* ليس هذا فقط من جهة القوة المادية، بل أيضًا من جهة التأثير الروحي. قيل إنه حينما يحل من سجنه، يخرج ليضل الأمم (رؤ 20: 8). بل يضل لو أمكن المختارين أيضًا (مت 24: 24). لذلك "لو لم يُقَصِّر الله تلك الأيام، لم يخلص جسد" (مت 24: 22). هذه هي قوة الشيطان الذي دفع العالم كله إلى عبادة الأصنام في العهد القديم، ما عدا قلائل. هذا الذي وصف بأنه " التنين والحية القديمة" (رؤ 20: 2). التي هي "أحيَل حيوانات البرية" (تك 3: 1). هذا الذي سيمد إنسان الخطية Anti Christ في أواخِر الأيام بكل قوة وبآيات عجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين ليسبب الارتداد العام (2 تس2: 3-10). نقطة أخرى تدل على قوة الشيطان ، وهي ما وَرَدَ في سفر الرؤيا عن الوحش الذي هو أحد أعوان الشيطان ، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى: "وأعطى أن يصنع حربًا مع القديسين ويغلبهم. وأعطى سُلطانًا على كل قبيلة ولسان وأمة. فسيسجد له جميع الساكنين على الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة.. هل الجن يتلبس بالمسلمين فقط ؟ - الإسلام سؤال وجواب. في سفر حياة الحَمَل" (رؤ 13: 7، 8). فمَن مِنْ الناس له هذه السُّلطة والقوة؟! * "إنَّ الشيطان يستطيع أن يُغيِّر شكله إلى شبه ملاك نور" (2 كو 11: 14).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – في "مجموع الفتاوى " (24/276-277) -: "وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسوله، واتفاق سلف الأمة وأئمتها، وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة؛ قال الله - تعالى -: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [البقرة: 275].
فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها. فأذِنَ لهم. فخرجت الشياطين من الإنسان ودخلت في الخنازير " (لو 8: 32، 33). فهل روح إنسان مات، تستطيع أن تجول في العالم كما تشاء، تدخل في إنسان أو حيوان ، بكل حرية، بلا ضابط؟! أمْ أنّ الروح الإنسانية تحتاج إلى إذن بالدخول، إن كان الشيطان نفسه يحتاج إلى إذن؟! إننا نقول أكثر من هذا أن الروح البشرية تحتاج إلى إذن قبل هذا: إذن في الجولان وفي العمل.. مَن أعطاها السُّلطان أن تتحرَّك بعد موتها، وتجول هنا وهناك لتدخل في إنسان أو حيوان. لو كان هذا ممكنًا. ويقينًا إنه غير ممكن. أمامنا الآن أربع نقاط هامة وهي: 1- لم يرد في الكتاب المقدس أي خبر عن روح إنسان دخلت في إنسان، أو أنه تمّ إخراج روح إنسان من إنسان. تأثير "الجنّ" على الجنس والحب - الحب ثقافة. كلها حالات إخراج شياطين صرعت بشرًا.. وهكذا قال السيد الرب لتلاميذه: "اشفوا مرضى، طهِّروا برصًا، أقيموا موتى، أخرجوا شياطين" (مت 10: 8). وحوادث إخراج الشياطين من البشر كثيرة في الكتاب لِمَن يتتبعها. ولم يُعط سُلطان إخراج روح إنسان من إنسان، ولم يحدث شيء من هذا. فما الدليل الكتابي على أن روح إنسان دخلت إنسانًا فصرعه؟ وهل حدث لأحد من الرّسُل أو القديسين أنه أخرج روح إنسان من إنسان آخر؟!