( أمنة) أمنا ( منه) مصدر أمنت أمنا وأمنة وأمانا. قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: النعاس في القتال أمنة من الله وفي الصلاة وسوسة من الشيطان.
وجملة (فعل) المقدرة معطوفة على جملة (لن تغني).. إعراب الآية رقم (20): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ}. (يا أيها الذين) منادى مبني على الضم، (ها) للتنبيه، والموصول عطف بيان. وجملة (وأنتم تسمعون) حالية من الواو في (تَوَلَّوا).. إعراب الآية رقم (21): {قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ}. اذ يغشيكم النعاس امنة منه. جملة (وهم لا يسمعون) حالية من الضمير في (نا) من (سمعنا).. إعراب الآية رقم (22): {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ}. (عند الله): ظرف مكان متعلق بـ (شر)، (الصم البكم) خبران لـ(إن)، والموصول نعت.. إعراب الآية رقم (23): {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ}. الجار (فيهم) متعلق بحال من (خيرًا)، وجملة (ولو علم الله) معطوفة على جملة (إِنَّ شَرَّ)، وجملة (ولو أسمعهم) معطوفة على جملة (لو علم الله)، وجملة (وهم معرضون) حالية من الواو في (تولَّوا) في محل نصب.. إعراب الآية رقم (24): {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}.
ويجوز أيضا أن يكون التقدير: اذكروا إذ يغشيكم النعاس أمنة. المسألة الثانية: في( يغشيكم) ثلاث قراءات: الأولى: قرأ نافع بضم الياء ، وسكون الغين ، وتخفيف الشين( النعاس) بالنصب. الثانية: ( يغشاكم) بالألف وفتح الياء وسكون العين ( النعاس) بالرفع وهي قراءة أبي عمرو وابن كثير. الثالثة: قرأ الباقون( يغشيكم) بتشديد الشين وضم الياء من التغشية( النعاس) بالنصب ، أي يلبسكم النوم. قال الواحدي: القراءة الأولى من أغشى ، والثانية من غشي ، والثالثة من غشى ، فمن قرأ ( يغشاكم) فحجته قوله:( أمنة نعاسا) [ آل عمران: 154] يعني: فكما أسند الفعل هناك إلى النعاس والأمنة التي هي سبب النعاس كذلك في هذه الآية ، ومن قرأ ( يغشيكم) أو( يغشيكم) فالمعنى واحد ، وقد جاء التنزيل بهما في قوله تعالى:( فأغشيناهم فهم لا يبصرون) [يس: 9] وقال:( فغشاها ما غشى) [النجم: 54] وقال:( كأنما أغشيت وجوههم) [يونس: 27] وعلى هذا فالفعل مسند إلى الله. فصل: إعراب الآية رقم (25):|نداء الإيمان. المسألة الثالثة: أنه تعالى لما ذكر أنه استجاب دعاءهم ووعدهم بالنصر فقال:( وما النصر إلا من عند الله) ذكر عقيبه وجوه النصر وهي ستة أنواع: الأول: قوله:( إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) أي من قبل الله ، [ ص: 107] واعلم أن كل نوم ونعاس فإنه لا يحصل إلا من قبل الله تعالى ، فتخصيص هذا النعاس بأنه من الله تعالى لا بد فيه من مزيد فائدة ، وذكروا فيه وجوها: أحدها: أن الخائف إذا خاف من عدوه الخوف الشديد على نفسه وأهله فإنه لا يأخذه النوم ، وإذا نام الخائفون أمنوا ، فصار حصول النوم لهم في وقت الخوف الشديد يدل على إزالة الخوف وحصول الأمن.