ولكن إن استمرَّ نزول الصُّفْرة والكُدْرة - بعد اليوم الخامس عشر - فهي استحاضة. والحاصل: أن الصُّفْرة قبل الدورة الشهرية - على الصفة المذكورة - لا تعتبر حيضًا، وإنما هي استحاضة؛ لا تمنع من صلاة، ولا صوم، ولا وَطْءٍ، ولا فِعْل ما يحل فعله للطاهرات - على الراجح من أقوال أهل العلم - ولكن يجب عليكِ أن تتوضئي لكل صلاة، وتعتبر حيضًا في أيام الحيض، ولكِ إن استمرَّ نزولها أن تغتسلي بعد اليوم الخامس عشر من بداية الدورة؛ فإن اتصلت الصُّفْرة معكِ بالحيضِ فهي حَيْض، وإن استمرَّتْ فلا تنقطع، فحكمكِ - حينئذٍ - حكم المستحاضة، فالواجبُ عليكِ - على مذهب الإمام أحمد - أن تنتظري قدرَ عادتكِ السابقة السبعة أيام؛ ما دمتِ تعلمين عادتكِ، ثم تغتسلي بعد انقضائها، وتتوضئي لكل صلاة.
ثالثًا: رأي المذهب الحنبلي بصدد الإجابة على سؤال ما حكم الصلاة والصوم عند نزول إفرازات قبل الدورة الشهرية؟ نشير إلى أن أصحاب مذهب أحمد بن حنبل يرون أن الإفرازات قبل الحيض لا تعد حيضًا ويجب الصلاة والصوم فيها ولا يشترط الاغتسال عند انقطاعها. ما حكم الصلاة والصوم عند نزول إفرازات قبل الدورة الشهرية – جربها. أما إذا نزلت في وقت الحيض فهي حيض، فقد قال تعالى في سورة البقرة آية 222: ( ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين* نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين). رابعًا: المذهب المالكي أوضح المذهب المالكي أن الإفرازات إذا كانت أثناء وقت الحيض نفسه فهي حيض ويقطع الصلاة والصيام، أما إذا كانت تسبق الدورة الشهرية أو جاءت بعدها فلا تعد حيضًا لكنها استحاضة ويجب الصلاة والصوم فيها. اقرأ أيضًا: كيفية الخشوع في الصلاة خامسًا: رأي الأزهر الشريف في نزول الإفرازات قبل الدورة بصدد الحديث عن إجابة ما حكم الصلاة والصوم عند نزول إفرازات قبل الدورة الشهرية؟ نذكر أن الأزهر الشريف صرح أن الإفرازات التي تسبق الدورة الشهرية لا تعد حيضًا لهذا وجب الصلاة والصيام فيها.
السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لديَّ مشكلةٌ تؤرِّقني، وأحمل همًّا لا يعلم به إلا الله، كانتْ لدي دورة الحيض الشهرية منتظمة قبل سنتين ونصف تقريبًا، كانتْ تستمر مدة 7 أيام، واليوم 8 أيام، ثم أغتسل. وبسبب حالة نفسية سيئة جدًّا؛ اضطربتْ لديَّ الدورة - والحمد لله - اضطربتْ في العدد، وتجيء شهرًا، وشهرًا لا، ولكن لم أَعِرْها اهتمامًا، ولما التزمتُ - والحمد لله - أصبحتُ أقرأ عن شؤون المرأة، والحيض، ولكن - في هذا الشهر - جاءتْني الدورة، واستمرَّت الصفرة لدي، وأنا في اليوم 13 من الدورة، وقد قرأتُ أن الصُّفْرة - بعد مرور أيام الحيض - للمعتادة لا تعدُّ شيئًا، وقرأتُ أن المضطرِبة تنتظر 15 يومًا، وبعد ذلك إذا استمرت الصفرة تعدُّ استحاضةً، فتغتسل، وأصبحتُ - الآن - في حَيْرة من أمري؛ ماذا أفعل! ولكني اغتسلتُ احتياطًا وخوفًا من أنه قد أكون قد طَهُرْتُ، مع أن الصُّفْرة مستمرة، لكنها خفيفة جدًّا، وصليت، وصمت؛ فهل صومي وصلاتي صحيحان؟ ماذا أصنع، أرجوكم، ساعدوني؛ لأني احترتُ، هل أبني على دورتي القديمة 8 أيام، وأغتسل، ولكن مضى عليها زمن طويل، وهي مضطربة، أو أنتظر 15 يومًا؟ وهل آثم على اغتسالي، وصومي، وصلاتي، وجهلي، وحيرتي، وماذا أصنع؟ أرجوكم، ساعدوني.
أما إذا لوحظ نزول الإفرازات بعد الدورة يمكن أن تعتبر حيض أم لا ويتم حساب هذا بعد معرفة أيام الحيض الخاصة بالمرأة، حيث تتراوح أيام الدورة الشهرية من 4-15 يوم، وإذا كانت الدورة الشهرية عند المرأة تستمر لمدة 9 أيام مثلًا وقد نزل دم صريح في 5 أيام، وباقي الأيام نزلت إفرازات هذا يعد حيضًا حتى تنتهي الأيام التي اعتادت أن تكون الدورة فيها. حكم الصيام والصلاة للحائض علاوةً على ما سبق في إجابة ما حكم الصلاة والصوم عند نزول إفرازات قبل الدورة الشهرية نذكر أن بعضًا من أهل العلم يرون أن الإفرازات التي تكون متصلة بالدورة سواء قبلها أو بعدها يعتبر حيض، ويجب ترك الصلاة والصيام وقضاء الصوم في أيام أخرى عملًا بقول أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: " سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلتُ: ما بَالُ الحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ، ولَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقالَتْ: أحَرُورِيَّةٌ أنْتِ؟ قُلتُ: لَسْتُ بحَرُورِيَّةٍ، ولَكِنِّي أسْأَلُ. قالَتْ: كانَ يُصِيبُنَا ذلكَ، فَنُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّوْمِ، ولَا نُؤْمَرُ بقَضَاءِ الصَّلَاةِ ". بعد التأكد من انتهاء الدورة الشهرية يجب على المرأة الاغتسال وقبل الاغتسال لا يصح لها صوم أو صلاة، وقد أجمع أهل العلم أنه حرام صيام الحائض أو النفساء بجانب الصلاة، لكنها يجب قضاء الصوم بعد الطهارة ولا يجب قضاء الصلاة.