وهذا الاختلاف من ابن لهيعة نفسه، فتارةً يجمع بين الحارث، وابن هبيرة، وتارة يحدث به عن أحدهما. ورواه ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن علي، أخرجه: المعافى بن عمران في الزهد (ص273رقم159) قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكر بن عمرو، عن ابن هبيرة، عن علي، وأحال المعافى على المتن السابق الذي رواه الأوزاعي عن الحارث بنحو لفظ ابن لهيعة السابق، وذكر زيادة في آخر المتن-، وهذا الرواية من اضطراب ابن لهيعة بالحديث. وتابع ابنَ لهيعة في روايته عن الحارث بن يزيد الأوزاعيُّ، أخرجه: - المعافى بن عمران في الزهد (ص272رقم158)- وفي المسند أيضاً كما قال ابن الأثير في أسد الغابة (5/163)-. ومن طريقه: -النسائي في السنن الكبرى، كتاب الجهاد –في رواية ابن الأحمر كما قال ابن حجر في النكت الظراف (8/377)، ورواه ابن يونس في تاريخه عن النسائي-. -وابن خزيمة في صحيحه (4/70رقم2370) كتاب الزكاة، باب إذن الإمام للعامل بالتزويج واتخاذ الخادم والمسكن من الصدقة. كلاهما عن يحيى بن مخلد. - والطبراني في المعجم الكبير (20/305رقم727) عن جعفر الفريابي. أهالي مكة يشيعون طلال فقيه - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ. كلاهما (يحيى بن مخلد، وجعفر الفريابي) عن موسى بن مروان الرقي. -والحاكم في المستدرك (1/406)، وأبونعيم في الحلية (8/291)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/355) كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب ما يكون للوالي الأعظم ووالي الأقليم من مال الله، جميعهم من طريق محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي.
وموسى بن مروان صدوق في الأصل كما قال أبوحاتم، والذهبي – انظر: الجرح (8/165رقم730)، الكاشف (3/188رقم5827)-، ولكنه اضطرب في اسم شيخ الحارث بن يزيد على ثلاثة أوجه: فقال في رواية أبي داود: عن جبير بن نفير. وقال في رواية يحيى بن مخلد: عن عبد الرحمن بن جبير. تخريج حديث ( مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلًا وَلَيْسَ لَهُ مَنْزِلٌ....الخ -منقول-. وقال في رواية جعفر الفريابي: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. قال المزيُّ في تحفة الأشراف (8/378) عن رواية عبد الرحمن بن جبير:((وهو أشبه بالصواب)) ، وقال ابن حجر في النكت الظراف –الموضع السابق من تحفة الأشراف في الهامش-:((يحتمل أن يكون في أصل أبي داود: ابن جبير بن نفير، فسقطت ابن)). وتقدم أنّ محمد بن عبد الله بن عمار -وهو ثقة حافظ كما تقدم في المسألة رقم (1225)- قال: عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير. وقال عبدُ الكبير بن المعافى -وهو ثقة رضى يعد من الأبدال قاله أبوحاتم كما في الجرح (6/63رقم333)-: عن عبد الرحمن بن جبير. وأقوى مَنْ روى الحديثَ عن المعافى بن عمران محمدُ بنُ عبد الله بن عمار فهو ثقة حافظ كما تقدم، وهو بلديّ المعافى فكلاهما من الموصل، وابن عمار له خصوصية في المعافى فمسند المعافى يُروى من طريق- انظر: أسد الغابة (1/25)-، فقوله: عن عبدالرحمن بن جبير بن نفير هو الأقوى.
الوجه الثالث: رواه الليث بن سعد-عنه: عبد الله بن صالح- عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. جريدة الرياض | الأمير سلمان والأمير أحمد في ضيافة الشيخ عبدالرحمن فقيه بمكة. وقد رجح أبوحاتم الوجه الثاني من رواية الليث بن سعد، مقابل رواية ابن لهيعة في الوجه الأوَّل، فقال:((هذا حديث خطأ إنما هو كما رواه الليث عن الحارث بن يزيد عن رجل عن المستورد عن النبي صلى الله عليه وسلم)) ، ونحو ذلك قال في المسألة رقم (636). ولا شك أنّ الليث بن سعد يقدم على ابن لهيعة، ولكن لم يتعرض أبوحاتم لمتابعة الأوزاعي لابن لهيعة وهي متابعة صحيحة إلى الأوزاعي، والأوزاعي تقدمت ترجمته في المسألة رقم (1105) وهو ((ثقة فقيه جليل، وفي روايته عن الزهري شيء)) فروايته تقوي رواية ابن لهيعة. ولعل الرجل المبهم في رواية الليث بن سعد هو: عبد الرحمن بن جبير المذكور في رواية الأوزاعي، والله أعلم. والحديث من الوجه الراجح صحيح وقد رواه ابن خزيمة في صحيحه، وصححه الحاكم..
ورواه ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير، رواه عنه: -أسدُ بن موسى ، أخرجه: الطبراني في المعجم الكبير (20/304رقم725) قال: حدثنا المقدام بن داود ثنا أسد بن موسى ثنا ابن لهيعة ثنا ابن هبيرة عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال كنت في مجلس فيه المستورد بن شداد وعمرو بن غيلان فسمعت المستورد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ولي لنا عملا فلم يكن له زوجة فليتزوج أو خادم فليتخذ خادما أو مسكن فليتخذ مسكنا أو دابة فليتخذ دابة فمن أصاب سوى ذلك فهو غال أو سارق. - حسنُ بن موسى، أخرجه: أحمد في مسنده –في الموضع السابق- قال: حدثنا حسن بن موسى قال ثنا ابن لهيعة قال ثنا عبد الله بن هبيرة عن عبد الرحمن بن جبير قال: كنت في مجلس.. الحديث. -وعمروُ بن طارق، أخرجه: أبوعبيد في الأموال –في الموضع السابق- قال: حدثنا عمرو بن طارق، عن ابن لهيعة، قال: وأخبرني عبد الله بن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير…الحديث. منزل عبدالرحمن فقيه جده. -والنضرُ بن عبد الجبار أبوالأسود، أخرجه: ابن زنجوية في الأموال (2/594رقم978) قال: حدثنا أبوالأسود، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن ابن هبيرة، عن عبد الرحمن بن جبير قال: كنت في مجلس.. الحديث.
نص البيان بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) تنعى الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح إلى الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية، فقيه اليمن وعلامتها وأحد رموز العلم والدعوة والقضاء، وجهابذة الحديث والتاريخ، فضيلة القاضي العلامة المجدد محمد بن إسماعيل العمراني، الذي وفاه الأجل بعد حياة حافلة بالعلم والتعليم والدعوة إلى الله وإصلاح المجتمع. لقد كان القاضي العمراني رحمة الله تتغشاه، واحداً من العظماء منارة الفقه والحديث، فهو القاضي الأجل والعلم الشامخ، والطود الباذخ والقمة السامقة، والشعلة الوقادة والهمة العالية، علم الفقهاء وبقية الفضلاء، عرفته الأمة الفقيه المحدث، واللغوي والمحقق، شيخ القضاة، وإمام الدعاة. ولقد كان فقيدنا الراحل العالم العلم المجتهد واحداً من رموز اليمن والعالم الإسلامي وسليل أسرة العلم والمعرفة، ويتصل علمه بالعلمين العظيمين محمد بن علي الشوكاني ومحمد إسماعيل الأمير الصنعاني رحمهما الله تعالى، وبرحيله تكون اليمن قد خسرت أحد أبرز رموزها المخلصين، وفقدت قامة علمية كبيرة وعلما من أعلامها وجبلاً من جبالها عاش مجيداً نافعاً لغيره معلماً في الجامعة والجامع وفي الإعلام، فاستفاد من علمه الكثير.
الليث بن سعد، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. لم أقف على من أخرجه من هذا الوجه. وقد رُوي عن الليث بن سعد على وجه آخر، أخرجه: أبوعبيد في الأموال (ص279رقم653). منزل عبدالرحمن فقيه توظيف. وابن زنجوية في الأموال (2/594رقم 979). كلاهما عن عبد الله بن صالح، عن الليث بن سعد، عن عياش بن عباس، عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:((من ولي لنا شيئاً…))، الحديث، وعياش بن عباس ثقة –التقريب (ص437 رقم5269)، وفي السند إليه عبد الله بن صالح تأتي ترجمته في المسألة رقم (1232) وفيه ضعف، ورواية المتقدمين عنه أقوى من رواية المتأخرين، وكتابه صالح، وهو في نفسه رجل صالح، وكانت فيه غفلة. ولكن يبدو أن الراوي الوجه الأوَّل عن الليث بن سعد أقوى من عبد الله بن صالح لذا رجح أبوحاتم روايته. الدراسة والحكم على الحديث: اختلف في الحديث عن الحارث بن يزيد على أوجه: الوجه الأوَّل: رواه ابن لهيعة، والأوزاعيّ، عن الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بن جبير، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم. الوجه الثاني: رواه الليث بن سعد-لم أقف على من رواه عنه- عن الحارث بن يزيد، عن رجل، عن المستورد بن شداد، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.