وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: (أن الله سبحانه اقتضت حكمته انه لابد أن يمتحن النفوس و يبتليها. فيظهر بهذا الامتحان طيبها من خبيثها ومن يصلح لمولاته وكراماته، ومن لا يصلح). والنفس في الأصل جهولة ظالمة، وقد حصل لها بهذا الجهل والظلم أن امتلأت بالخبث. ويحتاج ذاك الخبث إلى الخروج منها وتنقية النفس، فإن خرج في هذه الدار فهذا أفضل وأحسن، وإلا في قعر جهنم. بمعنى أوضح فان هذب العبد نفسه ونقاها أذن الله له بدخول الجنة. ان خلقنا الانسان في كبد تفسير ابن كثير. وفي كلام ابن القيم بيان وتوضيح: فحتى يكون العبد أهلا ً لدخول الجنة فلابد أن ينقي تماماً من كل خبثه وذنوبه. فكما يصفى الذهب ويخلص من شوائبه بالنار، فان النفوس تنقي وتصفى من خبثها وذنوبها بالابتلاءات. فإن خلصت وذهب خبثها، كانت أهلا ً للجنة، وإن لم تتخلص من ما تسبب فيه ظلمها وجهلها. أكمل متابعة نحن عباد الله فلما يبتلينا فعندها يكون عذاب القبر، والذي يمكث فيه الإنسان ما كتب الله له أن يدخله، وعليه ذنوب. وإلا في نار جهنم؛ إن لم يكفي عذاب القبر حتى يتخلص من كل ذنوبه، أعزنا الله من كل هذا. والجدير بالذكر، أن هذه الدنيا هي دار شقاء وعناء وتكبد مشقة، وذلك معنى ولقد خلقنا الإنسان في كبد.
وقال ابن قتيبة: في شدة غلبةٍ ومكابدةٍ لأمور الدنيا والآخرة. فعلى هذا يكون من مكابدة الأمر، وهي معاناته. والثاني: أن المعنى: خلق منتصباً يمشي على رجلين، وسائر الحيوان غير منتصب. رواه مقسم عن ابن عباس، وبه قال عكرمة، والضحاك، وعطية، والفراء. فعلى هذا يكون معنى الكبد: الاستواء والاستقامة. والثالث: في وسط السماء، قال ابن زيد: (لقد خلقنا الإنسان) يعني: آدم (في كبد) أي: في وسط السماء. تفسير: ولقد خلقنا الإنسان في كبد - مقال. انتهى. والإشكال الذي أوردته إنما يرد على أحد التفسيرات، وهو تفسير الكبد بالمشقة ومكابدة الأمور. وعليه؛ فيقال إن هذا لا يتنافى مع رحمة الله بالإنسان. بل إن كل بلاء يقدره الله على العبد فهو من تمام مصلحته، والله لا يقدر ما يقدر إلا لحكمة. وحسبك ما يساق للمؤمن من الأجور، ويرفع به من الدرجات بسبب تلك المكابدات والمشاق، ولو لم يكن في تلك المكابدات والمشاق إلا تشويق الإنسان إلى الجنة وإعلامه أن الراحة إنما تكون فيها، لكفى. قال ابن القيم: فإن الإنسان مخلوق في شدة بكونه في الرحم، ثم في القماط والرباط، ثم هو على خطر عظيم عند بلوغه حال التكليف ومكابدة المعيشة والأمر والنهي، ثم مكابدة الموت وما بعده في البرزخ وموقف القيامة، ثم مكابدة العذاب في النار، ولا راحة له إلا في الجنة.
إقرأ أيضا: محبة النبي صلى الله عليه وسلم المال والبنون زينة الحياة الدنيا الأرواح جنود مجندة الرجال قوامون على النساء أسرار ترتيب سور القرآن الكريم الصراط المستقيم.. نحو فهم أعمق لغائية الإسلام دعاء القنوت في صلاة الوتر
تطبيق زيارة عاشوراء، يوفر لك زيارة عاشوراء مكتوبة وصوتية بصوت اكثر من قارئ مميزات التطبيق: •واجهة سهلة وبسيطة • إمكانية المشاركة مع الأهل والاصدقاء • قائمة صوتيات بجودة عالية الزيارة بصوت: • باسم الكربلائي • اباذر الحلواجي • عبدالحي قنبر حمل التطبيق مجانا ولاتنسى تقييمه بـ 5 نجوم ونسألكم الدعاء
حجم المقطع: 14. 8 MB - تم نشره أصلا هنا رابط التحميل سوف يظهر خلال 3 ثانية.
مرتضى علي المزيد من المقاطع بواسطة مرتضى علي تعليق بواسطة مرتضى علي السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين و على زينب اخت الحسين و على العباس أخي الحسين