنّه، وتمام العدل ورياضة النفس والتصرف بأزمة الحقائق هو الإقرار بها، ليتعظ بذلك متعظ يوماً إن شاء الله"، ثم ساق الإمام ابن حزم جملة من العيوب التي كانت فيه، وكيف حاول التغلب عليها، ومقدار ما نجح فيه نجاحاً تاماً، وما نجح فيه نجاحاً نسبياً [رسائل ابن حزم:1/354]. د- ومن مواطن استفادة المؤمن من هذه القاعدة: أن الإنسان ما دام يدرك أنه أعلم بنفسه من غيره، وجب عليه أن يتفطن أن الناس قد يمدحونه في يومٍ من الأيام، بل قد يُفرطون في ذلك، وفي المقابل قد يسمع يوماً من الأيام من يضع من قدره بمنسم الافتراء، أو يخفض من شأنه، وربما ضُرِّس بأنياب الظلم والبغي، فمن عرف نفسه لم يغتر بمدحه بما ليس فيه، ولم يتضرر بقدحه بما ليس فيه، بل يفيد من ذلك بتصحيح ما فيه من أخطاء وزلات، ويسعى لتكميل نفسه بأنواع الكمالات البشرية قدر المستطاع.
- المراهقة وقلق الشيخوخة: يمكن أن نطلق على المراهقة في مرحلة الشيخوخة أنها مرحلة المراهقة المتأخرة. تمر مرحلة المراهقة في الشيخوخة بشكل طبيعي لدى أغلبية الأشخاص، وقد تكون صورة من صور المراهقة الحقيقية. بل وينتاب بعض الرجال القلق على قدرتهم الجنسية وممارسة الاتصال الجنسي، ويتزايد هذا القلق لوجود فترات متباعدة بين ممارسة الاتصال الجنسي والآخر. لكن الشيء الذي لا يعرفه الكثير من الرجال أن الرغبة الجنسية تقل بعد سن الخمسين لكن بدون تأثر القدرة الجنسية والتي تستمر إلى ما بعد الستين فهناك فارق كبير بين الرغبة الجنسية والقدرة الجنسية.. أي أن عدد مرات ممارسة الاتصال الجنسي تقل ولكن الجماع يكون ناجحاً. ويتولد الإحساس بالضعف الجنسي عند الرجل عندما يُحاول تجاوز احتياجات جسده الجنسية، لأن احترام الرغبة الجنسية لا يُشعر صاحبه بالضعف مهما كان عمره. ومن هنا يتجه تفكير بعض الرجال في الارتباط بفتاة صغيرة في السن لاعتقاده أن زوجته لم تعد تثيره، وأنها هي المتسببة في الضعف الذي انتابه كما يعتقد. جريدة الرياض | خصوبة الرجال تقل بعد سن (53). ويوجد إناس آخرون تنتابهم رغبة عارمة في الجنس لا تتناسب مع مرحلتهم العمرية، وخاصة ممن يعانون من تضخم في البروستاتة.. وهنا تتوافر الرغبة لكن بدون قدرة جنسية.
كشف بحث جديد أشرف عليه باحثون أمريكيون أن أفضل سن لممارسة الجنس هو بعد الوصول إلى الستين. ووفقاً لموقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، قال الطبيب المعالج "مادلين كاستلانوس"، إن الحب هو أكثر إشباعا للرجل والنساء في سن 60 لأنهم أصبحوا من ذوي الخبرة، وهم يعرفون ما يريدون، ويستكشفون أبعاد حياتهم الجنسية. ولتأكيد نتائج الدراسة، قام الباحثون بتحليل بيانات المسح السنوي الثامن في أمريكا من قبل أكثر من 5000 شخص واحد في الولايات المتحدة، ووجدوا أن المرأة تشعر أنها أفضل فى ممارسة الجنس فى سن الـ 66 عاماً والرجال في الـ 64 عاماً. وقال الطبيب المعالج الدكتور "كاستيلانوس"، وهو طبيب مقيم في نيويورك، "عندما تتقدمين في السن، تعرفين ما تريدينه جسدياً". في حين يعتقد كثيرون أن الشباب لديهم وقت أفضل، لكن كشفت الدراسة الأخيرة أنه ممارسة الجنس أفضل مع التقدم في السن. وفي الواقع، وجدت دراسة نشرت من قبل اللجنة الوطنية لشيخوخة النساء على وجه الخصوص، أن الجنس عند الوصول إلى سن 70 عاماً كان جيداً مما كان عليه فى سن الـ 40. وأضاف الباحثون أن هذه الدراسة إثبات على أن الجنس ليس مجرد لعبة الشباب، ولكن الفرصة الأكبر عند التقدم فى السن.
ويمكن اكتشاف هذه الحالة عندما تُصبح الرغبة الجنسية أكثر مما هو مألوف عليه في هذه السن، أو أن تظهر رغبة جنسية شديدة بعد أن كانت عادية وهذا التغير يشير إلى أن الرغبة الجنسية هنا غير سليمة. وهنا لا ينجح الرجل في أن يُشبع لذة الطرف الآخر.. والذي يُترجم في صورة الزواج بين الشاب والعجوز. وقد يكون الاتصال ناجحاً لكنه يُمثل جانباً واحداً من جوانب العلاقات الزوجية لأنه سيتواجد خلاف في العاطفة وفى السلوك الاجتماعي المتبع بين الطرفين... فكيف تكون إذن الحياة الجنسية بعد سن الستين؟ - الجنس والتقدم في العمر: كيف يجعل كلاً من الرجل والمرأة الحياة الرومانسية بينهما حية بعد بلوغ سن الستين، وهذا يمكن تحقيقه وخاصة لوجود الخرافة التي تزعم باستحالة وجود حياة جنسية بعد هذه السن تكون مرضية أو تتم بشكل ممتع للطرفين. والواقع أن الشخص عند تقدمه في السن يستمتع بممارسة الجنس أكثر من ذي قبل، وكل ما يحتاجه مثل أي شخص في أي مرحلة عمرية لنجاح حياته الجنسية الصحة الجيدة المتمثلة في التغذية والرياضة والعناية الصحية الدائمة. والاختلاف الذي نجده في الحياة الجنسية بعد سن الستين والذي يكون أكثر إيجابية عن ذي قبل المفهوم المتغير لماهية الجنس: "الارتباط والاقتراب الحميمى من الطرف الآخر".. والذي يتمثل في قبلة على الوجنة، عناق بسيط.