وشاورهم في الأمر مقدمة: الدكتور بلال نور الدين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بسم الله: الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) [سورة الرحمن] والصلاة والسلام على نبينا العدنان ، وعلى آله وأصحابه أجمعين. أخوتي الأكارم ؛ أينما كنتم أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، في مستهل حلقة جديدة من برنامجنا الذي نجوب فيه مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، نتعلم أخلاقه ، نتعلم سيرته العطرة ، ومواقفه الرائعة ، التي نشر بها الخير في العالم كله. رحبوا معي في بداية هذه الحلقة بفضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي. السلام عليكم ورحمة الله. آية وعبرة - وشاورهم في الأمر | موقع الشيخ الصادق الغرياني. الدكتور محمد راتب النابلسي: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بارك الله بكم ، ونفع بكم. حياكم الله سيدي ، أسعدكم الله دائماً.
[٢] تطبيق الرسول عليه السلام لمبدأ الشورى كان النبي عليه الصلاة والسلام قدوةً حسنةً في تطبيق مبدأ الشورى في حياته، فقد استشار أصحابه يوم بدر في الخروج لاعتراض عير قريش، فسمع من أصحابه كلاماً أسرّ قلبه، كما استمع إلى مشورة الحُباب بن المنذر حينما أشار عليه بأن ينزلَ إلى أدنى ماء من القوم، ثمّ يغوِّر ما وراءه من القُلُب، ثمّ يبني عليه حوضاً فيملؤه ماءً، فيشرب ويشربون، ثمّ يمضي إلى قتال القوم، كما شاور كذلك أصحابه بعد المعركة في الأسرى الذين بين أيديهم، فمال إلى رأي أبي بكر في أخذ الفداء. [٣] أهمية الشورى في الإسلام تتجلى أهمية الشورى في أنّها من مبادئ الإسلام الأساسية، ونقل القرطبي عن ابن عطية اعتبارَه الشورى من القواعد التي تقوم عليها الشريعة ، وهي عزيمة من عزائم الأحكام، ونقل عنه كذلك اعتقاده وجوبَ عزل الحاكم الذي لا يستشير أهل العلم والدين، وتحدث ابن خويز منداد عن المواضع التي يستشير فيها الحاكم أهل العلم والدين، حيث يستشير العلماء في أمور الدين التي تشكل عليه، ويستشير وجوه الناس فيما يتعلق بمصالحهم، ويستشير وجوه الجيش فيما يتعلق بأمور الحرب، ويستشير العمال والوزراء وغيرهم فيما يتعلق بمصالح البلاد وشؤونها المختلفة.
فالمشاورة وما كان في معناها هو الحزم. والعرب تقول: قد أحزم لو أعزم. وقرأ جعفر الصادق وجابر بن زيد: " فإذا عزمت " بضم التاء. نسب العزم إلى نفسه سبحانه إذ هو بهدايته وتوفيقه; كما قال: وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى. ومعنى الكلام أي عزمت لك ووفقتك وأرشدتك فتوكل على الله. والباقون بفتح التاء. قال المهلب: وامتثل هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - من أمر ربه فقال: لا ينبغي لنبي يلبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله. وشاورهم في الأمر - YouTube. أي ليس ينبغي له إذا عزم أن ينصرف; لأنه نقض للتوكل الذي شرطه الله عز وجل مع العزيمة. فلبسه لأمته - صلى الله عليه وسلم - حين أشار عليه بالخروج يوم أحد من أكرمه الله بالشهادة فيه ، وهم صلحاء المؤمنين ممن كان فاتته بدر: يا رسول الله اخرج بنا إلى عدونا; دال على العزيمة. وكان - صلى الله عليه وسلم - أشار بالقعود ، وكذلك عبد الله بن أبي أشار بذلك وقال: أقم يا رسول الله ولا تخرج إليهم بالناس ، فإن هم أقاموا أقاموا بشر مجلس ، وإن جاءونا إلى المدينة قاتلناهم في الأفنية وأفواه السكك ، ورماهم النساء والصبيان بالحجارة من الآطام ، فوالله ما حاربنا قط عدو في هذه المدينة إلا غلبناه ، ولا خرجنا منها إلى عدو إلا غلبنا.
فلم يكن مجالٌ للنـزاع المُغرض بين المستشير والمستشار. ولم يكن مجالٌ للتزلف والكذب. ورغم أن المواقف الجهادية كانت صارمة حاسمة، ورغم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ينـزل عليه الوحي، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصارحونه بآرائهم بشجاعة ولو اختلفوا مع اتجاهه. فقد روى الإمام أحمد عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم استشار الناس في أُسارى بدر فقال: "إن الله قد أمكنكم منهم". فنطق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: "يا رسول الله! اضرب أعناقهم! " فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم عاد فقال: "يأيها الناس! إن الله قد أمكنكم منهم، وإنما هم إخوانكم بالأمس". فعاد عمر لرأيه في ضرب الأعناق مرة ثانية. بيان معنى قوله تعالى: (وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله). فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وكرر مَقالته في أنهم "إخوانكم بالأمس" فعاد عمر لمقالته. حتى أبدى أبو بكر رأيه في الفدية. قال الراوي:"فذهب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان من الغم". قبل أن نسأل عن وجوب الشورى في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم ننظر إلى العبر والأسوة والتشريع الفِعلي في عمله وعمل أصحابه. كان له صلى الله عليه وسلم رأيُه قبل أن يستشير، عبَّرَ عنه بإعراضه عن اقتراح عمر وبتلقينه مسلك الرحمة في قوله: "إنما هم إخوانكم بالأمس".
؟؟!! أعتقد أن هذا الموقف يعيد راهنيته اليوم أكثر من أي وقت مضى وحان الوقت أن يُهمس في آذان البعض بنفس النبرة لعلنا نستدرك الأمور لأن الوقت لا يرحم والمشور طويل ويحتاج العمل الميداني المستمر ، وليس من المقبول أبدا أن نضيع أزمنة أخرى من عمر التنمية بسبب سلوكات مزاجية وبعض الغرور الزائد الذي لا يجدي نفعاً. بقلم:أحمد أولحاج