إن وقوع الإنسان في الذنوب أمر لا مفر منه، وهذه ليست مشكلة في حد ذاتها إنما المشكلة والمصيبة هي الاستمرار في الخطأ والإصرار على المعاصي، قال الغزاليّ: "اعلم أنّ الصّغيرة تكبر بأسباب فيها الإصرار والمواظبة: وكذلك قيل: لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار" 1 ، فكيف إذا كان الإصرار على الكبائر وعدم التوبة منها؟! وقد وعد الله المستغفرين التائبين بالمغفرة والثواب العظيم فقال: { { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}}[آل عمران: 135-136]. وخير الخطائين التوابون - أرشيف صحيفة البلاد. وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ) 2. وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم أن كل الناس يخطئون وأن خيرهم من يتوب إلى الله ويرجع إليه كلما حصل منه خطأ، كما في حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) 3 ، وليس المقصود من هذا أن الإنسان يقحم نفسه في الخطأ إقحاماً ويرتكب المنكرات ثم يقول: كلنا أصحاب خطأ وسنتوب!
وقبل أن نختم عباد الله، لنا وقفتان مع الصيام: الأولى: وهي أن الله تعالى قال ﴿ أياما معدودات ﴾ [البقرة: 184]، فالله جعلها أياما معدودات رحمة بعباده، فالصوم ليس تكليف الدهر وهذا من تيسير الله بعباده، وكذلك وصفها بأنها معدودات لأنها سريعة التقضي والذهاب، وهذا كفيل لأن نستغل هذا الشهر وأن نحرص على ألا يذهب سدى. الثانية: وهي أن آيات الصيام جاء في ثناياها قوله تعالى ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وهذا يدلنا على أن للصيام أثر في إجابة الدعوات، فأعرضوا حاجاتكم على مولاكم وخالقكم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليستحي من أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيها فيردهما خائبتين " فاللهم أعنا على الصيام بطاعتك واجعلنا من المقبولين برحمتك ومن المعتوقين من النار بفضلك... والحمد لله رب العالمين.
ودأبت ميليشيا الحوثي على تفجير منازل المناهضين لمشروعها الانقلابي وذلك ضمن أساليبها الإجرامية لإرهاب المواطنين والمناهضين لها في المناطق الخاضعة تحت سيطرتها بقوة السلاح. ووفق تقرير حديث لـ"الهيئة المدنية لضحايا تفجير المنازل"، وهي مؤسسة غير حكومية، فإن ميليشيات الحوثي فجرت أكثر من 816 منزلاً في مختلف محافظات اليمن منذ انقلابها على الدولة في أواخر 2014. منزل صالح كامل عن. وأوضحت الهيئة أن " أكثر المحافظات تضرراً في تفجير المنازل هي محافظة تعز مع 151 منزلاً، تليها محافظة البيضاء (124 منزلاً) ثم محافظة اب (120 منزلاً) وغيرها من المحافظات". وتلجأ ميليشيات الحوثي إلى تفجير منازل معارضيها، في سياق التهجير القسري وإرهاب وتركيع بقية السكان والانتقام من الخصوم، وفق توصيف تقرير حقوقي.
وأشار رئيس المجموعة الاستشارية الدولية لمركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك)، الدكتور ماجد المنيف، إلى أن الاقتصاد الرقمي يحظى بالدعم الرسمي والشعبي والدولي، وأصبح مساهما في العديد من العلاقات المالية والاقتصادية، وأتاح فرصا غير محدودة لانتقال رؤوس الأموال، ونقلة نوعية في رفع الإنتاجية وتحفيز النمو وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أوجد مهنا جديدة، ووفر المال والجهد والوقت في حل المشكلات في مجالات مختلفة منها التعليم والصحة وعمل على مساعدة العالم في تجاوز آثار جائحة كورونا. من ناحية أخرى تم على هامش الندوة توقيع مذكرة تفاهم، بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، حيث وقعها كل من الأمين العام للمجمع الدكتور قطب سانو، و أمين عام منتدى البركة، يوسف خلاوي.
وواصل: "وبما أننا في هذا الشهر المبارك فقد قال لي أنه منذ صغره اعتاد أن يقضي ليلة الـ ٢٧ من رمضان في مسجد الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في المدينة المنورة، أو في الحرم المكي الشريف في مكة المكرمة. وأول مرة منذ سنين يقضي فيها العشرة الأخيرة من رمضان في مدينة جدة نتيجة للحظر الكلي بسبب الجائحة، لكنه ختم حديثه بالقول: (الله في كل مكان.. وربنا كريم)". وقال: "لا أخفي سرًّا أن الشيخ صالح كامل ذلك الإنسان المتواضع قد غرس في كل من يعمل معه حب التواضع؛ فلم أكن بمنأى عن تلقائيته البسيطة؛ فكنت منخرطًا معه، قريبًا منه، متطلعًا إلى ما يقوم به أو يفعله، وما ينظر إليه وما ينفذه، وما يحذر منه، وما يدعو إليه.. منزل صالح كامل صالح. فلم أرَ في حياتي أكثر منه تواضعًا.. كان رجلاً يتنفس تواضعًا مع الصغير قبل الكبير، حريصًا على حقوق الغير.. وقد عشت معه عشرات المواقف". وزاد مفصلاً: "أستطيع القول إنه كان بالنسبة لي الإنسان والأب والمعلم الذي كان يحمل قلبًا كبيرًا وسليمًا، يسع الحياة والأحياء، كما كان يحمل عقلاً رائدًا، قلَّ أن تجد له نظيرًا بين رجال الأعمال في الوطن العربي عطفًا على أنه يعد رائدًا في الإعلام، وساهم مساهمة فاعلة في تطوره، وقدم عطاءً كبيرًا في تطور التجارة، والاستثمار، والمسؤولية الاجتماعية، إضافة إلى ريادته في مجال الاقتصاد الإسلامي والمصرفية الإسلامية، وكان من القلائل في العالم الذين أسسوا على أسس المقاصد والآليات والمآلات؛ إذ كان - رحمه الله - فيلسوفًا اقتصاديًّا إسلاميًّا.
حول ملامح الاقتصاد الإسلامي ومدى قدرته على اجتياز الأزمة العالمية دارت حوارات صالون السفير هشام ناظر مع ضيف هذا الأسبوع رجل الأعمال الشيخ صالح كامل رئيس مجلس إدارة مجموعة ايه أر تي الإعلامية. منزل صالح كامل مدبلج. أكد الضيف أن من أروع ما في الإسلام القواعد الاقتصادية التي آتت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأننا لو فهمناها وطبقناها لقدمنا للبشرية هدية تكفل لها رغد العيش. وأعرب عن تمنياته بألا تكون الأزمة العالمية هي طوفان نوح الجديد، وقال إنه لا يستطيع أحد التنبؤ بزمن انتهائها ، وأن السفينة إلى الآن في محيط هائج لم تر ميناء لترسو فيه بعد. وقال إن سبب هذه الأزمة هي المعاملات الربوية ، وقال إن هذه الأزمة جاءت لتؤكد عدداً من القواعد الاقتصادية الإسلامية بواقع ملموس عندما تصل الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما يقرب الصفر، باعتراف بأن التمويل بتكلفة ضار للاقتصاد وهذا جواب على كل من يشكك في أن فوائد البنوك هي الربا المحرم. وقال إنه أمضى أكثر من عشرين عاماً يبحث في الآثار الاقتصادية لفريضة الزكاة بوصفها الركن الثالث في الإسلام لكونها منهجاً اقتصادياً متكاملاً ليس الهدف منه فقط تجميع حصيلة من المال وتوزيعها لإغناء الفقراء، ولكن توزيع الأنصبة والمقادير حسب أوجه النشاط ما بين تجاري وزراعي وصناعي ينطوي على حكمة إلهية تعلى من شأن الإنتاج الصناعي في المجتمعات الإسلامية لانخفاض مقدار الزكاة المقدرة عليها.
وقبل الختام بيَّن قائلاً: "والآن بعدما غادرنا إلى رحمة الله ورضوانه أثلج صدري ما فعله العزيزان على قلبي عبد الله ومحيي وإخوتهم من أبنائه وبناته بتأسيس مؤسسة صالح كامل الخيرية؛ لتكون بمنزلة النبع الذي نستلهم منه جميع الأعمال الخيرية التي كان يفعلها طوال حياته، آملاً في ديمومتها إلى الأبد؛ لتبقى أنموذجًا يؤرخ لمسيرة العطاء التي رسخها في حياته؛ لتستمر ينابيع تنضح بالخير والعطاء له بعد وفاته، ولتكون واحدة من المؤسسات الخيرية في أمتنا العربية التي تحمل اسمًا يعشقه البسطاء قبل المقتدرين، والصغار قبل الكبار". واختتم: "رحم الله صالح كامل، وأسكنه الله فسيح جناته، ودامت سيرته العطرة المرافقة دائمًا للشهر الكريم، وأسأل الله أن يعيد علينا وعلى الأمة الإسلامية هذا الشهر الكريم باليُمن والخير والبركات، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين".
وقال "دحلان": "لقد أسس الشيخ صالح كامل مدرسة عظيمة في العطاء؛ فهو صاحب مبادئ ثابتة في الخير والإعمار والنماء.. رسالته الراسخة قائمة على إعطاء كل ذي حق حقه.. فلسفته في الحياة (عجيبة)، وترتكز على إسناد الفضل لأصحابه؛ إذ كان يقول: (لولا الذين سبقونا لما وصلنا إلى ما نحن فيه). كان رجلاً تقيًّا نقيًّا، يؤمن بآيات الله إيمانًا مدهشًا؛ فهو يعلم جيدًا أن الإنسان لا يمكن أن يعيش لنفسه فقط، بل لا بد أن يعمل لغيره، ويساهم في التنمية المستدامة للمستقبل، ويرى وفق منهجيته العملية أن (الذي يموت وهو يعمل أفضل بكثير من الذي يموت وهو يتعبد) مستشهدًا بآيات وأحاديث على كلامه من خلال ثقافته الدينية الواسعة مصداقًا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- (المؤمن يموت بعرق الجبين)، والمعنى الصحيح في هذا أنه يموت وهو مجاهد يعمل لآخرته ويعمل لدنياه". وأردف: "وحينما أسرد مناقب الشيخ صالح كامل الذي عملت معه قرابة ١٢ عامًا أتذكر أنني لم ألحظ يومًا أنه أخطأ على أحد من الذين يعملون معه، بل كان أكثر شخص يقدّر هؤلاء، ويعرف أوقات عملهم، ومواعيد راحتهم، وكنت كلما أتصل بأحد الموظفين كان يفاجئني بقوله: (لا تتصل به في هذه الساعة؛ لأنه الآن في راحته؛ فلا تزعجه ودعه إلى راحته.