السيّد حسن شكر المجتمعات الإنسانيّة مهددّة بالأخطار بشكلٍ دائم، والتهديد يكون إمّا من الداخل، وإمّا من الخارج. فالأخطار الخارجيّة التي يباشر بها العدوّ بنفسه، لها سُبل خاصّة بالمواجهة، ولكنّ الخطر الداخليّ والتفتّت المخطّط له لوحدة أيّ مجتمع، يُعدّ الخدمة المجانيّة الأهمّ التي تقدَّم لأيّ عدوّ متربّص بالأمّة. فالفتنة توفّر عليه المال، والجهد، والخسائر، وتقلّص إنفاقه إلى أدنى درجة. •الفتنة مرفوضة بشكلٍ مطلق يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ (البقرة: 191). والآية الكريمة هي التعبير الأوضح والأجلى الذي لا تعتريه أيّ شبهة في فهمه، فهي آية محكمة لم تؤوّل، أو تخصّص، أو تقيّد بزمان أو أشخاص أو ظروف محدّدة. أمّا الروايات الشريفة الواردة عن المعصومين عليهم السلام، والتي تحدّثت عن الفتنة، فهي كثيرة، نشير إلى عدد منها: عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "فتنة اللّسان أشدّ من ضرب السيف"(1). دعاء الوظيفة الجديدة في. وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "يعذّب الله اللّسان بعذاب لا يعذّب به شيئاً من الجوارح، فيقول: أي ربّ، عذّبتني بعذاب لم تعذّب به شيئاً! فيُقال له: خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها، فسُفك بها الدم الحرام، وانتُهب بها المال الحرام، وانتُهك بها الفرج الحرام"(2).
مر بعدها الشيخ سيد بعام كان قاسياً عليه للغاية، وذلك بسبب رحيل والدته ثم شقيقه إبراهيم ثم زوجته وحب حياته، فلم يعُد الشيخ سيد كما كان، وبالرغم من تزوجه للمرة الثانية من (هنية) ابنة المنصورة، بضغط من شقيقته وبناته لعلى وعسى أن تتحسن حالته النفسية، وبرغم أنه أنجب من هنية ثلاثة أطفال، إلا أن الشجن قد سكن قلبه خاصة بعد وفاة أيضاً ابنه محمد الذي توفي في عز شبابه. فاتجه وقتها للتدخين وبشراهة، فالتدخين بالنسبة له كان إدماناً وليس وجاهة، وكثيراً ما حذره طبيبه الدكتور (إبراهيم عواره) من أن السجائر ستُقصف عُمره، لكنه لم يكن ينصت. فبينما كان الشيخ سيد ذاهباً لزيارة شقيقه (سعد) بالعباسية، أحس بأن صحته تتدهور، فترك له ورقة وطلب منه أن يقرأها عند اللزوم، فكانت تحتوي هذه الورقة على وصيته، وكان نصها: "الدفن بجوار الوالدة بالقاهرة بمقابر السادة الخلوتية مهما كانت الظروف. إعطاء هنية جميع لوازمها وأوصى بإكرامها كل الكرم. لا داعي للمأتم إطلاقاً، ويكفي النعي بالجرائد، والحمد لله رب العالمين". أورانج موني Orange money باختصار. وبالفعل بعد عودته لطنطا بعد زيارة شقيقه، شعر بالتعب وطلب نقله للمستشفى واستلقى على الطاولة حيث شعر برجفة أخيره قبل أن يستكين جسده للأبد.
ولكن سيظل الشيخ سيد النقشبندي أيقونة المديح النبوي في العالم الإسلامي.
وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية، وكلمة مريد معناها المُتعلم، وهي رُتبه من رُتب الصوفية، ويُذكر أن الصحابي الجليل سلمان الفارسي هو المؤسس الأول للطريقة النقشبندية. بعد حفظه للقرآن الكريم بدأ والده يصحبه إلى الموالد، مثل مولد أبو الحجاج الأقصري، وعبد الرحمن القناوي، وجلال الدين السيوطي، والسيد البدوي. حيث كان يستمع لكبار المُنشدين، ويحفظ ابتهالاتهم بمجرد سماعها، ويعود إلى داره فيُرددها مع نفسه ويُدونها في دفتره. كان سيد النقشبندي رمزاً للاعتدال الصوفي مُستشيداً بقوله تعالى: "ولا تنسى نصيبك من الدنيا" القصص٧٧، مثل رسولنا الكريم ومثله الأعلى، على عكس والده محمد النقشبندي، الذي كان يتبع الصوفية الزاهدة، فكان زاهداً في الدنيا وملذاتها، مُنصرف عن الخلق نحو الخالق. وعندما طُلب مني كتابة مقال عن الشيخ سيد النقشبندي، كُنت أحتاج إلى مصدر قوي يمدني بمعلومات أو بالأحرى أسرار عن هذه الأيقونة الخالدة. دعاء الوظيفة الجديدة 2021. وبعد بحث لم يدُم طويلاً، توصلت إلى أحدث رواية كُتبت عن الشيخ سيد إصدار ٢٠٢١ تحمل اسمه (النقشبندي)، للكاتبة الصحفية رحمة ضياء. فوجدت نفسي أكتب مقالاً أشبه بمراجعة لهذه الرواية من كثرة إعجابي بها.