﴿ تفسير البغوي ﴾ ( فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون)أخبرنا الإمام أبو علي الحسين بن محمد القاضي ، أخبرنا أبو الطاهر الزيادي ، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، حدثنا علي بن الحسين الدرابجردي ، حدثنا عبد الله بن عثمان ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان - وليس بالنهدي - عن معقل بن يسار قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اقرؤوا على موتاكم سورة يس ". ورواه محمد بن العلاء عن ابن المبارك ، وقال: عن أبي عثمان - وليس بالنهدي - عن أبيه عن معقل بن يسار. ﴿ تفسير الوسيط ﴾ ثم ختم- سبحانه- السورة الكريمة بتنزيهه- تعالى- عن كل نقص، فقال فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. ملكوت الله - موضوع. أى: فتنزه الله- تعالى- الذي له ملك كل شيء ملكا تاما، والذي إليه المرجع والمآب، عن كل ما يقوله الكافرون من عدم قدرته على إحياء الموتى. فهو- سبحانه- لا يعجزه شيء، ولا يخفى على علمه شيء، ولا يحول دون قدرته شيء أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ. وبعد: فهذا تفسير محرر لسورة «يس» نسأل الله- تعالى- أن يجعله خالصا لوجهه، ونافعا لعباده.
تفسير و معنى الآية 83 من سورة يس عدة تفاسير - سورة يس: عدد الآيات 83 - - الصفحة 445 - الجزء 23. ﴿ التفسير الميسر ﴾ فتنزه الله تعالى وتقدس عن العجز والشرك، فهو المالك لكل شيء، المتصرف في شؤون خلقه بلا منازع أو ممانع، وقد ظهرت دلائل قدرته، وتمام نعمته، وإليه تُرجعون للحساب والجزاء. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «فسبحان الذي بيده ملكوت» مُلك زيدت الواو والتاء للمبالغة، أي القدرة على «كل شيء وإليه ترجعون» تردُّون في الآخرة. ﴿ تفسير السعدي ﴾ فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وهذا دليل سادس، فإنه تعالى هو الملك المالك لكل شيء، الذي جميع ما سكن في العالم العلوي والسفلي ملك له، وعبيد مسخرون ومدبرون، يتصرف فيهم بأقداره الحكمية، وأحكامه الشرعية، وأحكامه الجزائية. فإعادته إياهم بعد موتهم، لينفذ فيهم حكم الجزاء، من تمام ملكه، ولهذا قال: وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ من غير امتراء ولا شك، لتواتر البراهين القاطعة والأدلة الساطعة على ذلك. إعراب قوله تعالى: فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون الآية 83 سورة يس. فتبارك الذي جعل في كلامه الهدى والشفاء والنور. تم تفسير سورة يس، فللّه [تعالى] الحمد كما ينبغي لجلاله، وله الثناء كما يليق بكماله، وله المجد كما تستدعيه عظمته وكبرياؤه، وصلى اللّه على محمد وآله وسلم.
وإلى هنا انتهت هذه السورة العظيمة وإذا شئتم أن نجعل فيها مراجعة في الدروس المستقبلة كما هي العادة في الفقه إذا انتهينا من الفصل عدنا وراجعنا ما قرأنا. الطالب:... الشيخ: والذي... في الماضي. الشيخ: إذا رأيتم أن نتخذ هذا الطريق أننا كلما خلصنا من سورة رجعنا إليها للمناقشة أو تحبون أن نعطيكم أسئلة عليها تكتبونها فكروا في الموضوع إلى بكرة إن شاء الله طيب.
﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾: أي يوم القيامة، فالمرجع والمآل إليه، قال سبحانه وتعالى: ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ [طه]، فكونوا على ذِكْرٍ لهذه الحقيقة، فمَنْ لم يؤمن بنعمة الخَلْق ترهبه نعمة الإعادة والمرجع، فأنتم ما خُلِقْتم عبثاً، ولن تُتْرَكُوا سُدىً. ❀ ❀ ❀ تَمَّ بِفَضْلِ اللهِ تعالى تَفْسِيرُ سورة يــــس الحمدُ لله الّذي جعلَ القُرآنَ الكريم نُوراً لا يُطْفَأُ مِصبَاحُهُ، وسِرَاجاً لا يَخْبُو تَوَقُّدُه، ومَنهَجاً لا يَضِلُّ سَالِكُهُ، وفُرقَاناً لا يَخمَدُ بُرهانُهُ، وبُنياناً لا تُهْدَمُ أحكامُهُ، وحَقَّاً لا يُخْذَلُ أعوانُهُ. اللَّهمَّ ارْفَعْنا بالقُرآنِ الكريمِ في دَرَجِ الجِنَانِ، وارْفَعْ عَنَّا بِفَضْلِهِ الأحْزانَ، وزوِّدْنا بِفَضْلِهِ مِنَ الخَيراتِ الحِسانِ، وَضَاعِفْ لَنا الأُجُورَ بِرَحْمَتِكَ وإحْسَانِكَ يا وَاهِبَ المِنَنِ الحِسَانِ. الشيخ محمد بن صالح العثيمين-تفسير القرآن الكريم-10a-9. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا لِقُرْآنِكَ خَاشِعِينَ، وَبِلَيلِكَ قَائِمِينَ رَاكِعِينَ سَاجِدِينَ، وَبِعِبَادَتِكَ مُخْلِصِينَ، وَلِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم تَابِعينَ، وَبِحُبِّكَ وَاصِلِينَ، وَلِجَنَّتِكَ مُسْتَحِقِّينَ، وَلِوَجْهِكَ الكَريمِ نَاظِرينَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.
الثالث: قوله: (( الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً)) فإن من جعل من هذا الأخضر البارد الرطب ناراً وهي يابسة محرقة قادر على أن يعيد الخلق لأن هذا أبلغ في القدرة أعني جعل النار من الشجر الأخضر. الرابع: خلق السماوات والأرض ، قدرته على خلق السماوات والأرض دليل على قدرته على إحياء العظام وهي رميم لأن خلق السماوات والأرض أعظم (( أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)) [يس:81]. الخامس والسادس: (( الخلاق العليم)) والخلاق صفة لازمة له وكونه خلاقاً يشمل أن يخلق كل شيء وكونه عليماً يدل على أنه لا يخفى عليه شيء من الخلق حتى يعجز عنه. السابع: أنه لا يستعصي عليه شيء بل إذا أمر بشيء كان في الحال لقوله: (( إنما أمره إذا أراد شيئاًَ أن يقول له كن فيكون)). الثامن: تنزيه الله عز وجل عن كل نقص ومن المعلوم أن العاجز عن إعادة الخلق ناقص فإذا كان منزهاً عن كل نقص كان من الممكن أن يقع ما وعد به من إحياء العظام وهي رميم. والتاسع: أن بيده ملكوت كل شيء ومن بيده ملكوت كل شيء يعني أنه مالك لكل شيء فإنه قادر على أن يوجد المعدوم ويعدم الموجود. العاشر: قوله: (( وإليه ترجعون)) فإن هذا هو نتيجة الخلق أن يبعث الخلق ويرجعون إلى الله ليجازيهم بما عملوا.
Skip to content الرئيسية كتاب التفسير الجامع سورة يس (28-83) الآية رقم (83) - فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ عرفنا في الآية السّابقة أنّ الحقّ سبحانه وتعالى إذا قال: ﴿كُنْ﴾ انفعلتْ له الأشياء وأطاعت، وقلنا: إذا ورد لله سبحانه وتعالى وَصْف يُوصف به البشر، فعلينا أنْ نأخذه في إطار: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشّورى: من الآية 11]، فطبيعيّ أنْ تختم هذه الآيات والسّورة كلّها بقوله سبحانه وتعالى: ﴿فَسُبْحَانَ﴾: وهو تنزيهٌ له عن أن يُشبهه أحدٌ، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله. ﴿مَلَكُوتُ ﴾: من ملك، وهذه المادّة الميم واللّام والكاف تُستخدم على معانٍ أربعة: الأوّل: نقول: مالك، وهو كلّ مَنْ ملَك شيئاً ولو كان يسيراً، فلو كان لا يملك إلّا الثّوب الّذي يلبسه يُسمَّى مالك. الثّاني: نقول: مَلِك، وهو الّذي يملك مَنْ مَلَك؛ أي يملك أنْ يتصرّف فيه وفي إدارة حركته. الثّالث: كلمة الـمُلْك، وهي أن يترقّى الملك في أمورٍ ظاهرةٍ يعرفها النّاس. الرّابع: كلمة الملكوت، ويُراد بها الملْك المستور غير الظّاهر، وهو أقوى وأعمّ من الـمُلْك.
بتصرّف. ↑ سورة الأنعام، آية:74 ↑ نجم الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي (2019)، التيسير في التفسير (الطبعة 1)، تركيا:دار اللباب للدراسات وتحقيق التراث، صفحة 118، جزء 6. بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر ، صفحة 101، جزء 13. بتصرّف. ↑ سورة الرعد، آية:2-3 ↑ سعد المرصفي (2009)، الجامع الصحيح للسيرة النبوية (الطبعة 1)، الكويت:مكتبة ابن كثير، صفحة 657، جزء 3. بتصرّف.
4- أن الفاسق يلي نكاح نفسه، فتثبت له الولاية على غيره كالعدل. المناقشة: أن تولي الفاسق نكاح نفسه إن كان فيه من ضرر فهو واقع عليه بخلاف توليه نكاح غيره ففيه إيقاع الضرر بغيره. 5- أن الكافر يحق له الولاية على بنته الكافرة، فالفاسق في أحقية الولاية على بنته المسلمة أولى. المناقشة: أن ولاية الكافر قبلت لأنه عدل في دينه، ولو كان فاسقاً بين أهل ملته ودينه لأبطلت ولايته. 6- أن الحق في ولاية النكاح مستحق بالتعصيب، فلم يمنع منه الفسق كالميراث والتقدم للصلاة على الميت. القول الثاني: تسقط ولاية النكاح بالفسق، إذ العدالة شرط في الولاية، وهذا قول عند المالكية، والمذهب عند الشافعية والحنابلة ( [2]). من هو الفاسق في الاسلام. أدلة القول الثاني: 1) ما روي عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي r قال: "لا نكاح إلا بولي مرشد وشاهدي عدل". وفي لفظ: "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل، فإن كان أنكحها ولي مسخوط عليه فنكاحها باطل". أخرجه الدارقطني في إرواء الغليل 6/251 وقال: "الصحيح أنه موقوف. وجه الدلالة: في الحديث اشتراط الرشد في ولاية النكاح. المناقشة: نوقش من وجهين: أ- من حيث الإسناد لم يثبت رفعه، والصحيح أنه موقوف. ب- ومن حيث الدلالة أن قول (مرشد) يختلف عن (رشيد) فالمرشد يسعى للرشد في حق غيره وإن كان الرشد غير موجود في حق نفسه.
وأما فيما سوى ذلك فإن الأصل فيمن اطلع على المنكر أن يقوم بالإنكار على فاعله مع الستر عليه وعدم التشهير به، لما ورد في قصة ماعز رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال لرجل من أسلم يقال له هزال: يا هزال لو سترته بردائك لكان خيراً لك. رواه مالك في الموطأ مرسلاً، و النسائي في السنن الكبرى، و الطبراني في الكبير. هذا فيمن لم يكن مجاهراً بالمعصية، أما من كان مجاهراً بالمعصية فإنه يجوز التشهير به لعله يرتدع. من هو الفاسق ؟ | مركز الإشعاع الإسلامي. قال الحافظ في الفتح: وقد ذكر النووي أ ن من جاهر بفسقه أو بدعته جاز ذكره بما جاهر به دون ما لم يجاهر به. ونقل أيضاً عن ابن العربي وهو يتحدث عن الستر على النفس قوله: هذا كله في غير المجاهر، فأما إذا كان متظاهراً بالفاحشة مجاهراً، فإني أحب مكاشفته والتبريح به لينزجر هو وغيره. هـ وقال النووي في شرح صحيح مسلم عند الكلام على حديث بئس رجل العشيرة: وفي هذا الحديث مداراة من يتقي فحشه، وجواز غيبة الفاسق المعلن فسقه، ومن يحتاج الناس إلى التحذير منه.
وانظر السؤال رقم ( 21113) و ( 21166). وأما بالنسبة لحلق اللحية: فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "خالفوا المشركين، احفوا الشوارب و أوفوا اللحى". رواه البخاري (5892) و مسلم (601). قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: واللحية هي ما ثبت على الخدين والذقن كما أوضح ذلك صاحب القاموس ، فالواجب ترك الشعر النابت على الخدين والذقن وعدم حلقه أو قصه. أصلح الله حال المسلمين جميعاً. فتاوى إسلامية (2/325). وقال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله تعالى: وحد اللحية كما ذكره أهل اللغة هي شعر الوجه و اللحيين و الخدين، بمعنى أن كل ما على الخدين و على اللحيين و الذقن فهو من اللحية، و أخذ شيء منها داخل في المعصية أيضاً لأن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: "وفروا اللحى" و "أوفوا اللحى" ، و هذا يدل على أنه لا يجوز أخذ شيء منها، لكن المعاصي تتفاوت؛ فالحلق أعظم من أخذ شيء منها لأنه أعظم و أبين مخالفة من أخذ شيء منها. فتاوى هامة (ص 36). وانظر السؤال رقم ( 8196). وأما بالنسبة للصلاة خلف من كان مظهراً لفسقه فقد اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين: القول الأول: لا تصح الصلاة خلف الفاسق. وهو مذهب أحمد ومالك في إحدى الروايتين عنهما.
فلم يكن منه إلا أن اختار النصارى أصحابًا له يلجأ إليهم في بلادهم، يقربونه ويشبعون رغباته الشهوانية، بل لم يكتف بذلك حتى بدأ يخطط وهو في بلاد النصارى، ويعمل لهدم الإسلام، ويتصل عن طريق الخطابات بحثالة من أصحابه المنافقين في المدينة. حتى قرروا أن يبنوا "مسجد الضِرار"!! تُرى ما هو هذا المسجد؟ مسجدٌ ظاهره الإسلام، لكنَّ بناؤه كان مكرًا وخديعة، ربما انطوى أمرُه على بعض أهل الإسلام والإيمان، كان الهدف منه تفريق المسلمين، وأن يكون مقرًّا لهؤلاء المنافقين، يستقبلون من خلاله رسائل صاحبهم أبي عامر الفاسق. وحتى يزيدوا في إخفاء أمرِ هذا المسجد على أهل الإيمان طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه، إلا أنه أرجأ ذلك حتى يعود من غزوةٍ كان يتجهز للخروج إليها. فلم يعد النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الغزوة حتى نزل عليه الوحيُ من الله جل وعلا يوضح جليّة أمر هذا المسجد، ويأمر بهدمه وينهي النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه، ويفَضْح - تبارك وتعالى - المنافقين في تخطيطهم، قال تعالى: { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا.. } الآية [ التوبة: 107، 108].