الجحفة وتسمى كذلك بالهودج، موكب احتفالي في يوم الزفاف لإيصال العروس إلى بيت العريس يختص به أساسًا أهالي الجنوب التونسي وخاصة أهل البدو الذين مازالوا يحافظون على هذه العادة التقليدية القديمة والمتوارثة عن الأجداد والسلف، رغم التغيرات الاجتماعية والفكرية.
ليعتذر من يأجج نار الفتنة ويعلم أنه السائح الحزبي الذي لا يستقر به الترحال قد تحمله الأيام أن يستنجد بأهل الجنوب لمشروع ينفع البلاد والعباد فيلبون كعادتهم وهم من ينبذ الأحقاد ولا يحملون الغيظ ولا يعضون الأنامل لأنهم أهل حضارة و أخلاق وشموخ نفس لا تطاله النخلة المعوجة.
لا حول ولا قوة الا بالله لمثل هذا طردوا مخلوعكم وأقاموا ديمقراطية دفعت بكم لسدة الحكم من جديد. قرماسة - تطاوين لمن يساوم الجنوب على الحضارة والتمدن فليعلم أحرار هذه الجهات من الوطن العزيز قبل أن ينبس ببنت شفة، ان الجنوب هو الشاعرالفذ بلقاسم الشابي الذي كتب لنا أشهر بيت من نشيد وطننا، وهو الدغباجي البطل الذي قهر فرنسا ومرغ أنفها التراب فأذاقها ويلات المقاومة بينما كانت النخبة تتجول في شوارع باريس للتفاوض كما يقولون. ان الجنوب هو مصباح جربوع الهمام الذي قضى بمفرده على ثكنة استعمارية بأسرها ثم استشهد فبقي رمزا حفظناه ونسيتموه. مدح اهل الجنوب إفريقية. ان الجنوب هو الحدّاد ذلك المدافع الفعلي على المرأة والضيم الذي كان ينالها أيام الشعوذة والأولياء. ان الجنوب هو الحامّي المدافع على حقوق العمال المضطهدين أيام الاستعمار وهو الثروات الطبيعية من الفسفاط والبترول والغاز و غيرها مما وهب الله هذه المنطقة من بلادنا العزيزة. ليعتذر من حاول أن يخفي فراغ جعبته من البرامج والحلول لمشاكل البلاد الاقتصادية ويلقي بها في متاهات العروشية والجهوية بعد أن أرهقها بالاعتصامات على مختلف أنواعها أو الارهاب الذي حصد أرواح الشرفاء من بني وطننا.
في يوم الجحفة، يشرع أهل العريس في إعداد الموكب فتراهم يجملونه ويزينونه في أبهى صورة ويبخرون الجمل الذي سيأتي بعروسهم، ويقومون بإلباسه جحفة تُصنع إما من أغصان الزيتون اليابسة ومن جريد النخل أو من خشب الجداري أو القصب أو الخشب الذي يجلب من السودان يتم ليه في شكل أقواس متداخلة تربط بعضها البعض في شكل قبة عالية حيث ستجلس العروس ويغطونها بأبهى ما عندهم من فرش وأغطية وستائر بيضاء وحمراء لحجبها عن الأنظار وتزين الجحفة بأحزمة وأشرطة ملونة للعروس ويتدلى من أسفل الجحفة تروس الحلي التقليدي. ثم يتوجه الموكب لجلب العروس وسط رمال الصحراء الذهبية، في جو احتفالي بهيج وترتفع زغاريد النسوة المتواصلة ودقات الطبول وصوت الزكرة (أداة عزف تقليدية تونسية) وتحيط بهم الخيالة يمنة ويسرة، ومن حين إلى حين ترتفع في السماء أصوات طلقات نارية من سلاح الخيالة للاحتفال بهذا الموكب السعيد ولإعلام أهل العروس بقدوم أهل العريس وقرب وصولهم. وما يعرف عن عادات البدو في الجنوب التونسي أن العروسان إن لم يكونا من أبناء العمومة، كما جرت العادة، فهما يتصلان بصلة القرابة والانتماء إلى نفس العشيرة. الجحفة في الجنوب التونسي | نون بوست. ولا تعد المسافة الفاصلة وإن كانت طويلة حاجزًا أو عائقًا بين منزلي العروس والعريس، لأنه يقع الالتجاء إلى العربات التي تجرّها الخيول والبغال لحمل الأطفال والنساء وبعض العجائز اللّواتي لا يفوتهن الاحتفال بموكب الجحفة الذي سيمضي ويترك معه ذكريات راسخة في البال.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!