والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحْبه أجْمعين. [1] "تفسير ابن كثير" (3/295). [2] (1/64)، وصححه الألباني - رحمه الله - في "صحيح الجامع الصغير" (1/384)، برقم 1889. [3] "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"، ص 16 - 19، باختصار. [4] "روضه العقلاء"؛ لابن حبان، ص 16. [5] "تفسير ابن كثير" ( 13/15). [6] "الأخلاق والسِّيَر في مداواة النفوس" ص 65 - 66 بتصرف. المخ بين العقل والذكاء والتفكير - جريدة كنوز عربية - مقالات. [7] "روضة العقلاء"، ص 17. [8] قطعة من حديث ص 992، برقم 4986. [9] "جامع الآداب"؛ لابن القيم (1/218) من كلام ابن القيم، تحقيق: يسري السيد محمد. [10] ص 34، برقم 52، و"صحيح مسلم" ص 651، برقم 1599. [11] "الرحلة إلى إفريقيا"، ص 25 - 29 باختصار. [12] "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء"، ص232. [13] "تفسير سورة البقرة" (1/158)؛ للشيخ ابن عثيمين.
وجعل الله سبحانه وتعالى التفكير فريضة إسلامية فقال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ{190) (آل عمران/190). وأولو الألباب هم العقلاء حقا فهم كما قال تعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ {191}) (آل عمران/191) تفكر علم وبحث ودراية واستكشاف وتقص، فيكون الاستنتاج العام لبحثهم وتفكرهم قولهم: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ) (آل عمران/191). إن في خلق هذه النحلة مئات الآيات الدالة على وجود خالق خبير عليم مبدع وجاءت هذه النتيجة لما توصلوا إليه من إحكام في الخلق وإعجاز وإبداع ويقين, فيطلبون من الله تعالى بعد ذلك قائلين (فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران/191) طلب يقين أن الجنة حق, والبعث حق, والحساب حق, والميزان حق.
وقد علم فقهاء المسلمين أهمية العقل والتفكير فعقد الإمام أبو حنيفة رحمه الله جلسات للعصف الذهني مع طلابه لإقداح الذهن للتفكير والإبداع وإنشاء الحلول الأصيلة. وألف الإمام ابن تيمية رحمه الله كتاب (صريح المعقول وصحيح المنقول) أو (درء تناقض العقل و الشرع) ويكفي الإسلام احتراما للعقل أن يسقط التكليف عن الإنسان بذهاب عقله وغيابه وتعطيله بالنوم وغيره. فإذا المتشدقين بالعقلانية، واتهام الإسلام بالتناقض مع العقل لو درسوا الإسلام و آيات التفكير والعقل في القرآن الكريم لتعلموا أنه لا تعارض بين صريح المعقول وصحيح المنقول، وأن التفكير فريضة إسلامية كما ورد في الآيات القرآنية. آيات قرآنية عن تمييز الإنسان بالعقل. قد يعجبك أيضا... أضف هذا الخبر إلى موقعك: إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك
وقد ذمَّ الله - تعالى - أصحابَ العقول الغافلة عن دينه؛ فقال: ﴿ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾[الأنفال: 22]. وقال - تعالى -: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179]. فإذا فَقَدَ الإنسان العقلَ السليم الذي يقوده إلى الخير، ويُبعده عن الشر، فقد أصبح كالبهيمة التي تأكل وتشرب ولا تعقل شيئًا؛ بل إنها خيْرٌ منه، كما في الآية الكريمة السابقة؛ روى الحاكم في " المستدرك "، من حديث سهل بن سعد - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافَها)) [2] ؛ أي: دنيئها وخسيسها. قال ابن حبان: وإنَّ محبة المرء المكارم منَ الأخلاق وكراهته سفسافها، هو نفس العقل، فالعقل به يكون الحظ، ويؤنس الغربة، وينفي الفاقة، ولا مال أفضل منه، ولا يتمُّ دين أحد حتى يتم عقلُه، وهو من أفضل مواهب الله لعباده، وهو دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة، وتاج المؤمن في الدنيا، وعُدَّته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزدْه السلطان عزًّا، ولا المال يرفعه قدرًا، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذَّة دُنياه [3].
ايات القران التي تتكلم عن: العقل اضغط علي نص الآيه لإظهار التفسير وتصنيفات الآيه، وعلي رقم الآيه للذهاب للسورة في ذات المكان
ماهو دور المخ في وصف الذكاء والتفكير ؟ يوجد بالمخ البشري نقاط كثيرة من الأعصاب ، منها ماهو مسؤل عن ترتيب المعلومات التي يحصل عليها الإنسان عند تعرضه للمواقف في حياته اليومية ، ومنها ماهو مسؤل عن الإستجابة ورد الفعل ، ومنها ماهو مسؤل عن تخزين تلك المعلومات لإستدعاؤها مرة آخرى ، ودور التفكير هنا هو التنسيق بين كل هذه النقاط ليستغلها العقل في الترجمة التي تناسب التصرف فيمايتعرض له الإنسان. والتفكير هو حلقة وصل مابين المخ وذكائه والعقل وتصرفاته ورغم أن المجنون والحيوانات والطيور تمتلك نوعا من الذكاء إلا أنها تفقد العاملين الآخرين وهما التفكير والعقل.
آيات قرآنية عن تمييز الإنسان بالعقل آيات قرآنية عن العقل والتفكير يقول تعالى في كتابه العزيز" ولقد كرمنا بني أدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلًا" صدق الله العظيم. وقد رجح بعض المفسرون أن تكريم الإنساني هو أن المولى عز وجل سلطه على باقي المخلوقات وسخر المولى عز وجل باقي الخلق له، وقال البعض الآخر أن التكريم بالنطق والتمييز والفهم والإدراك عن طريق العقل، فهذه الميزة لم يهبها المولى عز وجل لأحد من خلقه غير بني آدم. فقد ميز المولى عز وجل الإنسان عن باقي مخلوقاته بنعمة العقل، وهذا العقل هو سبب تكليف الإنسان فهو قادر على معرفة الله عز وجل وفهم آياته تصديق رسله، والتمييز بين الصواب والخطأ والحلال والحرام وقادر على الاختيار بينهما، ولقد أمرنا المولى في كتابه العزيز باستخدام العقل في التفكر والتدبر والتمييز بين الخطأ والصواب والخير والشر. وقد ورد ذكر العقل أو ما يدل عليه في القرآن الكريم مئات المرات، فقد وردت مرادفات عديدة لمعنى العقل في القرآن الكيم منها العقل والقلب واللب، وورد ألفاظ تشير لوظيفة العقل منها التذكر والتفكر والتفقه والتدبر، وهذا يشير لأهمية استخدام العقل في الإسلام.