وبنحو الذي قلنا في قوله " وكانوا أشد منهم قوة " قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة " وكانوا أشد منهم قوة " يخبركم أنه أعطى القوم ما لم يعطكم. وقوله " وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض " يقول تعالى ذكره: ولن يعجزنا هؤلاء المشركون بالله من عبدة الآلهة، المكذبون محمداً فيسبقونا هرباً في الأرض، إذا نحن أردنا هلاكهم، لأن الله لم يكن ليعجزه شيء يريده في السماوات ولا في الأرض، ولن يقدر هؤلاء المشركون أن ينفذوا من أقطار السماوات والأرض. وقوله " إنه كان عليما قديرا " يقول تعالى ذكره: إن الله كان عليماً بخلقه، وما هو كائن، ومن هو المستحق منهم تعجيل العقوبة، ومن هو عن ضلالته منهم راجع إلى الهدى آئب، قدير على الانتقام ممن شاء منهم، وتوفيق من أراد منهم للإيمان. بين السنة التي ذكرها ، أي أولم يروا ما أنزلنا بعاد وثمود ، وبمدين وأمثالهم لما كذبوا الرسل ، فتدبروا ذلك بنظرهم إلى مساكنهم ودورهم ، وبما سمعوا على التواتر بما حل بهم ، أفليس فيه عبرة وبيان لهم ، ليسوا خيرا من أولئك ولا أقوى ، بل كان أولئك أقوى ، دليله قوله: " وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض " أي إذا أراد إنزال عذاب بقوم لم يعجزه ذلك. "
وقال قتادة: الحكمة السنة وبيان الشرائع. وقيل: الحكم والقضاء خاصة ، والمعنى متقارب. ونسب التعليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم من حيث هو يعطي الأمور التي ينظر فيها ، ويعلم طريق النظر بما يلقيه الله إليه من وحيه. ويزكيهم أي يطهرهم من وضر الشرك ، عن ابن جريج وغيره. والزكاة: التطهير ، وقد تقدم. وقيل: إن الآيات تلاوة ظاهر الألفاظ. والكتاب معاني الألفاظ. والحكمة الحكم ، وهو مراد الله بالخطاب من مطلق ومقيد ، ومفسر ومجمل ، وعموم وخصوص ، وهو معنى ما تقدم ، والله تعالى أعلم. إنك أنت العزيز الحكيم والعزيز معناه المنيع الذي لا ينال ولا يغالب. وقال ابن كيسان: معناه الذي لا يعجزه شيء ، دليله: وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض. الكسائي: العزيز الغالب ، ومنه قوله تعالى: وعزني في الخطاب وفي المثل: " من عز بز " أي من غلب سلب. وقيل: العزيز الذي لا مثل له ، بيانه ليس كمثله شيء. وقد زدنا هذا المعنى بيانا في اسمه العزيز في كتاب " الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى " وقد تقدم معنى الحكيم والحمد لله.
الرئيسية / ملفات وبطاقات دعوية / تدبرات قرآنية / وما كان الله ليعجزه من شيء 2020-03-16 تدبرات قرآنية, صور, ملفات وبطاقات دعوية 723 زيارة قال تعالى: (وما كان الله ليعجزه من شيء) فاطر: 44 شفاءك، زوال همك، أمنياتك، لن تعجز الله، فقط ثق بربك 0 تقييم المستخدمون: 4. 55 ( 1 أصوات) الوسوم أمل ثقة فاطر 44 السابق فاستقم كم أمرت التالي بل نحن قوم مسحورون مقالات مشابهة الموهبة المعطلة … والإحباط 2022-02-01 وعدك أمل فلا تجعله سرابا 2021-12-10 العزائم اغنمها ولا تعق 2021-06-30 اترك تعليقاً لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. التعليق الاسم البريد الإلكتروني الموقع الإلكتروني
44- "أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوةً وما كان الله ليعجزه"، يعني: ليفوت عنه، "من شيء في السموات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديراً". 44 -" أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم " استشهاد علم بما يشاهدونه في مسايرهم إلى الشام واليمن والعراق من آثار الماضين. " وكانوا أشد منهم قوةً وما كان الله ليعجزه من شيء " ليسبقه ويفوته. " في السموات ولا في الأرض إنه كان عليماً " بالأشياء كلها. " قديراً " عليها. 43. (Shown in their) behaving arrogantly in the land and plotting evil; and the evil plot encloseth but the men who make it. Then, can they expect aught save the treatment of the folk of old? Thou wilt not find for Allah's way of treatment any substitute, nor wilt thou find for Allah's way of treatment aught of power to change. 43 - On account of their arrogance in the land and their Plotting of Evil. But the plotting of Evil will hem in only the authors thereof. Now are they but looking for the way the ancients were dealt with?
وجيء بلام الجحود مع كان المنفية لإفادة تأكيد نفي كل شيء يحول دون قدرة الله وإرادته ، فهذه الجملة كالاحتراس. ومعنى يعجزه: يجعله عاجزا عن تحقيق مراده فيه فيفلت أحد عن مراد الله منه. وجملة إنه كان عليما قديرا تعليل لانتفاء شيء يغالب مراد الله بأن الله شديد العلم واسعه لا يخفى عليه شيء وبأنه شديد القدرة. وقد حصر هذان الوصفان انتفاء أن يكون شيء يعجز الله لأن عجز المريد عن تحقيق إرادته: إما أن يكون سببه خفاء موضع تحقق الإرادة ، وهذا ينافي إحاطة العلم ، أو عدم استطاعة التمكن منه وهذا ينافي عموم القدرة.
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129) قوله تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم قوله تعالى: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم. وفي قراءة أبي " وابعث في آخرهم رسولا منهم ". وقد روى خالد بن معدان: أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسول الله ، أخبرنا عن نفسك ، قال: نعم أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى. ورسولا أي مرسلا ، وهو فعول من الرسالة. قال ابن الأنباري: يشبه أن يكون أصله من قولهم: ناقة مرسال ورسلة ، إذا كانت سهلة السير ماضية أمام النوق. ويقال للجماعة المهملة المرسلة: رسل ، وجمعه أرسال. يقال: جاء القوم أرسالا ، أي بعضهم في أثر بعض ، ومنه يقال للبن رسل; لأنه يرسل من الضرع. قوله تعالى: ويعلمهم الكتاب والحكمة الكتاب القرآن والحكمة المعرفة بالدين ، والفقه في التأويل ، والفهم الذي هو سجية ونور من الله تعالى ، قاله مالك ، ورواه عنه ابن وهب ، وقاله ابن زيد.