قالت أسيا لفرعون: يا ويلك ما أجرأك على الله ، فذهل فرعون وقال لها: هل جننتي وصابك الجنون كما صاب الماشطة ، فقالت له بل أمنت بالله رب العالمين فحاول إثناءها عما تقول ولكنها أصرت على قولها ، فأحضر أمها حتى ترى ما بها ولكن أسيا العظيمة ظلت على قولها ورفض نصح أمها. قصة اسية زوجة فرعون. فخرج فرعون على قومه وقال لهم: ما رأيكم بسيدتكم أسيا بنت مزاحم ، فأثنوا عليها وقالوا ليس في النساء مثلها ، فقال لهم: لقد كفرت بي واتبعت رب موسى ، فانقلبوا عليها وقالوا: إذن اقتلها ، وبعدها أمر فرعون بربطها في صخرة في شمس البلاد الحارقة دون طعام أو ماء ، فكان الله سبحانه وتعالى يرسل ملائكته ليظلوها من حرقة الشمس. وظل فرعون يعذب زوجته حتى ترتد عن دين الله ، ولكن هيهات أن يرتد من يذق حلاوة الإيمان ، لقد طلبت السيدة أسيا من الله عز وجل أن يريها بيتها في الجنة حتى تسعد ، وبالفعل أراها الله بيتها فابتسمت وأخذت تضحك. وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) سورة التحريم وكان فرعون حاضرًا في تلك اللحظة فقال لهم: أنظروا جنونها تضحك ونحن نعذبها ، وبعدها أمرهم أن يلقوا عليها بصخرة عظيمة ، فقبض الله روحها بسلام ونزلت الصخرة على جسد لا روح فيه.
من ملكة متوجة في قصر الفرعون إلى امرأة معذبه ومغضوب عليها ، إنها أسيا بنت مزاحم زوجة فرعون مصر في زمن موسى عليه السلام ، الملكة التي كانت تنام على وثير الفراش وتلبس أفخم اللباس ، ويخدمنها الجواري والحشم أنى تشاء ، المرأة التي تركت كل ذلك من أجل موسى ودين موسى. بدأت قصة أسيا بنت مزاحم حينما استقر أمام قصرها التابوت الذي يحوي موسى الرضيع ، فلما وجده الجواري وأحضروه لها لم يفتحوه ، كان هي أول من فتحه وألقى نظرة على ما به ، ويا لروعة ما رأت نور تلألأ في وجه طفل صغير ، نور النبوءة منبعث من ويغطي بنوره نور المكان ، وما إن وقع بصرها عليه حتى أحبته حبَا شديدَا ، وكانت له حائط الصد من ظلم فرعون. فلما جاء وأراد قتل الطفل ، منعته أسيا المكملة وقالت له: فلنتخذه ولدًا ينفعنا ، رفض فرعون في البداية ولكن تحت إلحاح من السيدة العظيمة أسيا وافق أن تربيه ، فرحت كثيرًا بتلك الهبة التي بعثت لها ، وسمته موسى وأخذت تبحث له عن المراضع ، ولكن الطفل لم يستجيب حتى أتت أخته التي كانت تتبع سير التابوت في اليوم ، وقالت أعرف مرضعة لن يرفضها موسى ، وعلى الفور أمرت السيدة أسيا بإحضارها ، فكانت يوكابد أم موسى. وما إن حملته حتى لثمها الصغير وأخذ يرضع بطمأنينة دون بكاء ، تشاركت الاثنتين في حب موسى الأم التي أنجبت وأرضعت والأم التي حمت وربت ، كان موسى السراج الذي أضاء في قصر فرعون ، فلما علمت أسيا بأمر نبوته صدقته ولكنها لكم تعلن إيمانها خشية فرعون ، حتى علمت بأمر ما حدث من موسى مع السحرة بعد أن ألقى عصاه التي تحولت ثعبانًا عظيمًا التهم كل ثعابين السحرة.
مؤسسة موقع حراج للتسويق الإلكتروني [AIV]{version}, {date}[/AIV]
تشارك مشاركة فعّالة في حياة المجتمع الدولي وفي العلاقات المتبادلة التي هي أساس حياة هذا المجتمع. فتزايد حرص المؤرخين على دراسة افريقيا بمزيد من الدقة والموضوعية والتفتح الذهني. وأخذوا يستعينون بالمصادر الافريقية ذاتها. ومن هنا كانت أهمية "تاريخ افريقيا العام"، الذي تبدأ اليونسكو اصداره في ثمانية مجلدات. ولقد راعى الأخصائيون الذين جاءوا من بلاد عديدة وساهموا في المؤلف أن يرسوا أولاً أسسه النظرية والمنهجية. ومن ثم حرصوا على أن يعيدوا النظر في التبسيطات المخلة التي نتجت عن تصوّر خطي ضيق للتاريخ العالمي. وعلى أن يبرزوا من جديد حقيقة الأحداث التي وقعت كلما كان ذلك ضرورياً وممكناً. وجدّوا في استخلاص المعطيات التاريخية التي تيسر تقصي تطوّر مختلف الشعوب الافريقية بما لها من خصوصية اجتماعية ثقافية. ان هذا التاريخ العام يلقي الضوء في الوقت نفسه على وحدة تاريخ افريقيا وعلى علاقاتها بالقارات الأخرى – وخاصة الأميركيين ومنطقة الكاربي. فلقد دأب بعض المؤرخين لفترة طويلة على عزل مظاهر التعبير الابداعي لدى أحفاد الافريقيين في الأميركتين وتصنيفها تحت عبارة جامعة غريبة باسم الخصائص الافريقية. أو "الافريقيات".