(د) هذا بعض ما جاء في كتب التفسير، وهي محاولات لتقريب المعنى إلى المعهود الآن ممّا وصل إليه العلم، ولا شك أن الكشوف العلميّة تتقدّم يومًا بعد يوم، ثم رأينا في أبحاث للمتخصِّصين أن الغُدد التناسليّة في الجنين تكون أصلاً في المنطقة الواقعة بين عِظام الظَّهر "الصّلب" وعظام الصدر "التّرائب" وهذا ما يدلّ عليه قوله تعالى: (يخرج من بَيْن الصُّلبِ والتّرائِبِ) سواء منه الذكر والأنثى، فهي تخلَق في نفس المكان، ولعلّ ما يؤكّد ذلك قوله تعالى: (وإذْ أخذَ ربُّكَ من بَني آدَم مِنْ ظُهورِهم ذُرِّيَّتَهُمْ)، فكلمة "بني آدم" تشمَل الذَّكر والأنثى، وتفصيل ذلك يرجع فيه إلى المختصِّين، وبخاصّة فِي عِلم الأجِنّة.
قال: ثنا ابن يمان، عن مِسْعَر، عن الحكم، عن أبي عياض، قال: ( التَّرَائِبِ): الصدر. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: الصدر. وهذا الصلب وأشار إلى ظهره. وقال آخرون: الترائب: ما بين المنكبين والصدر. * ذكر من قال ذلك:حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن يمان، عن إسرائيل، عن ثُوَير، عن مجاهد، قال: ( الترائِبِ) ما بين المنكبين والصدر. معنى الصلب والترائب الواردة في القرآن - فقه. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: ( التَّرَائِبِ) قال: أسفل من التراقي. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، قال: الصُّلْب للرجل، والترائب للمرأة، والترائب فوق الثديين. وقال آخرون: هو اليدان والرجلان والعينان. * ذكر من قال ذلك:حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: فالترائب أطراف الرجل واليدان والرجلان والعينان، فتلك الترائب. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن أبي رَوْق، عن الضحاك ( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) قال: الترائب: اليدان والرجلان.
لما أقسم الله تعالى بالسماء والنجوم، جاء التأكيد على أن لكل نفس رقيبًا وحفيظًا؛ لذلك يجب على المسلم الحرص على أن ينتبه إلى جميع أقواله وأفعاله؛ لأن الملائكة تُراقبها وتُسجله، وأن الله الذي خلق السماء والنجوم سيحاسبه على تلك الأعمال، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر. (من سورة الطارق (الصلب و الترائب | خواطر مسلم سابق حول القرآن. تشتمل آيات سورة الطارق بعد ذلك على استفهام في قوله تعالى: "فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ* خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ* يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ" وهي دعوة للتفكير في النشأة والخلق، وقد أجاب الله على الاستفهام، بأنه خلق الإنسان من ماء دافق يتدفق من أصلاب الرجال وينصب في أرحام النساء، ومن هذا الماء يتكون الجنين. تتابع الآيات، حيث يقول الله تعالى: "إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ* يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ* فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ" للتأكيد على أن الله الذي خلق الإنسان، قادر على إعادته مرة أخرى في اليوم الذي تظهر فيه جميع السرائر، ولا يتأتى للإنسان عندها أن يُنكر أي فعل فعله، أو قول تقوّل به؛ لأنه في ذلك اليوم يكون متجردًا من قوته، وليس معه من يعينه أو يدفع عنه العذاب. تناولت الآيات التالية لذلك صدق وعظمة القرآن الكريم، حيث قال تعالى: "وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ* وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ* إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ* وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ"، فأعاد الله تعالى القسم بالسماء مرة أخرى، وهذه المرة بأن وصفها بأنها ذات الرجع أي المطر الذي يرجع إلى السماء مع كل موسم، فينزل إلى الأرض، ومن ثم يتبخر، ويعود إلى السماء ليجتمع كمطر ينزل مرة أخرى إلى الأرض.
والآية الكريمة إعجاز كامل حيث تقول: من بين الصلب والترائب، ولم تقل من الصلب والترائب، فكلمة بين ليست بلاغية فحسب وإنما تعطي الدقة العلمية المتناهية. انتهى. هذا والمشهور في التفاسير هو أن الصلب للرجل والترائب للمرأة، وهو مروي عن ابن عباس وغيره، والأولى في مثل هذه الأمور الرجوع إلى الطب الحديث وعلم التشريح للوصول إلى الفهم الأمثل لآيات الإعجاز العلمي، ولعل أقرب ما قيل في ذلك هو ما نقلناه عن الدكتور علي البار، وننصح الأخ السائل بالرجوع إلى الاستشارات الطبية في الشبكة، فلعله يزداد فائدة منهم. والله أعلم.
(د) هذا بعض ما جاء في كتب التفسير، وهي محاولات لتقريب المعني المعهود الآن مما وصل إليه العلم، ولا شك أن الكشوف العلمية تتقدم يومًا بعد يوم، ثم قرأنا للمختصين أن الغُدَد التناسلية في الجنين تكون أصلاً في المنطقة الواقعة بين عظام الظهر "الصُّلْب" وعظام الصَّدْر "الترائب" وهذا ما يدل عليه قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ والتَّرائبِ) سواء منه الذَّكَر والأنثى، فهي تُخلق في نفس المكان، ولعل مما يؤكد ذلك قوله تعالى: (وإذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) فكلمة: "بني آدم" تشمل الذكر والأنثى. وتفصيل ذلك يُرْجَع فيه إلى المختصين، وبخاصة في علم الأجِنَّة. هذه صورة من محاولات تفسير ما ورد في القرآن من الأمور العلمية ولعل في الكشوف المستقبلة ما يوضح ذلك أكثر وأكثر، مصداقًا لقوله تعالى: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).